في ظل الإهمال وضياع المسئولية تدهورت حالة كباري المحروسة.. الشروخ والحفر انتشرت فيها كالسرطان.. الفواصل الحديدية تم تخريبها أو تعرضت للسرقة.. والنتيجة أزمات مرورية وحوادث لا تنتهي. الارقام تؤكد أن الإهمال في صيانة الكباري تسبب في37 الف حادث مرور خلال الأعوام العشرين الماضية راح ضحيتها042 ألف قتيل ومصاب مما جعل مصر في المركز الأول عالميا من حيث عدد ضحايا اهمال الصيانة علي الكباري, والتي انتهي عمر بعضها الافتراضي منذ سنوات. فعذاب المواطنين يتكرر يوميا علي الطريق الدائري, الذي يربط بين محور62 يوليو وميدان الرماية خاصة للقادمين من مدينة السادس من أكتوبر حتي ميدان لبنان, حيث تتكدس السيارات وتصطف هناك لمسافة ثلاثة كيلو مترات من بداية مطلع ميدان الرماية أو مطلع المريوطية نتيجة ظهور شروخ مفاجئة, وحفر صغيرة تؤخر المرور علي الطريق مع كثرة وجود عربات النقل الثقيل والمقطورة, والتي تتسبب في تآكل الفواصل وطبقة الاسفلت. وبرغم وجود شركة مقاولات تعمل حاليا أعلي الطريق الدائري في مكان هذه الفواصل والشقوق والشروخ الظاهرة فإن العمل علي ما يبدو أنه فقط لتوسيع جزئي بجانب الطريق دون علاج الاسباب المؤدية لاختناق السيارات ومرور النقل الثقيل, كما يبدو أنه لا توجد نيه لإصلاح هذه التلفيات مما يكشف بشكل واضح عن عمليات إسناد واستلام مقاولات مخالفة, فقد أصبح هذا المكان علي الطريق الدائري مأوي لبعض الباعة الجائلين بسبب تكدس سيارات النقل والمقطورة, أما كوبري السادس من أكتوبر بداية من مطلع ميدان عبد المنعم رياض بالتحرير, وحتي منزل الدقي فحدث ولا حرج.. فتوجد هناك مشكلات كثيرة تعوق مرور السيارات من انتهاء العمر الافتراضي للفواصل, وكثرة الشروخ والتشققات الموجودة بالأسفلت. أما كوبري51 مايو عند مطلع ميدان لبنان, وحتي منزل بولاق ابو العلا والاذاعة والتليفزيون, فيعاني تدهور حالة الاسفلت والحفر الموجودة مكان كل فاصل بعد سرقة الحديد الموجود بالفاصل, فمعظم الزحام والتكدس يسبب إهمال صيانة الكباري الرئيسية. فماذا يحدث في كباري المحروسة؟! سؤال تطرحه تحقيقات الأهرام علي المسئولين والخبراء والمواطنين.. فقد أجمع الخبراء والمسئولون علي أن الكباري تعاني قصورا شديدا في الصيانة, والسبب أن الميزانية المخصصة لهذا القطاع ضئيلة, ودائما يفضل توجيه الاعتمادات لانشاء كباري جديدة علي حساب الصيانة باهظة الثمن. لا خطة للصيانة! يقول المهندس عمر عبد الوهاب بالإدارة المركزية لبحوث الكباري بهيئة الطرق والكباري, إن السبب في تدهور الفواصل والاسفلت علي الطريق الدائري والكباري عموما يرجع إلي أسباب أهمها أنه لا يوجد في مصر خطة للصيانة, مما أدي إلي تدهورها بشكل ملحوظ لأن الاعتمادات المالية المخصصة لعملية الصيانة يتم صرفها في عمليات انشاء كباري ومحاور جديدة, ويشير إلي أن الصيانة تقتصر علي إصلاح الأسوار ودهان الارضيات ووضع العلامات الارشادية, ويشير إلي أن التلف الذي يصيب الفواصل يحدث بسبب إهمال بعض المركبات الثقيلة التي تسير عليها مما يتسبب في تآكل الفواصل وطبقة الاسفلت. ومن جهته يشير محمد عبد المقصود مدير مديرية الطرق والكباري سابقا, إلي أن البطء في صيانة الطريق الدائري والكباري يرجع إلي عدم توافر الاعتمادات المالية المخصصة للصيانة, وأن الاعتماد المالي الذي يتم توافره لأي عملية صيانة لا يتعدي01% من إجمالي التكلفة, ويري أن مسئولي الطرق يقومون بالصيانة الدورية في مواعيدها في حدود ما يتم توفيره من تمويل بالإضافة إلي أن عمليات الصيانة والإحلال والتجديد مكلفه جدا, وتحتاج إلي معدات دقيقة وباهظة الثمن. بينما يري الدكتور حسين عباس أستاذ المنشآت والكباري المعدنية هندسة الأزهر, أن تكاليف الصيانة مرتفعة جدا وتحتاج إلي تجهيزات ومعدات خاصة, فنظرا لحساسية منشأة مثل الكوبري يلزم إجراء صيانات متعددة, وعلي مستويات مختلفة له سواء من حيث الفحص بالعين المجردة أو بالاجهزة العلمية الدقيقة مثل السونار. وشدد علي ضرورة وجود دليل صيانة ما بعد الانشاء لكل كوبري تسجل فيه كل العمليات التي أجريت عليه, والمؤسف أن العديد من بنود هذا الدليل أصبحت مهملة مما يجعل عملية الصيانة عشوائية, وتؤدي في النهاية لتقليل العمر الافتراضي للكوبري. صدأ وشروخ ويؤكد د. أسامة عقيل أستاذ الطرق والكباري, أن من العيوب الشائعة في الكباري المعدنية هي الصدأ والشروخ والاجهادات الزائدة نتيجة لمرور النقل الثقيل بكثافة عليها دون مراعاة ظروف الكوبري الانشائية, والشروخ عادة تنشأ عند الوصلات بمناطق نهاية اللحام أو الاماكن المتآكلة من العنصر وعندها يحدث الانهيار وهناك بعض الشروخ تحدث في الكباري المعدنية نتيجة الاهمال المتكرر الذي يمكن أن يتسبب في الانهيار المفاجيء.