شيرين تتحدث عن ذكرياتها الجميلة في مهرجان الإسكندرية    فصل الكهرباء عن مركز مدينة بنها بالقليوبية لمدة 3 ساعات من 7 ل10 صباحًا    بعد قرار المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 03-10-2025    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 3 أكتوبر    تحذير مهم من محافظة الغربية.. تحركات عاجلة لحماية الأراضي والمواطنين    رويترز: إعادة فتح مطار ميونيخ بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيّرة    الشرطة البريطانية تكشف هوية منفذ هجوم مانشستر بالقرب من كنيس يهودي    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    مقتل قيادي بتنظيم أنصار الإسلام في إدلب إثر غارة لقوات التحالف الدولي    واشنطن تضغط على «حماس» لقبول خطة ترامب المدعومة عربيًا    من مأساة أغادير إلى شوارع الرباط.. حراك شبابي يهز المملكة    السقف سقط فوقهم.. أسماء ضحايا انهيار عقار غيط العنب فى الإسكندرية    القبض على المتهم بالشروع فى قتل صاحب محل بالوراق    محافظ الإسكندرية عن التكدسات المرورية: المواطن خط أحمر ولن نسمح بتعطيل مصالحه    خاص| رد فعل ليلى علوي عند علمها بتكريمها في مهرجان الإسكندرية لدول البحر البحر المتوسط    رياض الخولي أثناء تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي: "أول مرة أحضر مهرجان .. وسعيد بتكريمي وأنا على قيد الحياة"    حمية "صحة الكوكب"، نظام غذائي يمنع وفاة 15 مليون إنسان سنويا    أمين عمر حكم لمباراة كهرباء الإسماعيلية ضد الأهلي    «عماد النحاس لازم يمشي».. رضا عبدالعال يوجه رسالة ل مجلس الأهلي (فيديو)    رسميًا بعد ترحيلها.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 وفقًا لتصريحات الحكومة    ما بيعرفوش اليأس.. 4 أبراج التفاؤل سر حياتهم    موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الموسم السابع 2025 على قناة الفجر الجزائرية    تامر فرج يكشف عن اسمه الحقيقي وينفي شائعة توأمه مع وائل فرج    صندوق النقد يعلق على توجه مصر ترحيل طروحات الشركات الحكومية إلى 2026    الشاعر مصطفى حدوتة بعد ترشح أغنيته للجرامي: حدث تاريخي.. أول ترشيح مصري منذ 20 عامًا    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة    سورة الكهف يوم الجمعة: نور وطمأنينة وحماية من فتنة الدجال    ننشر أسماء ضحايا انهيار "عقار غيط" العنب بالإسكندرية    انتداب المعمل الجنائي لفحص حريق مخزن وشقة سكنية بالخانكة    أستاذ علوم سياسية: إعلان ترامب عن الموافقة العربية توريط لتمويل الخطة    اللواء محمد رجائي: إعادة «الإجراءات الجنائية» للنواب يُؤكد حرص الرئيس على قانون يُحقق العدالة الناجزة    مختار نوح: حماس دربت القسام لتنفيذ مخطط اغتيال النائب هشام بركات    انتصارات مثيرة و6 أندية تحقق العلامة الكاملة، نتائج الجولة الثانية من الدوري الأوروبي    ناقد رياضي يكشف كواليس خروج حسام غالي من قائمة محمود الخطيب    ناقد رياضي: هزيمة الزمالك من الأهلي أنقذت مجلس القلعة البيضاء    موعد إعلان نتيجة منحة الدكتور علي مصيلحي بالجامعات الأهلية    مدرسة المشاغبين، قرار صارم من محافظ القليوبية في واقعة ضرب معلم لزميله داخل مكتب مدير المدرسة    اللجنة النقابية تكشف حقيقة بيان الصفحة الرسمية بشأن تطبيق الحد الأدنى للأجور    حبس «الجاحد» لإتجاره في المخدرات وحيازة سلاح ناري ببنها    الزمالك يعالج ناصر منسي والدباغ من آلام القمة 131    رسميا.. 4 شروط جديدة لحذف غير المستحقين من بطاقات التموين 2025 (تفاصيل)    حزب الإصلاح والنهضة يدشّن حملته الانتخابية للنواب 2025 باستعراض استراتيجيته الدعائية والتنظيمية    كراكاس تتهم واشنطن بانتهاك سيادة أجوائها    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة| فيديو وصور    «وي» يلتقي بلدية المحلة في ختام مباريات الجولة السابعة بدوري المحترفين    أتربة عالقة في الأجواء .. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025    رابط التقييمات الأسبوعية 2025/2026 على موقع وزارة التربية والتعليم (اعرف التفاصيل)    مشهد مؤثر من زوجة علي زين بعد سقوطه في نهائي كأس العالم للأندية لليد (فيديو)    «هيدوب في بوقك».. طريقة سهلة لعمل الليمون المخلل في البيت    ضيفي ملعقة «فلفل أسود» داخل الغسالة ولاحظي ماذا يحدث لملابسك    ركّز على اللون وتجنب «الملمس اللزج».. 6 علامات تنذر بفساد اللحوم قبل شرائها    رئيس لجنة تحكيم مسابقة بورسعيد يفوز بلقب شخصية العالم القرآنية بجائزة ليبيا الدولية    الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات    منافسة ساخنة على لوحة سيارة مميزة "ص أ ص - 666" والسعر يصل 1.4 مليون جنيه    تعرف على موعد تطبيق التوقيت الشتوي في أسيوط    مواقيت الصلاة في أسيوط اليوم الجمعة 3102025    الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات    خالد الجندى: كثير من الناس يجلبون على أنفسهم البلاء بألسنتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمك: مستقبل مصر في الشمس

أهلا وسهلا بك في المانيا‏..‏ أنا أسكن بجوار القاهرة‏..‏ بيني وبينها أمتار قليلة‏..‏ من شرفة مكتبي دائما أراها وأنظر إليها‏..‏ ربما أكون مثل العاشق الذي لاتأتيه راحة البال إلا وحبيبته كانت في خياله‏. وأنا القاهرة دائما في خيالي‏.‏ هكذا وبتلك الكلمات الرومانسية فاجأني المهندس إبراهيم سمك وهو يصف لي عبر الهاتف عنوان مكتبه في مدينة شتوتجارت الالمانية‏,‏ ولم أكن أتوقع أن حديث العشق والرومانسية الذي كان يحدثني به كان واقعا وحقيقة‏,‏ فبعد أن خرجت من محطة القطار ومشيت في شارع الملك أشهر وأكبر شوارع شتوتجارت حسب وصفه لي‏,‏ فقد فوجئت أن ماكان يتحدث عنه حقيقة واقعة أمامي‏,‏ ففي وسط هذا الشارع ميدان كبير مرسوم علي أرضيته وبدوران الميدان عدد من رموز وشعارات أهم العواصم العالمية‏,‏ القاهرة واحدة منها‏..‏ وبجوار شعار القاهرة بالضبط وقفت ونظرت لمكتب إبراهيم سمك‏,‏ فوجدت شرفة المكتب تطل علي القاهرة ورأيته واقفا يطل من شرفته مبتسما مرحبا متهللا وكأنه يقول وعلي رأي أغنية عبد المطلب‏:‏ أنا ساكن في الشرفة دي وحبيبتي مرسومة في الميدان
للاسف الشديد الناس في القاهرة‏,‏ لكننا نحن الجنوبيين تحديدا أبناء الأقصر وقنا الذين ولد وتربي ونشأ وكبر بينهم إبراهيم سمك نعرف من هو وكيف نجح ذلك الفرعون المصري في أن ينقل الشمس إلي المانيا وتنفيذ العديد من مشروعات الإضاءة بالطاقة الشمسية في برلين العاصمة الالمانية‏,‏ ولعل مبني البوند ستاج البرلمان الالماني الذي يكاد يكون مبني البرلمان الوحيد في العالم الذي يضاء بالطاقة الشمسية شاهد علي ذلك‏,‏ فإبراهيم سمك كما يدل اسمه هو ابوالطاقة الشمسة في المانيا والغواص الماهر في أعماقها‏,‏ فاستحق أن يكون الأكثر تأثيرا وتكريما من حكومتها ورئيسها‏,‏ فلقد كرمه الرئيس الالماني عام‏2007‏ ومنحه وسام الجدارة أرفع وسام الماني تقديرا لأبحاثة واختراعاته في مجال هذه الطاقة المتجددة‏,‏ كما حصل علي المركز الأول في اختيار أكثر‏100‏ أفريقي تأثيرا في المانيا عام‏2009,‏ وفي إستطلاع لمجلة ماجزين حصل علي لقب رجل افريقيا الأول‏,‏ أيضا تم إختياره ولدورتين متتاليتين رئيسا للمجلس الأوروبي للطاقة المتجددة‏,‏ وأما الآن فهو يشرف علي أهم وأكبر مشروع لتصدير الطاقة الشمسية من شمال أفريقيا لأوروبا‏,‏ لكن مصر بلد الشمس التي بزغ منها سمك وتفوق وتخرج في كلية الهندسة فيها‏,‏ ما زالت تجهل قيمة هذا الرجل ولاتعرف قدره وكيف يمكن الاستفادة منه‏,‏ تكريم وحيد يتيم حصل عليه في مصر كان عام‏86‏ من نقابة المهندسين برئاسة المهندس عثمان أحمد عثمان عندما منحه الميدالية الذهبية في مسابقة تحقيق الأهداف الهندسية‏,‏ من يومها ومصر الحكومة والدولة تقريبا لم تتذكر سمك‏,‏ بينما هو دائم النظر للقاهرة ولا يستطيع أن ينسي بلده مصر أو حتي ينسي حلمه الذي طالما ومازال‏.‏
نعم نحن وكما تتفق كل الأراء صرنا في أشد الحاجة للاستفادة من هذه الطاقة الشمسية التي تتفرد بها بلادنا وفي هذا التوقيت بالذات‏,‏ فكلنا يعيش ويشعر بانقطاع الكهرباء الدائم وكابوس أزمة الطاقة المخيف‏..‏
فكيف يتحقق ذلك وكيف اكتسب إبراهيم سمك كل هذا الاحترام الالماني والعالمي وكيف نقل الشمس إلي المانيا ولماذا دائما يخفق علماؤنا في بلادنا وينجحون ويتفوقون ويبدعون في الخارج‏,‏ وهل مصر فعلا لديها كنز مهمل اسمه الطاقة الشمسية لو عثرت عليه وأمسكت به وإستفادت منه صارت واحدة من أهم الدول المصدرة للطاقة الشمسية في العالم وأعظمها‏,‏ ثم ماذا تنتظر حكوماتنا لتهتم بهذه الطاقة‏,‏ وإذا كانت هذه الحكومة الحالية كما يتردد بدأت تهتم‏,‏ فماهي درجة اهتمامها وجديتها‏,‏ هل يمكن لحلم مثل هذا وفي هذا التوقيت بالذات أن ينتظر‏..‏
انتهت أقوالي‏..‏ وبدأت حكاية عشق ذلك الفرعون المصري للشمس والحوار معه‏...‏
تقول الحكاية‏:‏ ولأن الشمس في السماء كانت هي أهم ما استرعي انتباه وتأمل المصري القديم وإيمانه بأنها تحمل مفتاح الحياة‏,‏ ولأن في التراث الشعبي حكايات وحكايات وأساطير عن الشمس عايشها ابن مدينة الاقصر التاريخية وتأثر بها ركب الشاب الصغير إبراهيم رزق سمك الطالب بمدرسة الأقصر الثانوية زورقها في السماء‏,‏ وبدأت في غوايتها له وعشقه لها فشكلت وجدانه وثقافته حتي إلتحق بكلية الهندسة في جامعة أسيوط‏,‏ فبدأ يكتشف أنها طاقة مهدرة لو تم الاستفادة منها لتغيرت أحوالنا‏.‏
يتنهد سمك ويغمض عينيه وكأنه مسافر زاده أيام الطفولة ويقول‏:‏ مازلت أتذكر جلسات السهراية أيام الصبا مع رفاقي في شارع الأسايطة بالاقصر وكأنها اللحظة‏,‏ كنت دائما أتحدث مع اشعة الشمس التي تداعب جفوني وكنت دائما مشغولا بها وأسأل نفسي‏:‏ هل الشمس فعلا هي الحياة‏,‏ إذا كانت كذلك فلماذا نهدرها ونهدر حياتنا ولاتتم الاستفادة من هذه النعمة التي منحها الله لمصر للبشر دون مقابل‏.‏
قلت‏:‏ إذن كانت هذه هي بداية حكاية عشقك للشمس والسعي لمعرفة المزيد من أسرارها ؟
نعم وقررت التخصص في هذا المجال بالذات لأنني شعرت أن الطاقة الشمسية ستمثل الكثير من ندرة مصادر الطاقة في المستقبل‏,‏ فبعد تخرجي في كلية الهندسة جامعة أسيوط سارعت للعمل في العديد من المراكز التي تهتهم باستغلال الطاقة الشمسية‏,‏ وبعدها جئت هنا إلي ألمانيا فوجدت مناخا خصبا للابتكار والإبداع في هذا المجال فهذه البلاد لاتهتم إلا بالنتائج وما تحقق من انجازات ولا تهم باللون ولا الجنسية ولا الديانة‏,‏ المهم ما يستطيع الإنسان تحقيقه‏..‏ المانيا تعطي الفرصة لكل من يريد العمل و اذا اراد مصري ان يعمل بها فلابد من ان يشتغل اكثر من الالمان او علي الاقل مثلهم حتي يستطيع النجاح‏.‏
وماذا كانت أول ابتكاراتك وإنجازاتك التي لفتت الانتباه إليك ؟
اللمبة الذكية التي حققت نجاحا كبيرا وأضاءت شوارع‏150‏ بلدية ألمانية وهي لمبة تخزن الطاقة الشمسية نهارا وتستهلكها ليلا كما أنها مزودة بخاصية تخفيف الإضاءة مباشرة إذا اقترب منها جسم متحرك حتي لو علي بعد‏40‏ مترا‏.‏ وقد حصلت اللمبة الذكية علي شهادة من معهد البحوث الالماني تؤكد قدرتها الذكية وفاعليتها ومن ثم تم الاعتماد عليها تماما في جميع أنحاء ألمانيا وحتي في الطرق بين المدن‏..‏ بعدها قمت بتأسيس شركة تعمل في مجال الإضاءة بالطاقة الشمسية ونجحنا‏.‏ في تغذية مبني البرلمان الالماني الرايشتاج الشهير بكهربة الطاقة الشمسية وتم تغذية أسقفه بالكامل بشرائح معدنية لامتصاص الطاقة الشمسية مما أعطي للمبني شكلا جماليا رائعا‏..‏ كذلك قمنا بتطوير مبني المستشارية الألمانية بتغذيته أيضا بالطاقة الشمسية بعد تغطية واجهته بالوحدات الزجاجية المزروع بها خلايا الشمسية لتكون جزءا من ديكورات المبني لتضفي عليه اللمسة الجمالية الاخاذة‏..‏ وأما المعلومة الأهم التي أحرص أن تعرفها هي ذلك المبني الذي نجلس فيه الآن فهو أول مبني تمت إضاءته بالطاقة الشمسية بمدينة شتوتجارت
وجود مناخ عادل للعمل في المانيا هو كلمة السر إذن وراء نجاح إبراهيم سمك واكتشاف الكفاءات ومنحها الفرص ؟
بالضبط و الدليل علي ذلك انه هناك الكثير من امثلة الكفاءات المصرية والعربية التي أثبتت نجاحها اكثر من الالمان‏.‏
هل تعتقد أن في مصر وجودا لمثل هذا المناخ العادل ؟
مصر بها الكثير من الكفاءات و العلماء ولكن الأمر يحتاج شيئا من النظام والانضباط‏.‏
إجابتك دبلوماسية جدا‏..‏ يعني لو كان المهندس ابراهيم سمك في مصر هل كان سيحقق كل هذا النجاح الذي يتحدث عنه العالم كله ؟
بالطبع ينقصهم إتاحة الفرصة الموجودة بألمانيا اذ انني استطيع هنا ان اتعاون مع أي مركز ابحاث او جامعة دون أي بيروقراطية و أحصل علي مساعدتهم‏,‏ فضلا عن سهولة الحياة فطالما انك لا تفكر إلا في العمل دون الهموم المعيشية والحياتية فلن تقف امامك أي مشكلة‏..‏ قد تكون في بعض الاحيان الحياه اليومية هي سبب الازمة‏,‏ وبالطبع هذا لا يحدث هنا في المانيا فهناك تيسيرات كثيرة خاصة من الحكومة علي كل المستويات وهذا هو الدور المطلوب من الحكومة المصرية والحكومات العربية‏.‏
وانا ابحث في الأوراق وجدت ان ابراهيم سمك الذي حصل علي ارفع وسام الماني وكرمه الرئيس الالماني وحصل علي رجل افريقيا الأول لم يحصل إلا علي شهادة تقدير واحدة من مصر من المهندس عثمان احمد عثمان في بداية الثمانينات‏..‏ فما تعليقك ؟
بالنسبة لهذه الشهادة كان المهندس عثمان احمد عثمان وقتها نقيبا للمهندسين في هذا العام‏,‏ وكان يختار بعض النماذج من المهندسين لمنحهم الميداليات الذهبية ووقع الاختيار علي وانا ممنون جدا لهذا التقدير وهذه الجائزة‏..‏ وانا غير حزين لهذا ولكن بالتأكيد إذا حدث فإن ذلك سيؤدي الي بعد معنوي‏,‏ و نفسي خاصة وان ذلك هو الوطن الام و قد أحسست بذلك عندما حصلت علي تكريم رئيس الجمهورية في المانيا عندما اعطاني الوسام الذهبي وهذا شيء جدير بالاحترام‏,‏ عموما أنا لم أعتبر تكريم الرئيس الالماني تكريما لي وحدي و لكنني اعتبرته تكريما لكل المصريين‏.‏
في ظل ما يحدث الآن في مصر من إنقطاع متكرر للكهرباء‏..‏ كيف تنظر لمستقبل الطاقة في مصر وهل نحن مقبلون علي أزمة طاقة ؟
أنا اري مستقبل مصر في الطاقة الجديدة و الدليل علي ذلك إنه في عام‏2009‏ استطاعت المانيا بقوة اشعاعها و التي تعادل نصف القوة الموجودة في مصر عن طريق شعبها و بتشجيع من الحكومة ان تستخدم الخلايا الشمسية الموجودة فوق اسطح العمارات والبيوت لتوليد‏3800‏ ميجا وات وهذا رقم ضخم في الكهرباء وما كان للحكومة الا شراء المنتجات المصنعة من المواطنين بأسعار مناسبة تشجعهم وتحفزهم علي العمل‏.‏ و في مصر الان يقوم الدكتور حسن يونس بتشغيل هذا البرنامج و البحث عن العناصر التي تجعله الامثل‏..‏ انا في تصوري ان درجة حرارة الصيف التي تزداد من عام الي اخر وتجبر المواطنين علي استخدام اجهزة التكييف في الوقت الذي تدعو فيه الحكومة الي ترشيد الكهرباء يتم اهدارها من خلال هذا الجهاز والذي يزداد عدده كل عام في مصر دون زيادة مقابلة في كميات الكهرباء‏.‏
وهل وجب علينا ان نبدأ في مشروع الطاقة الجديدة ؟
نحن نملك صحراء و اراضي خالية كثيرة مرشحة لإنشاء محطات تؤدي هذا الغرض خاصة ان جميع الاماكن علي مستوي جمهورية مصر العربية تسمح بإنشاء هذه المحطات من شمالها الي جنوبها لان مصر تشرق عليها الشمس بمعدل‏333‏ يوما في السنة و هذا غير موجود بأماكن كثيرة ومتوسط إشراق الشمس في اليوم حوالي‏13‏ ساعة‏..‏ مصر متفردة بهذا ويمكن ان يكون انتاج مصر في هذا المجال ضعف انتاج المانيا علي سبيل المثال‏.‏
يقولون ان مصر بلد لا تغيب عنها الشمس طوال العام‏,‏ وبالتالي هو بلد أمامه فرصة بان يحقق ثروات طائلة من الطاقة الشمسية مثل بلاد النفط‏..‏ فما صحة هذا الكلام اقتصاديا ؟
هناك مشروع اوروبي اسمه‏deserttec))‏ أي طاقة الصحراء هذا المشروع ينفذ الآن في شمال افريقيا ليبيا المغرب الجزائر لانتاج الكهرباء وتصديرها لاوروبا و تقدر تكلفته ب‏450‏ مليار يورو وهذا المشروع وضعت له هيئة ثابتة و هي تعمل حاليا علي اتمامه‏.‏
أين كانت مصر من هذا الاتفاق وهذه السوق في تصدير الطاقة‏..‏ أليست اجدر من الدول الاوروبية بهذه الطاقة ؟
طبعا كنت وما زلت أتمني أن تكون مصر ضمن هذه المشروع‏,‏ فهو مشروع اكبر بكثير من دولة واحدة وشامل لكل دول شمال افريقيا‏.‏
تري هل من الممكن ان ننضم الي هذه الاتفاقية ام تأخرنا ؟
لا‏..‏ لم نتأخر وبالطبع مصر لابد وان تنضم الي هذه الاتفاقية و لكن ما يستوجب التفكير في الوقت الحالي هو قيام احد رجال الاعمال بعمل مصنع للخلايا في مصر‏.‏
اذن انت تري مستقبل هذه الطاقة الجديدة في القطاع الخاص متمثلا في المستثمرون ورجال الاعمال ؟
طبعا القطاع الخاص‏..‏ و المستثمرون تحديدا سواء كانوا صغارا ام كبارا‏.‏
بماذا تقصد سواء كانوا صغارا أو كبارا‏..‏ نحن نعرف أن تكلفة هذه الطاقة عالية جدا وهذا مايعوق تنفيذها في كثير من الدول النامية ونحن من هذه الدول ؟
اليوم و نحن في عام‏2010‏ تقل التكلفة عن عام‏2007‏ بحوالي‏40%‏ و انا في تصوري انه خلال العام القادم ستكون التكلفة في متناول الجميع‏,‏ ولقد بدأت المانيا منذ عام‏1990‏ تعمل في برامج مشروع الطاقة بإستخدام وتأجير أسطح‏1000‏ بيت حيث اذا ما نجحوا في استخدام الطاقة الشمسية علي اسطحهم فسيتم خصم‏70%‏ من تكلفتهم من جانب الحكومة وبعد نجاح التجربة ارتفع عدد البيوت الي‏100‏ الف بيت‏,‏ الي ان اصبح الامر قيام الشعب بتوليد الطاقة الشمسية وتغزية شبكة الكهرباء وتقوم الحكومة بشرائها لمدة‏20‏ عاما
يعني توليد الطاقة الجديدة يخلق مجالا جديدا لاستثمار أسطح المنازل الخالية في مصر ؟
بالضبط
هل هناك مزيد من الشرح والتبسيط ؟
لو انك مالك لبيت او محل تجاري و السطح خال فيمكنك ان تضع عليه الخلايا الشمسية ومولد الكهرباء و توصلها بالشبكة الرئيسية وتبرم عقد لمدة‏20‏ عاما مع الحكومة‏..‏ المستثمرون الالمان والحكومة الالمانية يفعلون ذلك فمشروع الطاقة الشمسية هنا ليس ملكا للحكومة ولم تنفذه الحكومة هو ملك للشعب الالماني‏,‏ وفي مصر يمكن الاستفادة من ذلك عن طريق تأجير الاسطح الخالية‏.‏
يعني الشخص العادي البسيط الذي يدفع فاتورة الكهرباء ويشكو منها يستطيع التعامل مع هذا ؟
النقطة الاساسية هي انك بمجرد استخدام المشروع ستظل تستعمل الطاقة لمدة‏20‏ او‏25‏ عاما دون ان تدفع اي شيء‏.‏
بما أن المستثمرين والإستثمار في بلادنا مازالا يرتجفون من مثل هذه المشروعات‏..‏ فما هي الخطوات العملية التي يجب القيام بها من وجهة نظرك لتشجيع الاستثمار في هذه الطاقة الجديدة ؟
تستطيع الحكومة ان توصل الكهرباء الي المناطق الصناعية و النجوع البعيدة عن الكهرباء بهذه الطاقة الجديدة دون حاجة الي شبكات وهذا هو الاستثمار في الطاقة البديلة‏.‏ ولو فرض اننا توصلنا لهذا ستكون هذه البداية للإستثمار في مصر من ناحية الطاقة الجديدة‏.‏
وهل تعتقد أن الحكومة يمكن أن تفعل ذلك؟
جدا‏..‏ و المؤشرات مطمئنة للغاية والدليل أنه في كل مرة أذهب فيها الي مصر واقابل الوزير حسن يونس أو أتكلم معه اجده مهتما جدا بهذا المشروع‏..‏ لقد طلب مني الوزير حسن يونس الدراسات الخاصة بهذا الامر وانا متوقع أنه خلال فترة قريبة سأتمكن من جلب هذه الدراسات وسأذهب بنفسي اليه حتي نقطع بعض التقدم و التطور في شوط المشروع‏..‏
وبالنسبة للمستثمرين في مصر هل تعتقد أن قناعاتهم وجرأتهم وخبراتهم تبشر بخير في تنفيذ هذا المشروع من وجهة نظرك؟
نعم‏..‏ وانا اعرف ان السنة الماضية كان هناك تعاقد مع شركة ساويرس في مشروع الكريمات و هو احدي المشروعات العملاقة التي عملت في هذا المجال و هو عبارة عن الاستفادة من الحرارة أثناء النهار حتي تستمر الطاقة أثناء الليل وهو حاليا في دور النهاية‏.‏
ولو تحدثنا عن النظام التعليمي الهندسي الجامعي في مصر وكيفية الاستفادة منه لتأهيل العاملين والمهندسين لعمل ولتنفيذ مشروع الطاقة الجديدة‏..‏ فما رأيك ؟
بشكل عام انا غير متابع للمناهج التعليمية للجامعات في مصر ولكني متابع للمناهج التعليمية في المانيا وقد أعدت الجامعات الالمانية برنامجا تعليميا عن الطاقة الشمسية قمنا بإرساله لمصر لأحد المعاهد التدريبية‏.‏
وكيف تنظر لدور الإعلام المصري في تشجيع الاستثمار نحو مشروعات الطاقة الجديدة ؟
الاعلام المصري لا يتحدث كثيرا عن مشروع الطاقة الجديدة بالرغم من قدرته علي لعب دور هام في تفعيل الاستثمار في مجال الطاقة الجديدة وهناك دراسات اقتصادية حول هذه المشروعات يمكن ان يتولي نشرها‏.‏
الخلاصة ما هو المطلوب بخطوات بسيطة و نقاط واضحة حتي تتحقق احلام المهندس ابراهيم سمك في أن تكون مصر مصدرا للطاقة الجديدة و مستفيدة منها في حل أزماتها الحالية ؟
لابد ان تكون هذه الروشتة العلاجية صادرة من وزارة الكهرباء و انا اري انهم مهتمون بهذا الشأن و نحن كشركة في المانيا مستعدون للتعاون مع وزارة الكهرباء وامدادهم بأي شيء مطلوب‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.