تبدو مزهوة بأبراجها ومتاحفها ومدنها التعليمية والعلمية و حيها الثقافي.. نسعي بحق لأن تكون الدوحة عاصمة متجددة ودائمة للثقافة العربية, هكذا يؤكد الدكتور حمد عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث القطري في حديثه معنا, فالرجل الذي لم يخلع عباءته العربية الاسلامية رغم دراسته الطويلة في الغرب كونه يحمل ليسانس في الدرسات العربية والاسلامية من كلية العلوم جامعة القاهرة يعتز بأنه مصري الهوي والثقافة ويؤكد ان مصر هي قاطرة العرب والتاج الذي يلمع علي جبين الامة. سألته كيف تري المشهد الثقافي في بلادكم الان ؟ اجاب: المشهد الثقافي لا ينفصل عن المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وقطر تسير بخطوات ثابتة وواثقة في مسيرة التحديث والتطور وبناء الدولة العصرية والمؤسسات وصون الحريات العامة وكفالة الامن والاستقرار وقطر وبفضل من الله تسير من نجاح الي اخر يتسم دائما بالتميز لذلك فالمسؤولية عن الاداء الثقافي تبدو مضاعفة كلما نجحت البلاد في تحقيق انجاز من نوع ما وقد اتخذت خطوات بارزة لتدعيم استثماراتها في قطاع الثقافة عبر انشاء بنية تحتية تنهض بالاداء الثقافي غير ان هذه البنية لا تكفي ان لم يكن هناك اهتمام للانسان وهي مسؤولية الجميع وهذا ما تم تطبيقة في قطر حيث الاهتمام بالتعليم و الفنون والآداب و الفكر ومخرجات الجامعات المتقدمة شعار الثقافة العربية وطنا والدوحة عاصمة* تم أختيار بلدكم عاصمة للثقافة العربية عام2010 كيف كان الأختيار وهل تم أستثمارة ثقافيا؟ لقد جاء أختيار الدوحة تتويجا لجهد ثقافي بذلته الدولة ووزارة الثقافة تميزت البلاد خلالها بالمهرجانات والمعارض الفنية والصالونات المتخصصة والأسابيع الثقافية لعواصم دول متنوعة عربية ودولية وندوات فكرية وأمسيات شعرية وموسيقي وأغاني ورقصات فلكلورية ولم يكن هذا التميز والجمال والأبهار حالة عابرة لأننا نسعي بحق لأن تكون الدوحة عاصمة متجددة ودائمة للثقافة العربية بتراثها الأصيل وحضارتها العريقة وشعبها العظيم الذي يستمد أصالته من التاريخ والحضارة الإسلامية لقد شبة البعض الأحتفالات مثل شجرة للثقافة العربية يانعة مستمرة في إلقاء ثمارها الإبداعية. البعض ينتقد الرؤية القطرية حول طموحها الجامح في بناء المتاحف وأقتناء الأثار والمقتنيات, هل كنتم في إحتياج لبناء مدينة الثقافة والفنون( كتارا) ؟ نحن نسعي لإقامة مشروع حضاري يمزج الحداثة بروعة التاريخ وفنون العالم والتكنولوجي والإبداع وعندما أفتتحنا متحف الفن الإسلامي إستطعنا أن نجعل الدوحة المكان الذي فية تعرض وتقدر كنوز عظيمة وحيوية من التراث تمتد لتشمل ثقافات لعدة قرون وعند افتتاح متحف الفن الحديث جعلنا قطر المكان الذي فية نري ونستكشف ونناقش ابداعات الفنانين العرب في العصر الحديث وربط التاريخ والأصالة بالتطور والحداثة وهذة المتاحف تعمل علي دفع عملية الابداع وتعميق الحوار لتبادل الثقافات والافكار( كتارا) أصبحت أيضا ساحة إشاع وتوهج وهي الحي الثقافي الذي بني علي أحدث طراز به أجنحة للثقافة والفنون وتقام به مهرجانات السينما بحضور الشخصيات العالمية. وما صحة ما يتردد من محاولات قطرية لشراء مبني التليفزيون المصري وكيف هي أبعاد العلاقات المصرية القطرية ؟ هذا الكلام لا اساس له من الصحة وقد تم نفيه وتكذيبه ولا أعرف مصدره, ومصر هي الدولة المحورية والأساسية في المنطقة صاحبة التاريخ القديم الذي يشهد به الجميع وهي القاطرة بالنسبة للعالم العربي والعرب يعلمون أن قوتهم من قوة مصر وهم يترقبون ما يحدث في مصر ويتابعون تطورات ثورتها ويتمني لها الجميع التوفيق والخير والأستقرار لأن هذا سينعكس علي مجمل المشهد العربي والعلاقات المصرية القطرية علي افضل ما يكون هناك تشاور وتنسيق مستمر بين القيادتين لما فيه مصلحة الشعبين والأمة العربية الإسلامية. تتحدث هنا عن بناء الإنسان لدينا مأزق عربي كبير وهو قضية الأمية والتربية والتعليم معرفة متطلبات تحتاج لوقت طويل لتطوير مشروع عربي يواكب ظروف العصر الحديث كيف تري ذلك؟ هذا كلام صحيح والأمية هي التحدي الاكبر ولابد من مقاومتها والحد منها كظاهرة سلبية ولابد أن نضع في قائمة أولويتنا قضية جودة التعليم في العالم العربي وكذلك الإهتمام بمؤسسات البحث العلمي وفق رؤي تربط منظومة التعليم بالتنمية الاقتصادية والإجتماعية وبالمعرفة والإبداع والانتاج وعلي المجتمع المدني المشاركة بقوة ولابد من الاهتمام بالشباب والمرأة ودعم الاليات للتحول إلي مجتمع المعرفة لأننا في حاجة إلي ثقافة منتجة تصنع المعرفة وتتناغم مع التكيف والتحولات الجارية.