أصبحت الاسلحة في ايدي فئات عديدة بالمجتمع خاصة بعد قيام الثورة الليبية وانفتاح ترسانة اسلحة القذافي علي مصراعيها امام مهربي السلاح الذين اتخذوا من مصر سوقا رائجة، واصبحت عائلات بكاملها بالدقهلية متخصصة في تجارة السلاح المهرب للمحافظة عن طريق بحيرة المنزلة نظرا لطبيعتها الجغرافية الواسعة والساحل الشمالي الممتد بين محافظتي كفر الشيخ ودمياط بطول يزيد علي 40 كيلو مترا والتي اصبحت مسرحا لتهريب الاسلحة من ليبيا والسودان والتشاد, ومما يزيد من حجم المشكلة سكوت المجتمع عن الابلاغ عن تجار الاسلحة وحائزيها ومستخدميها خوفا من بطشهم وانخفاض اسعار الاسلحة التي اصبحت سهلة المنال وعدم وجود خفراء نظاميين في عدد كبير من قري المحافظة ولجوء البعض إلي حيازة الاسلحة غير المرخصة للدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم من محال او مزارع أو عقارات. ويشير اللواء سامي الميهي مدير الأمن الي ضرب عدد من بؤر تجارة السلاح بمراكز المطرية ودكرنس والمنزلة وفريتي ديمشلت وميت خميس وضبط5 من كبار تجار الاسلحة إلي جانب ضبط5 ورش حولها أصحابها إلي مصانع لتصنيع الاسلحة النارية خاصة الخرطوش وضبط600 سلاح ابيض عبارة عن سنج وسيوف ومطاوي إلي أن فوضي السلاح بكل انواعه اصبحت تفرض نفسها بقوة علي الشارع الدقهلاوي حيث امتلأت غالبية القري بالاسلحة المختلفة خاصة البنادق الآلية بعد ان اصبح ثمن البندقية الواحدة يتراوح بين5 و51 الف جنيه لمن يطلبها. ولأن قري شمال الدقهلية خاصة الشبول والنسايمة والدقانوة التابعة لمركز المنزلة تطل مباشرة علي البحيرة ولها موان ومراس علي الشطوط فقد اصبحت هذه القري تكتظ بالأسلحة المهربة إلي داخل البلاد عبر بحيرة المنزلة ويقول أحد أهالي المنطقة يعمل ببورسعيد ان هذه القري تقع مباشرة علي شاطئ البحيرة وبها موانئ تساعد علي دخول الاسلحة عن طريق البلطجية والتجار.. كما تعد حارتا العيد والصيادين بمدينة الجمالية مأوي للبلطجية والسلاح الذي اصبح في أيدي الجميع الذين يستخدمونه في حماية تجارة المخدرات غير المشروعة حيث ان هناك ارتباطا وثيقا بين انتشار الاسلحة وتجارة المخدرات. وفي مدينة المطرية ينتشر السلاح بصورة كبيرة خاصة في منطقتي الغصنة والعقبين لوجود عدد كبير من سكانها يعملون في مهنة الصيد ويحوزون الاسلحة لحمايتهم في اثناء عمليات الصيد بالمراكب داخل البحيرة التي شهدت المئات من جرائم القتل بسبب انتشار الاسلحة النارية التي تفوق الاسلحة الموجودة مع أجهزة الشرطة, وتعد قرية ديمشلت مركز دكرنس واحدة من أخطر مراكز تجارة السلاح بعد ان اصبحت تمتليء بمخازن الاسلحة المهربة عن طريق ليبيا والسودان وتشاد وبحيرة المنزلة والساحل الشمالي, وفي قرية بهوت مركز نبروه انتشرت الاسلحة بشكل رهيب خاصة البيضاء وأصبحت القرية تشهد في كل يوم أعمال بلطجة كان آخرها واقعة تعدي عدد من البلطجية علي صاحب محل بقالة وألقوا علي المحل ماء نار وقنبلة غاز مسروقة من الشرطة حيث تفاقمت اعداد البلطجية بسبب الفقر وعدم توافر فرص عمل حقيقه وأدي ذلك; إلي تحول كثير من الشباب من عاطلين إلي مجرمين يحملون الاسلحة النارية والسيوف والخناجر والسنج عيني عينك وأصبح من الأمور المألوفة رؤية صبية واطفال يحملون الخرطوش.. كما شهدت هذه القرية واقعة غريبة ربما تحدث لأول مرة في مصر عندما احتل عدد من البلطجية مقابر القرية اثر مشاجرة وقعت فيما بينهم للاختلاف علي تقسيم المسروقات ومنعوا دخول زوار المقاب.