في1939 بالاقصر.. ولد المهندس ابراهبم سمك لعائلة صعيدية قبطية.. اهتمت بتعليم ابنائها تعليما عاليا حيث اصر الوالد الذي كان بعمل مديرا لتليفونات الوجه القبلي علي الحاق ابناءة الستة ذكورا واناثا بالتعليم.. وبعد وفاته في1966 واصلت الام المسيرة حتي ينهي ابنائها تعليمهم الجامعي, وسط هذا الجو العائلي واصرار الوالدين علي التسلح بالعلم وبين عبق التاريخ في معابد الفراعنة نشأ' سمك' الذي اكمل تعليمه الثانوي بالاقصر ليلتحق بعد ذلك بكلية الهندسة في جامعة اسيوط الوليدة ويتخرج فيها عام1962 لم يكن تقليديا في تفكيرة فلم يعمل في السياحة كمعظم ابناء الاقصراو موظفا حكوميا بل طمح لما هو اكبر من هذا, طمح ان يشارك في الابتكار والاختراع وان يكون له مشروعه الخاص في تكنولوجيا المستقبل التي بدأت تلوح في الافق في بداية السبعينات من القرن الماضي, لذلك لم تمتد رحلة عملة في ليبيا لفترة طويلة, توجه بعدها مباشرة الي المانياالغربية في مطلع السبعينيات وهناك عمل في عدة مراكز بحثية متخصصة في الطاقة التي تمثل عقدة للالمان نظرا لفقر بلادهم الشديد في البترول والغاز بينما تحتاج النهضة الصناعية الهائلة في المانيا الي موارد للطاقة غير الفحم الاسود وفي هذه المراكز تعلم اصول البحث والابتكار في مجال الطاقة بل وسجل براءات اختراع في تكنولوجيا الخلايا الفوتوفلتية التي تولد الكهرباء من الشمس واقترب' سمك' كثيرا من حلمه الخاص وانشأ شركته المتخصصة في تكنولوجيا الطاقة الشمسيية في الثمانينيات واصبح نجما في هذا المجال ليس في المانيا فقط بل في اوروبا كلها واسند اليه تنفيذ عدد من المشروعات لاستخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء لانارة الشوارع والمباني. ثم حدث تحول كبير في مسيرته حينما نجح في تسجيل براءة اختراع جديدة فيما عرف باللمبة الذكية او السحرية وهي عبارة عن نظام متكامل للاضاءة بتوليد الكهرباء من الشمس باستخدام الخلايا الفو توفولتية خلال النهار وتخزينها في بطاريات لاستخدامها ليلا وتوزيعها ايضا علي وحدات الاضاءة وبذلك سجل ابن الاقصر اول ضربة للتغلب علي مشكلات تخزين الكهرباء الشمسية المولدة نهارا لاستخدامها ليلا وذاعت شهرته في اوروبا كلها حتي لقبوه بابو الطاقة الشمسية وفازت شركته بتنفيذ عدد من المشروعات التاريخية لاستخدام الطاقة الشمسية والخلايا الفوتوفلتية في امداد عدد من المباني والمنشات المهمة في المانيا بالكهرباء اهمها مبني البرلمان الالماني في برلين بعد توحيدها' البوندستاج' ومبني المستشارية الالمانية ورغم المنافسة الشديدة بين كبريات الشركات العالمية فازت تصميمات وتكنولوجيا وابتكارات' سمك' بهذين المشروعين وتم التنفيذ بطريقة مبتكرة وتصميم هندسي حافظ علي الطابع الجمالي والمعماري للمبنيين التاريخيين حيث زرعت الخلايا الفتوفلتية في زجاج النوافذ كانها جزء منها وتم المزج بذوق رفيع بين التكنولوجيا الحديثة والمباني الاثرية وافتتح المستشار شرودر مبني البوندستاج في حضور' سمك' الذي نقش اسمه علي حجر الافتتاح تواصلت مشروعاته لانارة اوروبا والمانيا بالكهرباء الشمسية وفي مبني تاريخي اخر سجل سمك انجازاته الرائعة مرة اخري ونقش اسمه بحروف من نور الشمس حقيقة وليس مجازا حيث فاز بمشروع امداد محطة قطارات برلين الدولية باحتياجاتها من الكهرباء المولدة من الشمس واي زائر لهذه المحطة التاريخية يلفت نظره ذاك الزجاج الازرق الذي يغطي مباني المحطة ويمدها بالكهرباء وهو من تصميم وانتاج االصعيدي ابن الاقصر وللمفارقة الجميلة ان عبقريا مصريا اخر وهو المهندس هاني عازر الذي صمم ونفذ الانشاءات الهندسية لتطوير المحطة بما فيها انفاقها العملاقة اتسعت ابتكارات سمك لتسجل اسمه في احد معالم المانيا الصناعية والتاريخية ايضا وهو مصنع دايملر بنز حيث نفذ وصمم مشروع تغذية المصنع بالكهرباء الشمسية وفي مدينة مينشنجلادباخ فاز بتنفيذ مشروع امداد جامعتها العريقة بالكهرباء الشمسية هذا فضلا عن انارة عدد من شوارع المدن الالمانية باللمبة الذكية, وامتدت انجازات العبقرية المصرية الي شوارع ومباني عديدة في اوروبا في لكسمبورج وهولندا وبلجيكا وكرواتيا حيث نفذ مشروعا رائدا لتوفير احتاجات مدينة سبليت السياحية من الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية ونظرا لكل هذه الانجازات والابتكارات تم اختياره رئيسا لاتحاد صناعات الطاقة الشمسية الاوروبية لفترتين متتاليتين من عام2000 حتي2006, ورغم هذا لم ينس قاراته السمراء افريقيا فاسهم في تقديم بعض الابتكارات للمناطق المحرومة من الكهرباء في بعض الدول الافريقية بتوليد الكهرباء الشمسية لاستخدامها في الانارة وتشغيل طلمبات رفع المياه الجوفية اللازمة للشرب والزراعة ولهذا تم اختياره رجل افريقيا الاول وتم الاحتفاء به في حفل كبير وفي مصر انار اول قرية في افريقيا كلها بالكهرباء الشمسية وهي قرية اولاد الشيخ بوادي النطرون. وانشا مصنعه الخاص لتصنيع ابتكاراته العلمية والتكنولوجية ويفكر حاليا في تنفيذ مشروع عملاق في مجال تصنيع الخلايا الفوتوفلتية في مصر.. ابراهيم سمك عبقري مصري حصل علي شهادات تقدير من عدد من الهيئات الدولية وكرمته المانيا وافريقيا والاتحاد الاوروبي.