وزير الإسكان: الدولة المصرية شهدت تحولا نوعيا في قطاع الإسكان والتوسع العمرانى    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد الجوية تعلن عن طقس اليوم الإثنين فى محافظة الغربية    أكتوبر بعيون الشباب.. قطاع المسرح يحتفل بذكرى نصر 73    الوثائقى "السادات والمعركة".. الرئيس الراحل ينعى رحيل جمال عبد الناصر    «طقوس السطوح» عرض مسرحي يعلو القاهرة ضمن مهرجان «دي-كاف»    ندى ثابت: ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر ستظل علامة مضيئة في سجل التاريخ الوطني    خبير بالشأن الأفريقي: حكومة آبي أحمد توظف سد النهضة دعائيًا وتتجاهل القانون الدولي    السيسي في ذكرى النصر: من روح أكتوبر نستمد عزيمتنا اليوم في بناء مصر الجديدة لتكون في مصاف الدول الكبرى.. جيشنا يحمي البلد ويحافظ على حدودها ولا يهاب التحديات ويقف كالسد المنيع أمام التهديدات    رئيس الوزراء يتابع مستجدات تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتكاملة والمستدامة    ميناء دمياط يواصل تعزيز حركة التجارة ويستقبل 15سفينة خلال 24 ساعة    الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة: شركات التجارة الإلكترونية ساهمت في تطوير التجارة وأثرت إيجابيًا علي الاقتصاد المصري    متخصصون من معرض دمنهور للكتاب: البحيرة تمتلك مستقبلًا واعدًا في الصناعة    مجلس الوزراء: سيناء.. الإنسان محور التنمية ونهضة عمرانية شاملة تحقق حياة كريمة لأبناء المنطقة    جيش الاحتلال يواصل إغلاق الطرق وتعطيل المدارس لليوم الخامس على التوالي    ذي أتلانتك: نجاح ترامب في "وضع نتنياهو بمكانه" يعزز فرص إنهاء الحرب في غزة    رغم خطة ترامب لإنهاء الحرب.. جيش الاحتلال يواصل هجماته على قطاع غزة    الجامعة العربية وبيرو تتفقان على تطوير التعاون المشترك    الاستخبارات الخارجية الروسية: بريطانيا تستعد لتنفيذ استفزاز جديد ضد روسيا    وزير الرياضة يُنهي الخلاف بين "الأنوكا" و"الأوكسا"، ويؤكد وحدة الصف الرياضي الأفريقي    اجتماع مهم لمجلس الزمالك اليوم لمناقشة ملفات الكرة والأزمة المالية    نجم الزمالك السابق يعتذر لمحمد مجدي أفشة    فالفيردي يغيب عن معسكر منتخب الأوروجواي    رئيس الاتحاد السكندري: نستعد لضم صفقات قوية في الميركاتو الشتوي.. والجمهور درع وسيف للنادى    محافظ المنوفية يضع إكليل زهور على النصب التذكاري للجندي المجهول    الداخلية تكشف تفاصيل القبض على المتهمين بواقعة الفيديو الفاضح أعلى المحور    «الداخلية»: ضبط متهم بالنصب على مواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    المديريات توجه المدارس بمتابعة تسجيل الطلاب على منصة تدريس البرمجة    انقلاب ميكروباص وإصابة 6 أشخاص في الجيزة    ممثلو «خور قندي الزراعية» يشكرون الرئيس لاستكمال صرف مستحقات أبناء النوبة    التوعية والتمكين وتحسين البيئة للعاملين ..أبرز حصاد العمل بالمحافظات    البابا تواضروس: الكنيسة هي السماء على الأرض وسر الفرح في حياة الإنسان    جائزة نوبل في الطب تذهب إلى أمريكيين وياباني، اعرف إنجازاتهم    3 علماء يفوزون بجائزة نوبل في الطب لعام 2025 (تفاصيل)    52 عامًا على ملحمة العبور.. مشاهد لا تنسى عن حرب أكتوبر في السينما المصرية    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025 في المنيا    نائبا رئيس الوزراء يشهدان اجتماع مجلس إدارة هيئة الدواء المصرية.. تفاصيل    الصحة: إحالة الطاقم الإداري بمستشفى كفر الشيخ للتحقيق وتوجيهات عاجلة لتصحيح المخالفات    «عبد الغفار» يشارك في ختام «مهرجان 100 مليون صحة الرياضي»    وزير الصحة يشارك في ختام "مهرجان 100 مليون صحة الرياضي" لتعزيز الوقاية والنشاط البدني    «الداخلية»: مصرع 3 عناصر إجرامية وضبط مخدرات ب128 مليون جنيه    كجوك والخطيب: القطاع الخاص المصرى مرن وإيجابي وقادر على التطور والنمو والمنافسة محليًا ودوليًا    عالم بالأزهر: سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بأهل مصر خيرا    محافظ البحيرة تضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول بمناسبة انتصارات أكتوبر    شوبير: هناك من يعملون في اتحاد الكرة خلف الكواليس لإعاقة المنتخب الوطني    رئيس الوزراء الفرنسي بعد استقالته: لا يمكن أن أكون رئيسًا للوزراء عندما لا تستوفي الشروط    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو يُظهر اعتداء على مواطن وأسرته بدمياط    نائب وزير الصحة يختتم جولته بالدقهلية بتفقد مستشفيات المنصورة والمعهد الفني الصحي    دار الإفتاء: الاحتفال بنصر أكتوبر وفاء وعرفان لمن بذلوا أرواحهم فداء الوطن    أسعار الخضراوات والفاكهة بكفر الشيخ الإثنين 6 أكتوبر 2025    جمهور آمال ماهر يتفاعل مع سكة السلامة واتقى ربنا فيا بقصر عابدين    العالم هذا الصباح.. السعودية: جميع حاملى التأشيرات بمختلف أنواعها يمكنهم أداء مناسك العمرة.. تصرفات ترامب الغريبة تفتح الباب حول حالته الذهنية.. وناشطة سويدية تثير الجدل بعد احتجازها فى إسرائيل    الرئيس السيسي يوجه التحية لترامب لمبادرته لوقف إطلاق النار في غزة    ما حكم وضع المال فى البريد؟.. دار الإفتاء تجيب    «العناني» يقترب من منصب المدير العام الجديد لليونسكو    سكته قلبية.. وفاة شخص قبل نظر نزاع على منزل مع زوجته وشقيقه بمحكمة الإسكندرية    منتخب مصر يودّع كأس العالم للشباب رسميًا    "كيفية مشاهدة مباراة السعودية والنرويج في كأس العالم للشباب 2025 بث مباشر"    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 6-10-2025 في بني سويف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة الشفرة علي وجه الدولار (3 من3)
برسكوت بوش وتمويل جيوش هتلر
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 05 - 2013

في المقالات السابقة, عرضت رؤية بعض المحللين السياسيين الغربيين الذين يتبنون( نظرية المؤامرة) ويفترضون أن أحداث القرن الأمريكي برمتها كانت قائمة علي تخطيط الأوعية الفكرية الغربية, التي نشأت في نهاية القرن التاسع عشر, وقام بتنفيذها ثلاث قوي عالمية, وهي بريطانيا العظمي واليمين المحافظ في الولايات المتحدة الأمريكية والماسونية العالمية.
وذكرت أن الثورة الأمريكية قامت علي تحالف اليمين المحافظ الأمريكي والماسونية العالمية, وسجلت الهدف من تحالفها علي وجه شعار الولايات المتحدة سنة1776, وهو الشعار الذي جمع رموز الماسونية وكلمة'INGODWETRUST.', أو توكلنا علي الله المسيحية, وكان أول مستند رسمي يعلن عن النظام العالمي الجديد
كما قلت إن عبارة النظام العالمي الجديد جاءت أول مرة علي لسان بابا الفاتيكان الكسندر السابع عام1492, بعد الانتصار علي غرناطة, ثم علي لسان كريستوفر كولومبس, ثم في رسالة الملك فرديناند إلي قبائل التانيو والأراواك في العالم الجديد, وكان نصها كالتالي:' عالم واحد, ورب واحد, ودين واحد, وحاكم واحد,' وهو فهم الغرب للنظام العالمي الجديد, ثم عاودت الظهور مرة أخري في نهاية القرن التاسع عشر في فكر وكتابات الجماعات العنصرية الغربية, مثل الفابيان سوسيتي والثيوسوفيكال سوسيتي, وكلاهما علماني ملحد, يؤمن بحتمية سيادة العنصر الانجلوساكسوني علي العالم, ثم صرح بها علانية الرئيس الأمريكي البيوريتاني وودرو ويلسون سنة1913( قبل الحرب بعام), ثم روزفلت سنة1935 بطبعها علي ورقة الدولار, أو قبل بدايات الحرب العالمية الثانية بعام أيضا( سنة1936 إحتلال المانيا لأقليم الراين)
كما قلت إن الدولار الجديد هو سلاح النظام العالمي الجديد, وإنه حمل باللاتينية عبارات مثل بشري هامة أو سارة, النظام العالمي الجديد أو العلماني الجديد, وقلت إن تصميم الشعار الأمريكي تم سنة1774 إلي سنة1776 في ثلاث سنوات علي يد ثلاث لجان جميعها من الماسون الأحرار, وأنه تم في عهد الكلاسيكية, ومع ذلك استخدم في وحداته التصميمية لغة الرموز الغريبة علي الكلاسيكية السائدة, وما فرضته هذه الرموز من شفرات لها مدلول في معجم ترجمة الرموز الماسونية, ومن ثم فمن الصعب أن تكون هذه الرموز قد وضعت بالمصادفة أو أنها( خزعبلات) كم وصفها أحد القراء المفعم بالحب والولاء الأمريكي أو آخر الذي وصفها بأنها كمن نظر إلي السحاب ورأي في تكويناته أي أشكال فهذا الظن أو التفكير الساذج لم يكن في المنهج الأوروبي في عصر التفكير'REASON' بل كانت الرموز لغة النخب التي ميزتهم عن العوام, وكانوا بها ينقلون أفكارهم وينشرونها ويثبون وجودهم وهيمنتهم( راجع كتابات البرت ج مكاي, وجود فري هيجنز) وهم من كبار مفكري الماسونية في القرن التاسع عشر
خلاصة ما سبق
من كل ما سبق ذهبت إلي
1- أن هناك تحالفا تم بين الماسونية العالمية بكل فكرها الإلحادي والتيار المحافظ الديني بالولايات المتحدة بكل فكره الديني المتطرف, أفرز الثورة الأمريكية ومشروع الهيمنة الأمريكية علي العالم سنة1774 وإستمر حتي اليوم
2- دخلت أمريكا بهذا الحلف وأهدافه ساحة الصراع الإمبراطوري علي العالم في القرن التاسع عشر وانتهي القرن بتنافسها مع بريطانيا العظمي فقط, ثم عقدا صلحا عرف بالصلح الأعظم سنة1896 إتفقا فيه علي تنفيذ مخططات الفابيان سوسيتي في هيمنة الجنس الانجلوساكسون من البروتستانت علي العالم
3- من هذا الاتفاق خطط الحليفان لاحداث القرن العشرين ليكون قرن سيادة العنصر الانجلوساكسوني ثم قررت أمريكا أن يكون القرن العشرين قرنا أمريكيا خالصا فمولت( أمريكا) كافة الأطراف في أوروبا وأشعلت الحرب الثانية التي قضت تماما علي كل القوي القديمة وتركت الساحة العالمية خالية تماما للقوي الأمريكية وحدها, بلا منافس بل إن المنافس الذي ظهر كان صنيعة الفكر والرأسمالية الأمريكية كتجربة للشمولية الغربية التي يعتزم الغرب تنفيذها في النظام العالمي الجديد
4- نتيجة التخطيط الأنجلوساكسوني أفرزت:
أ- إنشاء النظام المالي العالمي الجديد باصدار قانون بنك الإحتياط المركزي الأمريكي سنة1913 وكان ذلك هو المحرك الرئيسي لكافة الاحداث التالية
ب- الحرب العالمية الأولي والتي مول طرفيها النظام المالي الجديد
ج- الثورة البلشفية والتي مولها أيضا النظام المالي الجديد
د- الحرب العالمية الثانية والتي خططت لها أمريكا ومولت كل أطرافها لسحق كافة القوي العالمية واستعبادها بالعجز والمديونية
ه- الحرب الباردة والديكتاتوريات العسكرية في العالم الثالث أو ما عرف زورا باسم عصر التحرير أو الاستقلال
و- نهاية الحرب الباردة وسقوط الشيوعية
ز- قيام النظام العالمي الجديد علانية وهو العصر الذي نعيش فيه
كل ما سبق كان مخططا له, وتصطنع له الأحداث التي يمولها الدولار المطبوع بلا غطاء ذهبي
النظام العالمي المالي الجديد وتمويل الحربين
كانت بداية تنفيذ مخطط التحالف الأنجلوساكسوني للهيمنة الكونية هو إنشاء بنك الاحتياط المركزي الأمريكي- وهو بنك خاص- له الحماية الكاملة والغطاء الكامل من الحكومة الأمريكية وله حق إصدار عملة الولايات المتحدة الأمريكية أو الدولار إن تكلفة إصدار ورقة الدولار أو المئة دولار تساوي520,0 دولار وحاجة الحرب العالمية الأولي للتمويل يمكن طباعتها كلها دون أي رصيد ذهبي وكانت تحقق فائدتين لأمريكا, وضررا داهما عاما هو التضخم أما الفائدتين فهما:
1- إيقاع جميع القوي العالمية المتنافسة في شباك المديونية بالدولار الوهمي
2- تشغيل الشركات الأمريكية سواء شركات التمويل أو البنوك أو المصانع أو الخبراء
وأما ضرر التضخم العالمي فهو مشكلة سوف يعاني العالم كله منها جراء الحرب ونتائجها الكارثية ونسبة تضرر أمريكا منه لا تقارن باستفادتها ومن الممكن أن يكون النمو الذي تحدثه إحتياجات الحرب في أمريكا معادلا للتضخم الناتج عن طبع الدولار كما يمكن الحد من ذلك الأثر برفع نسبة احتياطيات البنوك لسحب السيولة من الأسواق وهذا أمر في متناول البنك المركزي فضلا عن أن طبيعة تمويل احتياجات الحرب تضمن تجميد الأموال في أصول وبني تحتية مما يقلل من سرعة تداولها ويقلل من أثر طباعة الدولار علي التضخم, ومن ثم بدأ خبراء التمويل في تسويق الحرب العالمية الأولي وما يستدعيه ذلك من انتاج حربي, وكان خلف هذه الخطة الجهنمية عائلتان رئيسيتان تغلغلتا في كافة دواوين الحكم الأوروبية:
1- عائلة روتشيلد الألمانية اليهودية( الماسونية)
2- عائلة روكفلر( الألمانية التركية) الأمريكية( الماسونية أيضا)
هاتان العائلتان تبادلتا المراكز في السيطرة علي البنوك الأوروبية, والأمريكية إضافة إلي انتاج النفط العالمي وتكريره, وفي زمن واحد أثناء الحرب الأولي كان أفراد من العائلتين يعملون كمستشارين لدي أي من طرفي الحرب ويؤدون مهمتهم بتنسيق كامل مع التحالف( اليمين المحافظ الأمريكي, الماسونية العالمية)
في ذات الوقت عمل الإعلام الواقع تحت سيطرة الماسونية العالمية علي تصعيد حالة الحرب في أوروبا, وتزكية التوتر الناتج عن الاحلاف والاحلاف المضادة التي تمت في نهاية القرن التاسع عشر بجهود الدبلوماسية البريطانية والجماعات السرية
وقامت الحرب الأولي بلا معني ونتج منها تكسير عظام كل القوي العالمية دون نتيجة حاسمة حتي أن خطوط المواجهة لم تتحرك مليمترا واحدا في العام الأخير وكانت لصالح المانيا, وانتهت الحرب بلا معني كما بدأت ولكن بعد إفلاس جميع قوي أوروبا وانهيار الامبراطوريات الكبري
في ذات الوقت مولت( طائفة الجزويت) وكبار رجال الأعمال الأمريكان عن طريق بنك الاحتياط المركزي الثائر الروسي لينين اللاجئ في المانيا فعاد الي روسيا القيصرية ليشعل الثورة البلشفية ويخرج روسيا من الحرب قبل لحظة النهاية, ويسقط الامبراطورية العظمي في سرداب طوله ثمانية عقود(كتابTHESENDICATE للكاتبNICOLASHAGGER)
وانتهت الحرب العالمية الأولي بدخول الولايات المتحدة الأمريكية لوضع لمسات النهاية, وكان دخولها دراميا استلزم اغراق سفن ركاب أمريكية بما عليها من ركاب أمريكيين واتهام الغواصات الألمانية بالحادث للقفز علي تعهد وودرو ويلسون لشعبه بعدم جر أمريكا الي الحرب وبالفعل صدرت موافقة الكونجرس علي إعلان الحرب علي المحور بعد أقل من شهرين من غرق الباخرة' لاكونيا''LACONIA' وخضع له ويلسون مجبرا( ظاهريا)
ووضعت شروط الحرب ومعاهدات السلم بصورة وصفها رئيس وزراء فرنسا كليمنصو الماسوني الأعظم, بأنها الضمان الوحيد للحرب الثانية
وقبل أن يجف مداد الحبر الذي وقعت به معاهدات السلام كان السيناريو الأمريكي للحرب الثانية علي خشبة المسرح العالمي
تمويل الحرب الثانية
كانت ظروف المانيا بعد الحرب الأولي وما وضع علي كاهلها من قيود والتزامات أكثر من حالة افلاس دولة, ومزقت الدولة الواحدة وفرقت أراضيها علي دول الجوار وحوصرت برا وبحرا, وسياسيا واقتصاديا واخترقت داخليا بالثورة الشيوعية والفوضي الخلاقة0 كان من المستحيل أن تقف هذه الدولة علي قدميها أو أن تحرك بنسا في الداخل أو الخارج دون الرقابة الدولية
في هذا الجحيم ولد نظام هتلر سنة1933, وفي أقل من ثلاث سنوات بدأ الحرب علي العالم باستعادة أراضيه المقتطعة منه وضمها سنة1936 أي بعد ثلاث سنوات وكانت أوروبا كلها تلملم جراحات الحرب السابقة فلم تتحرك أو حتي تنطق
( فكرة ان تقوم المانيا من هذا العدم لتشعل حربا بقوة الحرب التي اشعلتها أمر يعد من المستحيل ما لم تسخر لها آلات التمويل الدولارية الجبارة كل السبل لهذا البعث الاعجازي)
فمن مول آلة الحرب النازية في ظل هذا الحصار والافلاس والفوضي ؟
برسكوت بوش وتمويل ألمانيا النازية وإعدادها للحرب الثانية
حسب بحث أجري في بداية هذا القرن ونشره الكاتبان الأمريكيان( وبسترج تاربلي) و( انتون تشيتكن) بعنوان( بوش السيرة غير الرسمية), وقد نشر الكتاب في عهد الرئيس بوش الابن سنة2004 ويعرض لما أسماه الكاتب تعاون رجال( وول ستريت) وكبار رجال الصناعة في الولايات المتحدة علي بعث النازية وإعداد المانيا للحرب مرة أخري اعتبارا من1922( أي مباشرة بعد الحرب الأولي ودون تضييع أي وقت فالخطة كانت معدة قبل الصلح الأول) بتمويل ترميم الطرق والسكك الحديدية واقامة المصانع اللازمة وتهريب الأموال عبر هولندا من خلال التعاون مع بعض بيوت الأموال الألمانية والاوروبية مثل عائلة ثايسنز التي كانت تملك وتدير العديد من مؤسسات التمويل الالمانية والاوروبية مثل أوجست تايسن بانك في برلين وبانك فور في هولندا بالتعاون مع يونيون بانك الامريكي, وكان أحد أفراد عائلة تايسن قد كتب كتابا بعنوان' أنا دفعت الي هتلر'IPAIDHITLER0
وكان الكتاب بداية البحث الإعلامي عن كشف لغز تمويل هتلر وبعث المانيا النازية ومشروعها' استعباد العالم' وانتهي البحث والكتاب الي حقيقة أن وول ستريت كان الممول الأوحد لهذا البعث الذي أدي الي الحرب العالمية الثانية, وكان برسكوت بوش أحد أهم المنظمين لحملة التمويل هذه, نشر الكتاب سنة2004 وأعيد طبعه ثلاث مرات, وعلي غلافه صورة الرئيس جورج بوش الأب, وبداخله أسماء أكثر من عشرين مسؤلا مصرفيا أمريكيا, ولم يعلق عليه أو يرد عليه أحد
إن مسألة تمويل المؤسسة المصرفية العالمية( بموافقة ودعم الولايات المتحدة) للحرب الأولي والثانية بعد الافراج عن العديد من المستندات السرية لهذه الحقبة غدت واقعا تناولته عشرات الكتب وربما أكثر, ولو حاولت البحث في شبكة المعلومات عن اجابة لهذا السؤال( من مول آلة الحرب النازية) لحصلت علي عشرات الآلاف من الاجابات تصب في هذه النتيجة وسوف أعرض هنا لبعض هذه الكتب ثم أنهي بذكر المراجع التي استعنت بها وبعض الردود علي بعض التعليقات
أولا: كتاب مخلوق من جزيرة جيكل وتمويل المؤامرة
هذا الكتاب يجيب علي لغز ما يطلق عليه الكاتب( وهم المال) من أين جاء وأين يذهب وماذا يساوي وكيف وماذا يصنع ؟؟!!, وفيه يعرض الكاتب إدوارد جريفن بالمستندات كيفية تمويل المؤسسة المصرفية العالمية بقيادة بنك الاحتياط المركزي الأمريكي وعائلات روتشيلد وروكفلر وليوب للحرب العالمية الأولي والثورة البلشفية, والحرب العالمية الثانية بكل أطرافها, وكيف تم تمويل اليابان سنة1904 لتلحق بروسيا القيصرية هزيمة فادحة تمهد لنهاية الامبراطورية, ثم كيف تم تمويل لنين وتروتسكي قبل وأثناء وبعد الثورة ؟؟, ثم كيف تم تمويل هتلر ؟؟ ثم كيف تم تمويل ستالين للقضاء علي هتلر ؟؟ ثم كيف تم تمويل روسيا الشيوعية لاعدادها لحرب افغانستان ؟؟؟ وهكذا إنه رؤية كاشفة لصنع المال( الدولار) أو الشيطان الأكبر في أحداث القرن العشرين
ثانيا:( كتاب في البحث عن أعداء)
في مجموعة محاضرات بعنوان الحروب السرية للمخابرات الأمريكية
SECRETWARSOFTHECIA
أدلي عميل المخابرات السابق جون ستوكويل بمجموعة من الاعترافات عن الحروب الاقتصادية للجهاز الذي عمل به تحت رئاسة بوش الأب سنة1976 ثم ضم هذه المحاضرات في كتاب نشرة بعنوان في البحث عن عدو قال فيه نصا:
' كنا نصنع القرارات الهامة للسياسة الأمريكية'
لقد قمنا بأكثر من خمسين عملية سرية من هذ القبيل نيكاراجوا ليست اكبرها, ربما أشهرها, أفغانستان هي أكبرها, لقد انفقنا ملايين الدولارات, لصناعة حروب تدمر شعوب كانت آمنة
عندما تكره الولايات المتحدة حكومة ما, ترسل اليها الCIA بالتمويل اللازم لاستئجار العملاء وتمزيق البنية الاجتماعية والاقتصادية لهذا البلد واضعة كل الضغوط الممكنة علي الحكومة دافعة إياها الي أحضان الولايات المتحدة راكعة ومستسلمة بكل شروطها التي كانت ترفضها من قبل, أو الخيار الآخر, العقاب, الانهيار الكامل, ويمكن لعملائنا تدبير الانقلاب اللازم لهذه الحكومة أو اغتيال رؤوسها, أو تدميرهم إعلاميا بالفضائح المعدة مسبقا0
ان تمزيق البنية الاجتماعية والاقتصادية أصبح أول مفردات قاموس الCIA, أو هو العملية الأكثر اتقانا عند كوادرها, إنني اتحدث عن تقنية نفعلها ونحن مغمضي العيون, أن نذهب الي هناك, نجعل سوق المحاصيل أقل من تكلفة الفلاح, نجعل الطرقات غير آمنة للنساء, نجعل المدارس والجامعات تغلي بالفوضي, نجعل الأسعار تضطرب, نجعل رؤوس الأموال تنسحب من السوق, ندفع الاقتصاد الي حافة الهاوية
هل توحي الي القارئ هذه السطور بمشهد شبيه علي الساحة المصرية ؟!
هل تفسر هذه الكلمات التي ألقيت سنة1987 لغزا حيرنا كثيرا ؟!
هل تقول مثلا إن الدولار الأمريكي, المارد الجبار يعبث بساحة بيتنا ؟!, يستخدمنا بعضنا ضد بعضنا فنحرق, ونخرب ونخون وندمر ونهوي بأنفسنا الي الهاوية, أو........
ثالثا: كتاب إعترافات قاتل إقتصادي
كتاب بقلم جون بيركنز عميل المخابرات الأمريكية السابق يشرح فيه كيف تخطط الولايات المتحدة بأجهزتها المختلفة ومنها الCIA للتحكم في العالم وتوجيه احداثه في بلاد عمل فيها الكاتب مثل الاكوادور, اندونيسيا, العربية السعودية متخفيا في وظيفة خبير دولي بشركة( تشاس لي مين) مهمته أن يقنع الدول تحت النامية أن تقبل قروضا كبيرة, لتمويل بنيتها التحتية بصورة مبالغ فيها, ولضمان الحصول علي هذه القروض لابد من اسناد الأعمال الي شركات دولية غالبا أمريكية وتغرق الدول في الديون من الدولارات المطبوعة بتكلفة بنسين, وتكون لقمة سائغة في يد المفاوض الأمريكي
وأخيرا.... في الحلقة القادمة نموذج الإعدام الاقتصادي غانا وإفلاس دولة

رد علي بعض التعليقات
أثار المقال السابق ردود فعل متباينة بين القراء بعضها جاء باللغة الانجليزية من مصريين مقيمين بالولايات المتحدة يصف بالذات ما قيل عن الدولار بأنه خزعبلات, أو أوهام, وبغض النظر عن الأسلوب الهجومي الذي جاء بلا سند أو إطلاع أرجو أن أوضح للسادة القراء إلي أن رئيس الجمهورية الامريكية الأولي كان ماسونيا حتي النخاع, وأنه وضع حجر أساس المدينة التي تحمل اسمه وهو مرتديا زيه الماسوني بالكامل, وأنه أسند تصميم مدينته( واشنطن ديستريكت أوف كولومبيا) إلي مصممين من كبار الماسون, وعبدة الشيطان, وأن تصميم المسقط الأفقي لمركز المدينة حمل العديد من رموز الماسونية العالمية وعبدة الشيطان وهذا سهل الإطلاع عليه والتأكد منه0 إن الرموز بالنسبة للماسون هي لغة تخاطب وتواصل الصفوة, والدلالة علي تمكنهم وتحكمهم
عبدة الشيطان كنيسة معترف بها في أمريكا, أعضاؤها الرسميون80 ألف عضو( إحصاء2000) ويقدرهم البعض في الولايات المتحدة بحوالي2 مليون, وعدد الدعاة الرسميين يبلغ20 ألف داعية واسمها الذي يمكن لأي قارئ البحث عن المزيد من البيانات حول الموضوع هو:
'SATANISM' أو'SATANICCULT' أو'SATANICCHURCH' أوLUCIFERTRUST
وأضيف أن مؤسسة الشيطان'LUCIFERTRUST' هي مؤسسة مدنية أمريكية أسستها الناشطة اليس بيلي سنة1922 والمؤسسة عضو مراقب بالأمم المتحدة بعد تغيير الاسم إلي' لوسي ترست', وهي المسئولة عن مراجعة وطباعة كافة المواد التعليمية لمؤسسة اليونسكو, وللجمعية الأهلية المذكورة فروع في كافة الدول الأفريقية الفقيرة, تنشر فكرها القائم علي الايمان بالله وإبنه الذكي'LUCIFER' أو حامل النور إلي آخر هذه(الخزعبلات) التي تبدأ بزرع الألفة بين الانسان ولوسيفر أو حامل النور, أو الداعي إلي التنوير بدلا من ظلامية الجهل
ولعلنا سمعنا كثيرا كلمات عصر التنوير, والظلامية لكننا لم نرجع هذه الكلمات إلي المدلول الذي قصده من ابتدعها حينما قام الغوغاء في الثورة الفرنسية بنزع القس من محراب كنيسة نوتردام وأجلسوا عليه عاهرة0 ولم تزل هذه العاهرة شعارا يرفعه الغوغاء, ويزين صفحات بعض الصحف الصفراء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.