بعد ثورات الربيع العربي التي اهتزت لها اركان الكون.. وبعد سقوط الأنظمة القمعية وبعد ان صعدت القوي الإسلامية وأصبحت علي قمة السلطة في اكثر من مكان واكثر من دولة.. بعد هذا كله نجد أنفسنا الأن امام شبح قديم فتنة كانت نائمة وهناك اكثر من طرف يوقظها وهي المواجهة التقليدية وصراع السنة والشيعة.. أخيرا نجح الغرب بقيادة امريكا وإسرائيل ان يجعل قضية العرب والمسلمين الأولي هي الصراع بين السنة والشيعة.. اختفي من دائرة الإهتمام الصراع العربي الإسرائيلي بل ان اصحاب الوطن انفسهم نسوا قضيتهم الأولي وهي العودة والأرض وتقرير المصير وانقسموا الي تيارات وفئات ومراكز قوي وبدلا من مواجهة إسرائيل اصبحت مواجهة ايران والمد الشيعي هي الأخطر والأهم.. واصبح احمدي نجاد هو عدو المسلمين والعرب وليس نيتنياهو أو بيريز.. وسقط الشيخ حسن نصر الله من سجلات البطولة الي سجلات الخونة والعملاء وبدأت القوات العربية تستعد ليس للحرب ضد اسرائيل ولكن للوقوف مع إسرائيل في حربها مع ايران..وبدأت الدول السنية تعد جيوشها وشعوبها لمواجهة المد والإحتلال الشيعي الذي تتجه حشوده الي العواصم السنية ليصبح الصراع السني الشيعي هو حديث الحكام والشعوب وان يستعد الجميع لأن جيوش ايران الفارسية الشيعية الزاحفة هي العدو الحقيقي الذي يهدد مصائر العرب والمسلمين..يحدث هذا رغم ان الجاليات الشيعية الإيرانية توجد في اكثر من عاصمة عربية وان نصف رجال الأعمال الناجحين في دول الخليج اما من اصول شيعية أو ايرانية أو الإثنين معا والشئ المؤسف ان الصراع السني الشيعي القادم لن يكون فقط بين ايران والدول العربية كما يتصور البعض ولكنه سيكون بين ابناء الشعب الواحد لأن فيهم السنة والشيعة..لا احد يعلم الي اين تسير بنا الأحداث ونحن امام مؤامرة كبري لهزيمة العرب والمسلمين بأيديهم وليس بأيدي قوي اخري..من يشاهد المعارك التي تدور الأن علي الفضائيات بين علماء السنة وعلماء الشيعة وبين ابناء الشعب الواحد يدرك حجم الدمار الذي ينتظر هذه الأمة امام حسابات خاطئة وقرارات مريبة وسياسات تعود بنا الي عصور ما قبل التاريخ. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة