لا يسعنا ونحن نتابع المشهد الأليم من العنف المتكرر في الجامعات المصرية الا أن نقارنه بعنف آخر شهدته هذه الجامعات منذ سنوات طويلة ولكن شتان ما بين طبيعة هذا العنف وأهدافه في الحالين, وانني أعني بذلك صورة عنف شهده جيل عظيم مضي من أهل مصر وهو يكافح الاستعمار ويندد بسياساته وأعماله الاجرامية تجاه الشعب والذي تجلي في فورات الغضب بجامعة القاهرة بالتحديد والتي شهدت سجالا متواصلا بين الطلبة من جانب والأمن المدفوع بحقد المستعمر من جانب آخر وأهدافه الدائمة في سحق الروح الوطنية وهو عنف مشروع من جانب الطلبة بل يمثل جهادا وطنيا يثاب عليه الشهيد والشريك في النضال, بينما نشاهد الآن نوعا آخر من العنف بين الطلبة يسوده في بعض الأحيان التشويش وسوء الفهم والرغبة في التعبير عن الذات بالصوت العالي الذي أصبح سمة جديدة تعلو علي لغة الحوار في مجتمعنا حاليا ويسوده في حين آخر الغضب الأصيل الذي يمتلك حقا أصيلا في الدفاع عن قضية يحتاجون لتحقيق العدالة فيها أو الاستجابة الواعية لمطالبهم أو ايجاد حل لمشكلة تفجرت فجأة مثل مشكلة سوء التغذية بالمدن الجامعية وفسادها, وقد هالني مع كل أسباب العنف التي يعيشها الطلبة بالجامعات هذه الأيام صورة العنف الغريبة والمتمثلة في دخول البلطجية للحرم الجامعي واستخدام الخرطوش في الصراعات علي أرض الجامعة واراقة الدماء الزكية دون سبب ودون مبرر مما يهدد أبناءنا في حاضرهم ومستقبلهم واننا هنا يجب أن نقف جميعا وقفة جادة ومتشددة نطالب فيها بضرورة عودة الأمن الي الجامعات المصرية وتحقيق السيطرة علي أرضها وعدم السماح بدخول أي عناصر خارجية وأن يتم تطبيق ذلك بصورة فورية دون التمسك بحجج احضار بوابات الكترونية يستغرق الحصول عليها وتنفيذها شهورا, كما يجب تصدي أساتذة الجامعات والمسئولين عنها بصورة سريعة للمشاكل التي تفجرت داخل الجامعات وايجاد حلول فورية لها مع فتح قنوات للحوار مع الطلبة من شخصيات يثقون فيها حتي يمكن أن نبدأ علاجا جذريا لمشاعر السخط وأيضا لاستفزاز حقهم في التعبير عن أنفسهم حتي نحقق المعادلة النفسية مع المعادلة العلمية المطلوبة للحفاظ عليهم والحفاظ علي مستقبل مصر من الخطر الذي يتهدده. لمزيد من مقالات نهال شكري