كل يوم تتفاقم أزمة المرور بصورة اخطر ضاغطة علي اعصاب المصريين مهدرة وقتهم وجهدهم بعد ان عجزت الحلول المطروحة عن حل الازمة, الطرق لم تعد قادرة علي استيعاب كثافة السيارات في ظل الانفلات الامني والاشغالات, مما اصاب قلب القاهرة بسكتة مرورية.. وحتي مترو الانفاق الذي كان حلا تحول الي مشكلة بسبب انعدام الصيانة والامن واستمرار الاعطال وبطء التقاطر وتحول الي علبة سردين. اما الطريق الدائري الذي صمم لتخفيف الزحام عن قلب العاصمة فلم يعد كافيا في ظل كثافة مرورية تزيد علي150 ألف سيارة كل60 دقيقة.. إلي متي تظل مشكلات المرور رايح جاي! جلطة مرورية في قلب القاهرة صدق أولا تصدق.. الجلطات المرورية في القاهرة الكبري تكلف الدولة50 مليار جنيه سنويا.. هذا ماكشفه أحدث تقرير للبنك الدولي حول التنمية في مصرالتقرير أكد أيضا ان خسائر حوادث المرور تتجاوز51 مليار جنيه إضافة الي أكثر من60 ألف قتيل ومصاب سنويا. خبراء المرور رصدوا أسباب الشلل المروري في القاهرة الكبري مؤكدين أن السلوكيات الخاطئة والاشغالات واحتلال الباعة الجائلين ومواقف السرفيس للشوارع أحد أهم أسباب الأزمة وهكذا كان من الطبيعي والكلام للدكتور أسامة عقيل استاذ الطرق بجامعة عين شمس أن تؤثر الاختناقات المرورية علي وقت العمل والتنمية وحركة السياحة رغم أن حلولها الجذرية معروفة وذات تكلفة محدودة ورغم ذلك لاتقوم الدولة باتخاذ اجراءات حقيقية لحل هاتين المشكلتين لأنها تعمل في هذا المجال بلا استراتيجية وبلاسياسات محددة ولذلك فشلت جهودها في حل المشكلتين رغم تفاقهما خلال السنوات الماضية, فقد كانت الحلول التي تم تنفيذها عبارة عن عشوائية غير علمية ثبت فشلها وذلك لعدم اعتمادها علي الخبراء والمتخصصين واذا استمر النهج نفسه فسوف تفشل هذه الحلول في الفترة القادمة وقال عقيل ان برنامج المائة يوم لم يعتمد علي خطط ولم يعتمد علي الخبراء الحقيقيين, رغم أن التخطيط العلمي والتنفيذ السليم يمكن أن يؤتي ثماره في ظرف أقل من001 يوم. وأضاف د. أسامة عقيل أننا منذ عشرين سنة مضت كنا نتكلم نحن الخبراء عن حلول للمشكلة المرورية ولكن ليس هناك مستجيب ولانزال نطرح الحلول والمقترحات ولكن أين المنفذ؟ وأكد عقيل ان المرور وسلوكيات المواطنين هما مرآة حضارة أي بلد فإذا كانت هذه السلوكيات منضبطة فإن الشعب من الشعوب المتقدمة والمتحضرة وإذا كانت سلوكيات المواطنين غير منضبطة فإنه يجب الزامهم بشدة وحزم.. ففي لندن وباريس وغيرها من المدن المتحضرة يوجد زحام شديد ولكن هناك أيضا سيولة مرورية لأن الجميع يحترم القانون والذين لا يريدون احترام القانون, فهؤلاء هم البلطجية الذين يريدون أن تبقي البلاد كما هي لكي يعيثوا في الأرض فسادا ويريدون الفوضي لكي تنتعش تجارتهم ويربحون هم علي حساب مصلحة المواطنين ومصلحة البلاد.. فلابد من وقف هذه الأعمال مهما كانت والتصدي لهم من أجل هذا الوطن. ويشدد اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية علي أنه لابد من تواجد الشرطة بقوة في الشوارع والميادين والطرق خاصة في الاشارات والتقاطعات خاصة أوقات الذروة وطالب بتطبيق القانون لتحقيق السيولة المرورية ودعم شرطة المرافق بقوات من مديرية أمن القاهرة والجيزة لرفع جميع الأشغالات فورا وإخلائها من الباعة الجائلين والاسواق العشوائية ونقلها من الشوارع الرئيسية والميادين العامة الي أسواق بديلة كما يجب الزام قائدي السيارات بقواعد المرور ومنع سيارات الاجرة والسرفيس من الوقوف في منتصف الشارع لتحميل أو إنزال الركاب. ويوضح اللواء سراج الدين زغلول مدير الادارة العامة لمرور القاهرة السابق ان حل مشكلة المرور يلزمها حلول عاجلة وحلول طويلة المدي ونحن الآن بحاجة ماسة للحلول العاجلة وهي تحسين شبكة النقل الجماعي الداخلي ويمكن اسنادها لشركات قطاع خاص مع رفع تعريفة الركوب بالنسبة لبعض الخطوط المميزة وتسيير وسيلة مكيفة حتي يستخدمها اصحاب السيارات الملاكي ويجب رفع الاشغالات التي تعوق حركة المرور بالطرق ولابد من تفعيل دور رجال الشرطة جميعا سواء أجهزة المرور أو الامن العام وشرطة المرافق وتعاونهم مع رجال المحافظة لرفع المواقف العشوائية والباعة الجائلين الذين يعوقون حركة المرور كما يجب معالجة القصور في شبكة الطرق المتاحة لسوء حالة معظمها مع تبديد جزء كبير من الطاقة الاستيعابية وقدرتها علي تصريف المرور نتيجة الإشغالات التي حولت معظم الشوارع إلي جراجات بالليل والنهار بالاضافة إلي تعديات أصحاب المحلات التجارية علي الأرصفة بل وجزء كبير من الشارع بالاضافة إلي ما يشغله الباعة الجائلون مما يجبر المشاة علي السير في نهر الشارع وهو ما يمثل عبئا إضافيا ويقضي علي الجزء الأعظم من مساحة الشارع. ويقول العقيد دكتور أيمن الضبع بالإدارة العامة للمرور إن جميع المشاكل الموجودة في البلد الآن تنعكس علي الحالة المرورية سواء كانت مظاهرات أو وقفات احتجاجية أو اشغالات ويجب علي كل محافظة أن تساعد ادارات المرور وأن تستوعب الباعة الجائلين في سويقات بعيدا عن الطريق العام لأن أسلوب المطاردة غير كاف فلابد من توفير البديل وهذا بخلاف سلوكيات المواطنين في الشارع مع سلوكيات سائقي السيارات الاجرة والتوك توك وأماكن الانتظار العشوائي, فلابدمن إعادة تنظيم مواقف انتظار سيارات الأجرة وإعادة فتح الجراجات وإنشاء جراجات متعددة الطوابق مع تدعيم النقل الجماعي كما وكيفا من خلال القطاع الخاص ولابد من إنشاء محاور جديدة بديلة للمحاور المكتظة.