11 عاما مضت علي استراتيجية الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يسمي ب الحرب علي الإرهاب والتي بدأت في أعقاب أحداث11 سبتمبر والحرب التي دمرت أفغانستان في عام.2001 وثمة سؤال يطرح نفسه مع بدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان, هل نجح الحلفاء الاستراتيجيين واشنطنوكابول في القضاء علي الإرهاب؟! أم أن هذا الانسحاب هو انسحاب مدبر خوفا من الهزيمة الساحقة التي تنتظر الولاياتالمتحدة وشركاءها الاستراتيجيين بعد قضاء11 عاما في حرب فاشلة في ظل تزايد حجم الهجمات الإرهابية من جانب باكستان وبعد أن أصبحت الحرب مرهقة بالنسبة للولايات المتحدة في ظل الأزمة الاقتصادية. فمن وجهة نظر أمريكية, تتعالي الأصوات في, الولاياتالمتحدة المتحدة مطالبة بسرعة الانسحاب من المستنقع الأفغاني ومحاولة إدراج حركة طالبان علي طاولة المفاوضات. وتعيش الإدارة الأمريكية حالة من التخبط بشأن الأوضاع في كابول, وتتأرجح الآراء داخل البيت الأبيض والكونجرس فلا يزال البعض يحذر من خطورة تبعات الانسحاب الكامل ويفضلون الاحتفاظ بقوة في أفغانستان بعد عام2014 علي أن يتم الاتفاق علي ذلك في محادثات مع الحكومة الأفغانية والتوصل لاتفاق مع طالبان. بينما يري آخرون ضرورة إعادة التفكير في هذه الحرب, ويدعون إلي انسحاب ملائم مع تولي القوات الأفغانية السيطرة الأمنية. وتحاول إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إغلاق الثغور التي تستنزف ميزانيتها التي تزداد عجزا عاما بعد عام, وعلي رأس أولوياتها الانسحاب من أفغانستان, فقد قررت إدارة أوباما اللجوء إلي الخيار صفر وهو الانسحاب الكامل في العام المقبل من أفغانستان, بعد مرور11 سنة علي حرب هي الأطول والأكثر كلفة في تاريخ الحروب الأمريكية, فقد اكدت الإحصاءات أن تكلفة سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ستكون6 مليارات دولار. ومن وجهة نظر أفغانية, فإن الانسحاب الكامل للقوات الغربية سيكون كارثيا بالنسبة للوضع الأمني في أفغانستان, حيث تشير التوقعات إلي احتمال نشوب حرب أهلية وأن تنظيم القاعدة سيستعيد ملجأه في أفغانستان بعد انسحاب قوات الناتو وهذا بدوره قد يؤدي إلي تطرف الكثير من الشباب في باكستان وانضمامهم إلي تنظيم القاعدة في باكستان نظرا للصلات القبلية والدينية القوية بين باكستانوأفغانستان, فطالبان وحلفاؤها من تنظيم القاعدة وغيرهم سرعان ما سيبدأون حملة إرهابية ضد دول الغرب, وسرعان ما سيعيدون إلي سيرتها الأولي. فعند انسحاب القوات الأمريكية, ستتمكن القاعدة وطالبان من زيادة مستوي جهودهما لزعزعة استقرار باكستان, ويمكنهما في هذه الحالة إطاحة الحكومة والسيطرة علي ترسانة باكستان النووية. وكانت القوات الأمريكية قد طردت حركة طالبان في عام2001 من كابول, لكنها وبعد11 عاما, ورغم نشر أكثر من مئة ألف عسكري من قوات حلف الناتو, وإنفاق مئات المليارات من الدولارات, لم تستطع القضاء علي طالبان. لذلك تزداد أهمية طالبان بالنسبة لواشنطن, من أجل ضمان انسحاب آمن لجنودها, والسؤال الأهم الآن هو هل يتحقق بالفعل الخيار صفر علي أرض الواقع وتنسحب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان أم أن هناك استراتيجيات أخري فيما وراء الكواليس بعد أن أدركت الولاياتالمتحدة فشلها في المهمة ؟