لاغرو أن تجارب ووقائع الحياة قد ألقت في روعنا كثرة من المعاني النبيلة التي تشكل البنية الأساسية للوجدان الإنساني المصاغ من النقاء والصفاء معا, والذي يعد دون مراء رأسمالا معنويا إنسانيا أبهر وأثمن من أن يصاغ في كلمات ليس بوسعها ان تبين مكنونات روعتها. ففي طفولتنا الوردية التي كانت تتسم بالبراءة كنا ننتظم في طابور الصباح لننشد بمصرنا الحبيبة( مصر التي في خاطري وفي دمي أحبها من كل روحي ودمي) وكان ذلك بمثابة تهجدات وجدانية في محراب الحب الدافق للوطن الذي هو معه بحروفها الرمزية الثلاثة فالميم رمز وكناية عن( المنعة) والصاد علامة علي( الصمود) والراء عنوان علي( الرفعة), فمصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله. وللتاريخ في مصر محطات جوهرية جديرة بالخلود. أولم يهبط اليها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم ليصاهر شعبها بزواجه من أمنا هاجر, وكذلك بعث علي أرضها سيدنا موسي وصاهر شعبها بزواجه من سيدتنا صفرة بنت سيدنا شعيب المصرية وبعث كذلك علي أرضها سيدنا يوسف وصاهرنا, وصاهرناه وهو بالمناسبة المؤسس الأول لعلمي إدارة الأزمات والمستقبليات. وفي السياق المقدس المبرور بورك ثري مصر بمقدم المسيح عيسي بن مريم, طلبا للجوء والحماية, وقال قولته الخالدة( مبارك شعبي مصر) وقال عنه نبينا محمد عليه وعليهم جميعا الصلاة والسلام( أنا أولي الناس بالمسيح عيسي بن مريم في الدنيا والآخرة). وكذلك صاهر النبي الخاتم محمد شعبها واستوصي بأهلها خيرا عميقا وعميما. وقد قلت متيما في حبها في مطلع إحدي قصائدي التي كتبتها بمداد الروح راجيا عطفها وحنوها( يا مصر معذرة فإني عاشق.. ذاق الصبابة في هواك الحاني) مصر هكذا يا أبناءها الأبرار هي تاريخ الماضي العريض وتاريخ الحاضر بزهوة إدراك قيمته وتاريخ المستقبل برونق ما فيه من أعمال وآمال, فمصر لابد أن تبقي في خواطرنا وضمائرنا. سمير معوض محاضر في الاقتصاد البحري