ظلت نقابة أطباء الإسكندرية تحت قيد الحراسة القضائية لأكثر من عشرين عاما في ظل النظام السابق خوفا من سيطرة التيار الإخواني عليها حتي جاءت ثورة 25 يناير. لتطلق سراح النقابة من أسر الحارس القضائي وتعيد النقابة إلي إرادةالأطباء الحرة لتأتي الإنتخابات التي أجريت منذ ثلاثة أشهر بمفاجأة جديدة وهي سقوط التيار الإخواني في انتخابات النقابة الفرعية بالإسكندرية وكان الإخوان طوال فترة الحراسة قد لجأوا إلي عمل فرع للنقابة العامة للخروج من أزمة الحارس القضائي, وقد أسفر هذا الوضع عن وجود كيانين للنقابة بالإسكندرية, أحدهما حاصل علي شرعية الانتخابات وهو النقابة الفرعية و الآخر النقابة العامة الممثلة في فرع الإسكندرية الدكتور محمد فريد أمين عام النقابة الفرعية المنتخب فتح الصندوق الأسود وأخرج أسرار النقابة التي خرجت من رحم الحراسة إلي عهد جديد. يقول: إن ما تم إكتشافه حتي الآن من مفاجآت الحارس القضائي و ممارساته عقب تسلم النقابة بعد20 عاما شيء مذهل, حيث قام الحارس القضائي بتأجير نصف مقر النقابة إلي أحد الأشخاص والذي يستخدمه في مجال غير مشروع وهو الدروس الخصوصية والعقد ممتد حتي نوفمبر من العام القادم وكذلك تأجير الحارس القضائي سطح نادي الأطباء بالكامل وقاعة الأفراح الرئيسية و أحدهما ممتد حتي نهاية أبريل من العام القادم و الآخر حتي أبريل2013 بالإضافة إلي كم العمالة الزائدة في النادي ومعظمهم من المعينين الذين تتجاوز رواتبهم85 ألف جنيه شهريا في حين أن الإيرادات التي تعود من النادي أقل من ثلث المبلغ بإلاضافة إلي إكتشاف أن نادي الأطباء ليس ملك النقابة ولكنه حق إنتفاع من المحافظة وأن المجالس السابقة لم تنجح في تسوية وضع النادي القانوني حتي تراكمت عليه الديون التي وصلت الي20 مليون جنيه وهو ما يهدد بالحجز علي النادي من قبل جهاز حماية أملاك الدولة, ويضيف الدكتور محمد فريد أنه تسلم خزينة النقابة شبه خاوية, حيث أن الحساب البنكي لنقابة الإسكندرية إحتوي علي12 ألف جنيه فقط, وأنه بمراجعة الأوراق القليلة المتوافرة لدي النقابة اتضح إختفاء مبلغ مليون ونصف المليون جنيه وبالسؤال عنه لم نستطع الحصول علي إجابات واضحة وبحسب حكم المحكمة الذي تمكنا من الحصول عليه فإن مقر نقابة أطباء الإسكندرية كان قد بيع بشكل صوري للنقابة العامة عام1994 مقابل مبلغ مليون ونصف المليون جنيه وهو المبلغ الذي نريد تتبعه ولم نجد له اي اثر لعدم توافر الميزانيات السابقة لدي المجلس المنتخب حيث أن الميزانيات وكل المستندات مختفية تماما قبل تنفيذ الحراسة القضائية في1998. وأضاف الأمين العام لنقابة الأطباء بالإسكندرية أن هناك حالة من الإصرار علي إستمرار الكيان المسمي نقابة أطباء مصر فرع الإسكندرية والذي يفتقد الشرعية ولايوجد أي مبرر لوجوده ويمارس المقر أنشطة نقابية تتداخل مع نقابة أطباء الاسكندرية مما يجعله نقابة موازية للنقابة الشرعية التي إختارها جموع الأطباء وقد طالبنا النقابة العامة بإغلاق المقر ونقل دولاب العمل إلي مقر النقابة الشرعي وطالبنا بتسليم مقر النقابة العامة بأموالها و عائد أنشطة أطباء الإسكندرية و لكنهم رفضوا تحت زعم أن المقر ملك النقابة العامة ووجهت النقابة العامة بالقاهرة خطابا إلي فرع الكيان الموازي بالإسكندرية بنقل دولاب العمل و السجلات وبعض الموظفين بتاريخ3 نوفمبر الماضي لنفاجأ بإرسال10 موظفين فقط من أصل40 موظفا, و رفض تسليم أجهزة الحاسب الآلي بزعم أنها عهدة نقابة أطباء مصر, كما أرسلوا صور السجلات فقط, وإحتفظوا بالأصول, والأغرب أنهم مستمرون في ممارسة العمل النقابي وتحصيل الإشتراكات, والإعلان عن مشروعات سكنية للأطباء حتي ديسمبر الحالي مما يدل علي إستمرار نهج النشاط النقابي غير الشرعي ويؤكد الدكتور محمد فريد أن المجلس المنتخب لن يسمح بتلك الإزدواجية, وأن كافة الخيارات مفتوحة في ظل تجاهل و إصرار المسئولين عن مقر النقابة الفرعية في تجاهل نقابة أطباء مصر وشرعية المجلس المنتخب, مؤكدا أنه سيقوم بعرض كل التفاصيل الخاصة بهذه المهزلة التي تحدث في نقابة الإسكندرية في ملتقي الأطباء والمقرر عقده في13 يناير المقبل بالمدينة لاتخاذ موقف جماعي. أما ما قدمه المجلس خلال الاشهر الثلاثة الماضية منذ إنتخابه في ظل تلك الأحداث فقد أوضح الأمين العام للنقابة بالإسكندرية, أن المجلس شرع في عمل اللجنة التنسيقية العليا للقطاع الصحي بالاسكندرية والتي تضم في عضويتها الدكتور أشرف سعد جلال عميد كلية الطب ممثلا عن المستشفيات الجامعية والدكتور سلامة عبد المنعم وكيل وزارة الصحة والدكتور علي حجازي رئيس فرع شمال غرب الدلتا للتأمين الصحي والدكتور محمد رفيق نقيب الاطباء بالاسكندرية والدكتورة إمتياز حسونة كممثل للنقابة العامة بالإضافة لمدير الإدارة الطبية في القوات المسلحة و ممثل عن القطاع الخاص وهو العضو المنتخب من المستشفيات في غرفة مقدمي الخدمات الصحية مشيرا إلي أن تلك اللجنة تهدف إلي رسم خريطة صحية بالمحافظة تشمل كافة الخدمات وعدد المستشفيات والأجهزة الطبية وعدد الأسرة وعمل خطة واضحة لمواجهة الكوارث والتعامل معها من خلال فرق مواجهة الأزمات في ظل سوء توزيع الأجهزة والأطباء في المستشفيات وظهور عجز واضح في عدد الحضانات والعناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي بالإضافة للسعي لإعادة توزيع الأطباء بالتنسيق بين وزارة الصحة والجامعة لسد العجز في أطباء جراحة المخ و الأعصاب والتجميل و الصدر والقلب التابعين لوزارة الصحة وتكدسهم في الأقسام الجامعية و كذلك التنسيق بين أعداد النيابة من وزارة الصحة مع أعداد الدراسات العليا المتاحة. وأن باكورة عمل اللجنة جاء في أحداث مديرية الأمن بسموحه بإقامة مستشفي ميداني من المتطوعين الذين حصلوا علي دورات تدريبية للطوارئ و تم إعداد فرق عمل جاهزة للتدخل الطبي في حالة الأزمات.