الحارة المصرية من أهم ملامح روايات نجيب محفوظ التي ظلت تعكس الحالة السياسية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع المصري.ولد نجيب محفوظ في11 ديسمبر1911 وتوفي في30 أغسطس2006 . تدور أحداث جميع روايته في مصر, وتظهر فيها بصفة متكررة الحارة التي تعادل العالم, ويصنف أدب نجيب محفوظ باعتباره أدبا واقعيا, وقد بدأ الكتابة في منتصف الثلاثينيات, وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة عام1939, ونشر روايته الأولي عبث الأقدار التي تقدم مفهومة عن الواقعية التاريخية, ثم نشر كفاح طيبة ورادوبيس منهيا الثلاثية التاريخية في زمن الفراعنة. وبدأ منذ عام1945 الخط الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية القاهرةالجديدة ثم خان الخليلي وزقاق المدق, وجرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب ثم عاد إلي الواقعية الاجتماعية مع بداية ونهاية وثلاثية القاهرة, فيما بعد اتجه إلي الرمزية في رواية الشحاذ, وأولاد حارتنا التي سببت ردود فعل قوية, وكانت سببا في التحريض علي محاولة اغتياله, كما اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلي مفاهيم جديدة كالكتابة علي حدود الفنتازيا, كما في روايته الحرافيش, وليالي ألف ليلة, وكتابة البوح الصوفي, والأحلام في أصداء السيرة الذاتية وأحلام فترة النقاهة واللذين أتسما بالتكثيف الشعري وتعتبر مؤلفات نجيب محفوظ بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسة في مصر. وهو أكثر أديب عربي حولت أعماله إلي السينما والتليفزيون, وهذا يجعله من المحظوظين لوجود إنتاج سينمائي, وقيام مشاهير السينما المصرية ببطولة الأفلام المأخوذة عن روايته. كتب نجيب محفوظ سيناريو فيلم لك يوم يا ظالم الذي أقتبسه صلاح أبو سيف عن قصة تيرز اكان للروائي الفرنسي أميل زولا, واستمر محفوظ في كتابة سيناريوهات أفلام مصرية إلي أن أخذ صلاح أبو سيف روايته بداية ونهاية وحولها إلي فيلم سينمائي, ومنذ ذلك الوقت بدأ المخرجون المصريون يعملون علي تحويل روايات نجيب محفوظ الواقعية التي تعبر عن الشخصية المصرية, والمجتمع المصري وأحواله السياسية إلي أفلام سينمائية, ومن هذه الأفلام بداية ونهاية), و(اللص والكلاب), و(زقاق المدق), و(بين القصرين) و(الطريق), و(خان الخليلي), و(القاهرة30), و(السكرية), و(قصر الشوق), و(السمان والخريف), و(الفتوة), و(فتوات بولاق), و(الشحات), و(ميرامار), و(السراب), و(ثرثرة فوق النيل), و(المرايا), و(عصر الحب), و(الحب تحت المطر), و(الكرنك), و(حكايات حارتنا), و(قلب الليل), و(حضرة المحترم), و(الجوع), و(أصدقاء الشيطان), و(أهل القمة), و(الحرافيش), و(الحب فوق هضبة الهرم). وكان نجيب محفوظ يميل لاستخدام الرموز في أعماله مما جعل المخرجين وكتاب السيناريو يعملون علي تفسيرها وتوظيفها بحرية لخدمة مفاهيم سياسية واجتماعية تعبر عنها أفلامهم. لم تقتصر السينما علي المستوي المحلي فقط علي روايات نجيب محفوظ فبعد حصوله علي جائزة نوبل عام1988 لفتت أعماله السينما العالمية, وقدمت بداية ونهاية, وحارة المعجزات المأخوذ عن زقاق المدق في المكسيك, كما قدمت السينما في أذربيجان فيلم أعترف عن رواية اللص والكلاب.