حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مقاتلي حركة طالبان في افغانستان بأنهم يواجهون خيارا واضحا بين الحرب والسلام بينما يتصاعد الضغط العسكري الامريكي عليهم. وقالت كلينتون في كلمة القتها في نيويورك: لن يتمكنوا من دحرنا، ولا يمكنهم تفادي هذا الخيار. يذكر ان الولاياتالمتحدة تنوي البدء في سحب قواتها من افغانستان في الصيف المقبل، على ان تكمل انسحابها قبل عام 2014. ويوجد حاليا 78 الف عسكري امريكي في افغانستان. كما اعلنت كلينتون ان الدبلوماسي المتقاعد مارك غروسمان قد عين بديلا لريتشارد هولبروك (الذي توفي مؤخرا) كمبعوث للولايات المتحدة الى باكستانوافغانستان. وكررت وزيرة الخارجية في كلمة القتها امام جمعية آسيا، وهي منظمة تعنى بالابحاث، الاهداف التي تسعى الولاياتالمتحدة الى تحقيقها في افغانستان، وهي: مواصلة تعقب مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة عسكريا، والقيام بجهد مدني يهدف الى تعزيز ودعم الحكومتين الافغانية والباكستانية والمجتمع المدني في البلدين، وجهد دبلوماسي يهدف الى انهاء الحرب في افغانستان. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة مصممة على تعزيز المشروع الذي يقوده الافغان والهادف الى دق اسفين بين حركة طالبان من جهة وتنظيم القاعدة من جهة اخرى، والسعي الى مصالحة عناصر طالبان التي ترغب في التخلي عن القتال مع حكومة كابول. واضافت: في عام 2001، وعقب هجمات سبتمبر، اختارت حركة طالبان طوعا ان تتحدى المجتمع الدولي وتستمر في حماية تنظيم القاعدة. كان ذلك اختيارا خاطئا، وقد دفعت حركة طالبان ثمنا باهظا نتيجة ذلك الاختيار. اما اليوم، فإن الضغط المتزايد الذي تسلطه قواتنا على حركة طالبان تجبرها على اختيار جديد: اما قطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة وتسليم اسلحتها والتقيد بالدستور الافغاني والانخراط في المجتمع الافغاني، او مواجهة نتائج تحالفها مع القاعدة كعدو للمجتمع الدولي. وتتوقع القوات الامريكية ان يتجدد القتال الضاري في افغانستان في الربيع. ولكن كلينتون قالت إن الوضع الامني في افغانستان قد تحسن وان الاستقرار بدأ يعود الى البلاد، حيث حققت القوات الامريكية نجاحات على مستوى القرى. واضافت: لقد نجحنا في اضعاف زخم مسلحي طالبان، وفي بعض المناطق نجحنا في دحرهم. الا انها اكدت ان تنظيم القاعدة ما زال يشكل تهديدا خطيرا، ولكنها اضافت ان الولاياتالمتحدة تجبر حلفاء التنظيم ومؤيديه على اعادة النظر في قيمة تحالفهم معه.