أمير قطر يفتتح متحف الفن العربى الحديث

افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى المتحف العربى للفن الحديث، خلال احتفالية كبرى أقامتها هيئة المتاحف القطرية أمس الثلاثاء بمنطقة "مؤسسة قطر" فى العاصمة القطرية الدوحة.
وحضر الاحتفالية نخبة كبيرة من الفنانين المشاركين بأعمالهم فى المتحف، وكذلك عدد من ضيوف هيئة المتاحف التى استضافتهم من مختلف أنحاء العالم من أجل حضور هذا الافتتاح الكبير.
وجال أمير قطر والسيدة حرمه الشيخة "موزة" فى بعض قاعات المتحف الجديد، وتفقدا عددا كبيرا من اللوحات الفنية التى يبلغ عددها 6000 قطعة فنية، منها أعمال للفنان الكبير محمود سعيد، وتحية حليم، وأحمد نوار، وآدم حنين، وغيرهم من الفنانين المصريين والعرب.
وتصل مساحة المتحف العربى للفن الحديث إلى 5500 متر مربع، ويحتل مبنى مدرسى سابق فى مدينة الدوحة التعليمية، قام بإعادة تصميمها المهندس المعمارى الفرنسى جان فرانسوا بودان.
وبدأ المتحف حسبما أكد الشيخ حسن بن محمد على آل ثانى نائب رئيس هيئة متاحف قطر، فى مؤتمر صحفى سبق حفل الافتتاح، بفكرة طرحها على مؤسسة قطر، التى حصلت على مقتنياته الفنية، التى جمعها طوال عقدى الثمانينات والتسعينات، من المزادات الفنية، فى مختلف أنحاء العالم.
وأشار الشيخ حسن إلى أن هيئة المتاحف القطرية برئاسة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثانى أشرفت على بناء المتحف، وتجهيزه، مضيفا: هذا المتحف سيجمع مقتنيات الفن العربى الحديث للشرق الأوسط، وللعالم العربى، وسوف يلتقى فيه الفنانون العرب بأعمالهم، لإطلاع الجمهور عليها، وليتمكنوا من تعميق الحوار حول الفن العربى، وهو ما يساعد فى دعم عجلة الإبداع فى العالم العربى.
ودعا الشيخ حسن، الفنانين العرب لزيارة المتحف قائلا: "إننا نرحب بكل حرارة بالأفراد من بلدنا ومنطقتنا، ونرحب بالزوار من كافة أنحاء العالم فى هذا المركز من المعرفة والإبداع لطالما انتظرناه، إن المقتنين والقيمين يميلون بشكل متزايد إلى أعمال الفانين العرب المعاصرين، الأمر الذى يعد تطورا نرحب به كثيرا.
إلا أن الأنشطة الفنية الحالية يمكن أن تزدهر حقا إذا تم ربطها بشكل هادف مع التاريخ الهام الذى يقف وراء هذه الإنجازات. ويعمق متحف الحديث عن الفن العربى ويساعد فى تقدم إبداع الوطن العربى".
وقالت رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثانى "بافتتاح متحف، نحن نجعل قطر مكانا جديرا بمشاهدة واكتشاف ومناقشة إبداعات الفنانين العرب من الحقبة المعاصرة ومن زمننا الحالى".
"إننا فخورون بأن قطر ماضية فى كشف هذه الإنجازات الفنية بعمق وإسهاب غير مسبوق، تماما كما قدم متحف الفن الإسلامى وجهات نظر جديدة وواسعة عن تراثنا الذى يعود لقرون مضت".
وعلق عبد الله النجار المدير التنفيذى لهيئة متاحف قطر "كان متحفا وليد المشاركة العميقة والمتواصلة للشيخ حسن مع الفنانين العرب ورغبته فى عرض أعمالهم أمام شعبنا وجمهور العالم، وهذا هو التوضيح المثالى لمهمتنا فى هيئة متاحف قطر: بناء فهم عبر الحدود والترحيب بالعالم فى الدوحة، ينجز متحف هذه المهمة مستعينا بعنصر الابتكار الذى نطمح له دائما".
كما صرح روجر ماندل مدير هيئة متاحف قطر قائلا "يُظهر متحف كيف تقوم قطر بإعادة تحديد دور ووظيفة المتاحف فى القرن الحادى والعشرين. إن تجربة متحف مبنية على الحوار والتفاعل، وقد تم تصميمه منذ البداية لإشراك الجمهور على كافة المستويات، هنا وحول العالم، وهى أهداف مشتركة لجميع مؤسسات هيئة متاحف قطر، لكنها هامة لمتحف بشكل خاص، فى ضوء الدور الذى يلعبه هذا المتحف فى مجتمع الفنون الحى المتطور".
ومن المقرر أن يفتح المتحف أبوابه للجمهور يوم 30 ديسمبر المقبل، حيث سيتم افتتاح مبنى المتحف الجديد تحت عنوان: "سجل": قرن من الفن الحديث، وسيكون هذا المعرض الأول فى سلسلة متواصلة من المعارض التى من شأنها أن تجرى مسحاً شاملا لمجموعة المتحف التى لا مثيل لها والبالغة أكثر من 6000 عمل فنى يمثل الاتجاهات والمواقع الرئيسية لنتاجات الفن العربى الحديث والمعاصر، والتى تمتد منذ 1840 حتى الوقت الحاضر.
وحسبما ذكر بيان صحفى صادر عن هيئة المتاحف القطرية، سوف يبرز معرض "سجل" لوحات ومنحوتات فنية لأكثر من 100 فنان، والتى تمثل لحظات محورية فى تطوير الحداثة العربية خلال القرن العشرين، وسيقوم بتنظيم معرض "سجل" كل من القيمة الزائرة والمستشارة الدكتورة ندى الشبوط، أستاذة تاريخ الفن ومديرة معهد الدراسات العربية المعاصرة والإسلامية (CAMCSI) فى جامعة شمال تكساس فى الولايات المتحدة الأمريكية، والسيدة وسن الخضيرى، القيمة الرئيسية ومديره المتحف بالإنابة، والسيدة دينا الجلبى، رئيسة استراتيجية المتحف.