في مشوار حياتي .. صادقت الكثير من المسيحيين .. لم يسأل أحدنا الآخر يوما عن دينه فالدين لله والوطن للجميع .. في حرب أكتوبر المجيدة التي حررت أرضنا وأعادت إلينا كرامتنا كان الجندي المسلم والمسيحي جنبا إلي جنب .. الكل دفع دمه وحياته رخيصة من أجل الوطن الذي نعيش فيه والذي ولدنا علي أرضه .. لا أتذكر أنه كان هناك شئ في النفوس .. لعن الله هؤلاء الذين تسللوا إلينا وصبوا الزيت علي النار بين أبناء الأمة الواحدة .. لا تعجبني كلمات تقال مثل عنصري الأمة لأننا عنصر واحد ونسيج واحد خرج منه الشعب الواحد ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام ونبيهم عيسي عليه السلام وقرآننا في كثير من آياته يوصينا بسيدنا عيسي والسيدة مريم البتول أشرف نساء العالمين .ما زلت أتذكر هذا المشهد البديع في علاقتنا بإخواننا المسيحيين في بلدتنا الصغيرة علي فرع رشيد .. في عيدهم نذهب إليهم وفي عيدنا هم أول من يهنئوننا بالعيد .. هذا التقليد الجميل كان هو السائد بيننا .. لم نختلف يوما ولم يشك أحدنا من الآخر وأفلام زمان خير دليل .. قاتل الله هؤلاء الذين بثوا نار الفتنة بين المصريين ولعن الله من استجاب للفكر المتطرف فالعلاقة بين مسلمي ومسيحيي مصر سوف تظل تسمو علي الخلافات وسوف تظل دائما هي الحصن الذي يحمي مصرنا من كل الشرور .. الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أوصي المسلمين بأقباط مصر "" إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فان لهم ذمة ورحما" ولا تنسوا أن هاجر زوج سيدنا إبراهيم وأم سيدنا إسماعيل عليهما السلام مصرية قبطية وماريا زوج سيدنا محمد وأم ولده إبراهيم قبطية مصرية . حادث كنيسة القديسين لن يؤثر فينا .. لن يفت في عضد العلاقة الأبدية بيننا مسلمين ومسيحيين .. علي الفور يقفز الي ذهني كلمات صديقي الشاعر النبيل نبيل خلف وصوت وائل جسار في أغنية البشارة »البشارة يا مريم.. افرحي يا بتول.. الملايكة بتهمس ابن بطنك.. رسول.. زي ما سيدنا آدم ربنا بيخلقه.. ينفخ الروح في الرحم وبمشيئته بيرزقه.. ندرتها حنة أمها لبيت العبادة مهدها.. وفاكهة الصيف في الشتاء يطعمها ربي بشهدها.. مريم تعيش علي فطنته.. وتفرح يا ربي بخلقته.. أجمل نساء العالمين. ورزقها من جنته.. العابدة بقلبها.. والساجدة لربها.. إبليس يوسوس للجميع إلا مريم وابنها.. النبي يهمس له ربه من قديم الأزل.. مؤمن بعيسي ابن مريم وبجميع الرسل«. نبيل خلف الذي كتب الألبوم الشهير " في حضرة المحبوب " بصوت وائل جسار والذي حقق أعلي مبيعات سوق الكاسيت يكتب عن سيدنا عيسي »المسيح الحنان« فيقول: »الأمان الأمان.. المسيح الحنان.. السلام والصفا والرضا آخر الزمان.. قال النبي يا ربنا الأنبياء أخوات لنا.. نفس الرسالة والطريق.. ودينا واحد كلنا.. جبريل يا مريم بشرك يكرمك ويطهرك.. نطق المسيح الرضيع يبرئك ويقدرك.. قلت السماح ربي السماح يا أهل الهداية والصلاح.. جبريل في لحظة موعده يمسح جبينه بالجناح.. قال النبي هتعرفوه.. آخر الزمان لما تشوفوه.. عيسي ابن مريم الكريم.. هتصدقوه وهتنصفوه.. بإذن ربه العظيم يشفي المريض واللئيم.. وببسمته ولمسته تضحك دموع اليتيم.. قال النبي يا فرحتي عيسي معايا في جنتي وبرحمته وبرحمتي إزاي هتهلك أمتي« .. ما أروع هذه الكلمات من مواطن مسلم للسيد المسيح والسيدة مريم البتول التي فضلها الله واصطفاها علي نساء العالمين .. الإرهاب الأسود لن يهزمنا .. بوحدتنا سوف ننتصر ونقضي عليه .. طيور الظلام لن يحققوا أهدافهم .. ولنفعل كما قال شاعرنا الكبير أحمد رامي "عيشوا كراما تحت ظل العلم تحيا لنا عزيزة في الأمم " . ادعوا معي بالشفاء للمذيع اللامع عمرو قنديل نجل الكاتب الكبير محمد وجدي قنديل الذي يمر بأزمة صحية .. نتمني له الشفاء العاجل بإذن الله.