منذ أسابيع وبينما الألمانية مارجوت فولك تحتفل بعيد ميلادها الخامس والتسعين فوجئت بصحفي يقرع جرس منزلها لإجراء مقابلة, ووجدت مارجوت فولك نفسها تفضفض للصحفي وتكشف عن سر حياتها الذي اخفته لمدة سبعين عاما، فقد أجبرت علي العمل ذواقة لطعام الزعيم النازي ادولف هتلر, تتذوق كل انواع الطعام قبل ان يتناوله الفوهرر بساعة علي الأقل للتأكد من سلامته وان احدا لم يدس له السم فيه! ومنذ أن باحت مارجوت فولك بسرها هذا والاهتمام الإعلامي ليس فقط هنا في المانيا وأنما في كل انحاء اوروبا لا ينقطع بهذه العجوز الالمانية وقصتها التي تتضمن الكثير من التفاصيل المثيرة: فقد كانت مارجوت في عام1943 تعيش في شقتها البرلينية وحدها علي امل ان تنتهي الحرب العالمية الثانية وان يعود إليها زوجها كورت الذي لم تره منذ بداية الحرب, عندما سقطت قنبلة من قنابل الحلفاء علي البيت الذي تقطن فيه فسارعت بالهروب إلي منزل اهل زوجها في ريف شرق بروسيا ولاية براندنبورج المجاورة لبرلين حاليا علي بعد كيلومترات قليلة من وكر الذئاب المقر العسكري لأدولف هتلر. وتحكي مارجوت انها ما ان وصلت المنطقة حتي فوجئت بجنود وحدات إس إس التابعة للفوهرر يقتادونها هي ونساء اخريات للعمل في مطبخ القيادة العسكرية. اما مهمتها ومعها14 سيدة اخري فكانت تذوق طعام هتلر الذي كان نباتيا لا يتذوق اللحوم قط ويتركها لجنرالاته, ولكنه كان يستمتع بما لذ وطاب من كافة انواع الخضراوات وخاصة القرنبيط والجزر ونبات الهليون. وتصف مارجوت الطعام بأنه كان شهيا للغاية في وقت كان معظم الشعب الألماني لا يجد ما يكفي من الخبز والزبد والخضراوات واللحوم ولكنها لم تستمتع قط بما يقدم لها من طعام وكانت تري الموت في كل مرة تتناوله, فقد كان معروفا ان المخابرات البريطانية تسعي لاغتيال هتلر باي طريقة ويعتبر دس السم في الطعام وسيلة اكيدة لقتله. فقط بعد مرور ساعة علي الأقل والتأكد من عدم ظهور اعراض تسمم علي مارجوت وزميلاتها كان الطعام يحمل للزعيم النازي في غرفته. وتحكي مارجوت كيف انها شهدت محاولة أغتيال هتلر التي قام بها الظابط الألماني فون شتاوفنبرج في20 يوليو عام1944 وكيف ان الجميع قفز فرحا بعد سماع دوي الإنفجار القوي للقنبلة التي وضعت تحت طاولة هتلر في مقر القيادة معتقدين انه مات غير انهم فوجئوا بإصابته فقط برضوض بسيطة. وتصف مارجوت هتلر وضباطه بانهم كانوا سفلة وخنازير, وتحكي كيف تسلل احد الضباط لغرفتها ذات ليلة وأغتصبها. وتعتبر فولك نفسها محظوظة رغم ذلك, فقد انقذ ضابط الماني حياتها عندما اقتربت قوات الجيش الاحمر من مقر القيادة العسكرية واصبحت قاب قوسين من برلين, فقد وضعها الضابط في نفس القطار الذي هرب به وزير الدعاية النازي جوبلز إلي برلين وهناك إختبأت لدي طبيب الماني اسابيع طويلة. وتحكي مارجوت قصتها التي بثها التليفزيون الالماني والسويسري والنمساوي, فتقول انها علمت من ام زوجها فيما بعد انها هي الناجية الوحيدة من فريق متذوقات طعام هتلر فقد قام الروس بإعدامهن جميعا, وتقول ان السبب وراء صمتها طيلة هذه السنوات كان خوفها من انتقام الروس الذين ارادوا إبادة كل من له علاقة بالزعيم النازي, بل ان زوجها نفسه الذي نجا من الموت في الحرب وعاش معها حتي عام1990 لم يعرف ابدا بهذا الفصل من حياتها. اما سبب كسرها للصمت الذي التزمت به كل هذه السنوات فيعود كما تقول مارجوت إلي ما تراه حتي اليوم من انبهار بعض الألمان بادولف هتلر, وهو ما لا يستحقه لذا ارادت ان تحكي قصتها وأن تؤكد للألمان أنه كان شخصا مثيرا للاشمئزاز.