يبدو أن الحلول كلها باءت بالإحباط، وكل خطط التقويم التي وضعها أصحابُ الوزارة، وأضاعوا من خلالها ملايين الجنيهات: حوافز ومكآفات وكنترولات وكادر، أيضا فشلت، لم أكن أتخيل، وقد عملتُ من قبل معلما، لدى وزارة التربية والتعليم، أن يأتي يومٌ، وأعاقبُ تلامذتى بأكل البرسيم . يبدو أن خيالى غير المبدع، هو الذي أوصلني إلى هذه الحالة من الفقر الإبداعي، وعدم الوعي الإنساني، كما أنني لم أكن أتصور أن الإبداع يصلُ بصاحبه إلى هذه الحالة الخصبة جدا، من حالات اللاوعي المنبثق من اللاقيمة فتتساوى عند السيد المبدع المعلم حالةُ التلميذ المقصر بحالة الحمار ، أو غيره من الحيوانات، التي لاذنب لها بالطبع: في تدخل المعلم في غذائها وفرضه على براعم مصرالمنوط بهم تسلم رايتها، بعد أكل المقصرين منهم برسيما شهيا، براعم تحاولُ أن تسطع ولو بعد حين، ولكنه الصبرُ الذي أراد أن يعلمهم إياه سيادةُ المعلم، ولا أعتقد أنه تصور أن ذلك التلميذ أتى من الزريبة، أو لسبب او لآخر لم يقم بعمل واجباته، كسلا أو تقصيرا، ولكنه الضميرُ ياسيدى الذي اكتوي بناره المعلمُ، فأراد أن يفرز لنا مجتمعا صالحا، لطلاب علمٍ، يأكلون برسيما، وأنا لا أدري سببا حقيقيا للدهشة، التي حملها هذا الخبرُ المنشور في جريدة الأهرام، أعني أنني لم أجد سببا للدهشة المرسومة بين السطور، ويحملُها الخبر، أليس من الممكن أن يكون البرسيمُ عاملا من عوامل ارتفاع الذكاء، والتحصيل لدي الطلاب، وإذا كانت الأجابةُ بنعم، فلابد أن نسأل انفسنا وفورا: من أين أتى هذا المعلمُ بكل هذه الفوائد من البرسيم، والتي من ضمنها أن يكون الطالبُ قادرا على استنتاج المعلومات، وألا يتم حفظه وتلقينه لها، بقدر ما يتم علفُه بها، لعله يكون صالحا لمجتمعه، خادما في الوقت نفسه لوطنه، الذي لم يبخل عليه لا بمجانية التعليم، ولا حتى بالبرسيم، بل وفر له كل ما من شأنه النهوضٌ به، وبالعملية التعليمية برمتها، أخشى ألا يعمم هذا الابتكارُ، أو أن يجد من يعارضُه، فصاحبُ هذا الابتكار معلمٌ مسئولٌ يتعاملُ مع أطفالنا بحزمة البرسيم، فهل تراه يمتلك أدواتٍ أخرى ، كالتبن مثلا أو غيره، من العوامل التي يراها منشطة للذاكرة، ودافعة للعمل، تخلص الطالب من الملل، كما أنها تقضي على الأمية، التي نعاني منها، ولأنها واقعةٌ تستحقُ الدراسة والبحث عن دلالتها خاصة انها وقعت على أرض تحمل حضارة موغلة في القدم، وتحدث للمرة الأولى: ليست على مستوى المدارس المحلية، بل تتعداها الى العالمية فلابد من الاحتفاء بذلك المعلم وإيداعه فورا إحدي......، وما كان من السيد محافظ سوهاج بارك الله فيه إلا أن قرر إيقاف المعلم 3 شهور، ولم يوضح لنا المحافظُ :هل ذلك القرارُ لإعطاء فرصة للمعلم، ليجني محصول البرسيم، ومن ثم تتمُ عودته بالمحصول بعد انتهاء الحصاد، قرارٌ بالإيقاف، ثم تعقبه عودةٌ مباركة ومحدش واخد باله المهم أن الأستاذ سامح شفاه الله مدرس رياضيات، بمعني أن عقله حسابيٌ من الدرجة الاولي، يعني بيعرف يحسبها ولذلك لم ينكرالرجلُ في التحقيقات البرسيم، بل اعترف به راضيا مرضيا، فالرجلُ يمتلك من المعطيات، ما يبرهنُ به على إثبات المسألة وما يغيظُني حقا : أنه لم يقل في التحقيق الذي أُجري له، ما المعطياتُ التي بسببها أراد أن يبرهن لنا، أن البرسيم هو خيرُ علاجٍ لأطفالنا، ولماذا هو فقط، ألم يكن من الأجدي مثلا، أن يكون عصيرا للبرسيم، لأن حمل العصير للطلاب اسهل وأخف، وللحفاظ على كتبهم وكراساتهم، وكذلك لأن غسله بمعجون الأسنان أيسر لهم، ولكن يبدو أن انقطاع الكهرباء المستمر، كان سيؤدي لفساد العصير، ففضل الرجلُ أن يكون برسيما فريش، شكرا للأستاذ سامح على ابتكاره، وسنعودُ إليه إن شاء الله، بعد 3 شهور: لنرى كم جنى من محصول البرسيم، ليقدمه لطلابه المساكين، الذين تاهوا بين إلغاء صف خامس، وإعادة السادس، ثم الغاء الثانوية العامة، وعودتها وأخيرا إلغاء أعمال السنة، وعودتها ، من فضلك كم مرة تكررت كلمة إعادة في المقال حقا لقد وجدنا ضالتنا، فالبرسيمُ به الحلُ السحري.... [email protected] لمزيد من مقالات أيمن عثمان