شر البلية ما يضحك هذا المثل الشعبي يتبادر الي الاذهان, فور الاستماع لمجموعة المطالب الفئوية التي تصر عليها فئات كثيرة من المجتمع من أطباء لمدرسين, لصيادلة لأئمة المساجد لموظفين بالضرائب والبنوك وبالوزارات والهيئات المختلفة, فالجميع يطالب بإدراج مبالغ طائلة في الموازنة العامة للوفاء بمطالبه التي لا تنتهي, حتي صار الكل يرفع شعار الشعب يريد المزيد, دون تبصر بخطورة هذا الاتجاه علي مستقبل مصر علما بقلة الموارد وكثرة النفقات, ويكفي ان المطالب الفئوية كلفت مصر العام المالي الحالي فقط نحو14.5 مليار جنيه. ان هذا يذكرني بجراب الحاوي الصغير الذي يستخرج منه صاحبه أرنبا كبيرا وباقة زهور رائعة وشريط مناديل لا نهاية له, ونحن نعلم ان المالية ليس لديها هذا الجراب كي تخرج منه بطريقة سحرية مئات المليارات من الجنيهات, ولهذا ليس امام الحكومة سوي زيادة عجز الموازنة الذي يتوقع ان يسجل نحو230 مليار جنيه العام المالي الحالي. هذه الحقيقة هي ما تدفعنا لطلب دراسة مواقف الشعوب الأخري وكيف قدمت تضحيات من اجل بلادها عقب الثورات, فهي تسابقت لدعم بلادها من خلال تثبيت الأجور والتقشف ومحاربة التضخم بزيادة الإنتاج والعمل, والتبرع بالوقت والمال. وهذا لا يعني ان مطالب المجتمع المصري غير مشروعة, بل علي العكس نعلم ان كثيرا منها أمر مشروع وحق لطالبيه, ولكن سؤالنا هو من اين لنا بالمال الكافي لتلبيتها؟ وما الضرر في تأجيلها لفترة وجيزة تتعافي فيها مصر وتتجاوز أزمتها, لقد صبرنا كثيرا جدا ولا يضيرنا قليل من الصبر حتي تقف مصر علي قدميها وينطلق اقتصادها وعندها سيجد الجميع كل الخير. ايضا لابد ان ندرك ان النيات الطيبة لاتكفي لتجاوز مصر أزمتها الراهنة, كما ان التغني بمبادرات التبرع لن يحقق شيئا ويكفي أن رصيد حساب مساندة الاقتصاد المصري, بعد أكثر من24 شهرا علي افتتاحه لايوجد به سوي48 مليون جنيه بالتأكيد هو رقم هزيل للغاية لايتناسب مع دعوات ومطالب التبرع التي لاتنقطع منذ قيام الثورة حتي الآن. لمزيد من مقالات امال علام