نجح حزب استقلال المملكة المتحدة المناهض للاتحاد الأوروبي في أن يوجه ضربة قاضية لحزب المحافظين الحاكم بعد أن حصل علي ربع الأصوات في الانتخابات البريطانية المحلية التي جرت الأسبوع الماضي في مقاطعة ايستلي جنوبانجلترا, وهو ما يفتح الطريق من جديد اذا حصل الاستقلاليون علي أغلبية الأصوات في الانتخابات العامة في2015 أمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبدأ حزب استقلال المملكة المتحدة يفرض نفسه تدريجيا كطرف سياسي فاعل في بريطانيا, فقد حصل علي28% من الأصوات واحتل المركز الثاني بعد حزب الأحرار الديمقراطيين الشريك في الائتلاف الحكومي وسدد ضربة قوية للمحافظين الذين جاءوا في المرتبة الثالثة. ويخشي العديد من أعضاء حزب المحافظين أن يجتذب حزب استقلال المملكة المتحدة أصوات المناهضين لأوروبا والهجرة التي يحتاجها المحافظون لإخراج شركائهم الليبراليين الديمقراطيين من الائتلاف وتحقيق فوز كبير في الانتخابات العامة المقبلة. ويصف حزب استقلال المملكة المتحدة نفسه علي أنه حزب الأحرار, لكنه بشكل عام يوصف بأنه حزب يميني وشعبوي فيما اعتبره البعض ممثلا للتطرف والعنصرية بسبب سياساته التي تهاجم المهاجرين والمسلمين. فنتائج الانتخابات تؤكد أن حزب استقلال المملكة المتحدة لم يعد مهمشا بعد, بل أصبح يمثل تهديدا لإحداث تغيير حقيقي علي الساحة السياسية اذا نجح في الإطاحة بحزب المحافظين الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. فقد ساهم موقف الحزب حيال عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في أن يجذب أصوات بعض الداعمين السابقين لحزب المحافظين والمعارضين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وازداد عدد مؤيدي حزب الاستقلاليين بسبب دعم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الشديد لزواج المثليين في بريطانيا والذي ترفضه الشريحة الكبري من المحافظين. وثمة سيناريو يلوح في الأفق اذا انتعشت شعبية الاستقلاليين في بريطانيا لحين موعد إجراء الانتخابات العامة. فقد قال النائب المحافظ مايكل فابريكان وهو مستشار كاميرون لشئون الانتخابات إنه يجدر بحزب المحافظين عقد تحالف مع حزب استقلال المملكة المتحدة, وبموجب التحالف يتعهد حزب استقلال المملكة المتحدة ألا يقف ضد المرشحين المحافظين في الانتخابات العامة مقابل وعد من كاميرون بإجراء استفتاء علي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عقب الانتخابات مباشرة في2015 بدلا من2017 كما وعد كاميرون في يناير الماضي. إلا أن كل المؤشرات تقول إن كاميرون سيرفض التحالف ويغض الطرف عن عود شعبية حزب استقلال المملكة المتحدة. واذا نجح حزب استقلال المملكة المتحدة في الإطاحة بكاميرون وحزبة فإن إجراء الاستفتاء علي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيجري عقب الانتخابات العامة مباشرة وستكون النتيجة المنطقية للاستفتاء هي التصويت ب نعم لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأن الناخب الذي سيعطي صوته لحزب استقلال المملكة المتحدة المؤسس أصلا بهدف سحب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سيكون بالضرورة مؤيدا لأهداف الحزب المناهضة للاتحاد الأوروبي.