إذا بدأت تعانين من دخول الطعام بين أسنانك أو من رائحة الفم الكريهة فانتبهي, فهذه أولي مؤشرات تسوس الأسنان التي قد لا تشعرين به إلا بعد أن تهاجمك آلام غير محتملة وهو ما يعني أن التسوس بدأ في الوصول للعصب أو تخطاه لمراحل تتطلب علاجات معقدة.. فما هي الأسباب التي تؤدي لتسوس الأسنان وكيف يمكن تجنبه؟ وماهي طرق العلاج؟ يجيب علي هذه التساؤلات د.عماد توفيق أستاذ طب وجراحة الفم والأسنان بجامعة القاهره قائلا إن التسوس يبدأ بالنخر في المادة المتكلسة التي تغطي طربوش السن والتي تعرف بالمينا, وذلك بسبب البكتيريا الموجودة في الفم التي تتغذي علي بقايا الطعام المتراكمة حول الأسنان فينتج عن ذلك الأحماض العضويه التي تذيب مادة الكالسيوم المكون الرئيسي للمينا, ويستمر هذا النخر في التقدم نحو عصب السن. وفي المراحل الأولي للتسوس لا يشعر المريض بأي آلام ولكن قد يشعر ببعض الأعراض البسيطة مثل بداية دخول الطعام بين الأسنان أثناء الأكل أو ظهور رائحه كريهة بالفم بسبب تخمر بقايا الطعام في الفجوات الناتجة عن التسوس, وفي المراحل المتقدمة من التسوس يبدأ الشعور بالألم ويزداد كلما اقترب التسوس من العصب, ويصل الألم إلي الذروة حيث لا يستطيع المريض تحمله عندما يصل التسوس إلي القناة العصبية للسن, وسبب هذا الألم هو الالتهاب الحاد الذي تسببه الميكروبات عندما تصل إلي عصب السن الذي بدوره يموت ويتحلل وتخرج المواد المتحللة بصحبة الميكروبات إلي عظام الفك من خلال فتحة قناة العصب الموجودة في نهاية الجذر مسببة خراج الفك الذي يؤدي إلي انتفاخ الوجه مع حدوث آلام حادة غير محتملة. ويعتمد علاج تسوس الأسنان بدرجة كبيرة علي المرحلة التي وصل إليها التسوس, فإذا كان التسوس لم يصل بعد إلي عصب السن يكون العلاج حشو السن المصاب وذلك بازالة التسوس وملئ مكان النخر بمواد طبية بديلة مثل المملغم الكومبوزيت, وعندما يقترب التسوس من العصب يقوم الطبيب بوضع مواد طبية أخري أسفل الحشو لحماية عصب السن والمحافظه عليه, لكن عندما يصل التسوس إلي عصب السن فالعلاج يختلف تماما عن الماضي عندما كان العلاج الوحيد للتسوس الذي طال عصب السن هو الخلع, ومع التقدم العلمي الكبير والسريع في مجال طب الأسنان أصبح علاج الجذور هو البديل عن الخلع عند وصول التسوس إلي عصب السن. والمقصود بعلاج الجذور هو إزالة العصب الملتهب أو المتحلل والميكروبات من القناه العصبية وتطهيرها ثم غلقها بمواد طبية لمنع دخول أي ميكروبات إليها, وبذلك يستطيع المريض استخدام هذا السن مرة أخري وتختفي الأعراض المؤلمة, ويفضل أن يقوم المريض الذي تم علاج جذور لأحد أسنانه بتركيب طربوش لهذا السن حتي يحميه من الكسر, لأن السن أصبح يابسا جدا لفقده مصدر الماء الذي كان يصل إليه من خلال القناه العصبيه التي تم غلقها بعلاج الجذور, أما عندما يكون سبب عودة الألم فشل كلي أو جزئي في علاج الجذور فهناك عدة طرق لعلاج هذا الفشل, وعلي الطبيب إختيار الطريقه المثلي طبقا لكل حالة علي حده, فمثلا يمكن إعادة عمل علاج الجذور مع تلافي الأخطاء التي أدت إلي فشل علاج الجذور في المرة الأولي. وهناك أيضا التدخل الجراحي لاستصال طرف الجذر المصاب وكحت العظم أسفله وغلق أي فتحات بالجذر والتي قد تكون السبب الرئيسي في فشل علاج الجذور في المرة الأولي.