كل رئيس أو قائد عربي قال بعنجهية وعناد وغباء وتكبر بعد اندلاع ثورة الياسمين في تونس إن بلاده ليست كمثل تونس, تفجرت الثورة في بلاده من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. وأطاحت به كرأس للنظام الفاسد.. حدث ذلك لمبارك والقذافي وصالح والدور علي الأسد.. والبقية تأتي فانتبهوا أيها القادة. لم يتعلم البعض الدرس, فها هو الرئيس السوداني عمر البشير يستبعد في الاجتماع التنشيطي الأخير لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان هبوب رياح الربيع العربي علي السودان في المستقبل القريب قائلا: إن الذين ينتظرون أن يجئ الربيع العربي إلينا سيظلون في الانتظار طويلا!.. أما عبدالعزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الجزائرية فلا يعترف بشيء اسمه الربيع العربي, ويعتبر الثورات العربية تحريك من الخارج لصالح جهات خارجية, ويبشر الجزائريين بأنهم سيبقون محصنين ضد هذه الفتنة قائلا: فليذهب دعاة التغيير إلي الجحيم! ومن طرائف الرؤساء العرب قول رئيس جيبوتي اسماعيل جيله ردا علي سؤال لصحيفة جون افريك حول امكانية وصول رياح الربيع العربي إلي بلاده: الذي أعلمه أن في القرآن الكريم ذكر لرحلتي الشتاء والصيف, أما مفهوم الربيع فلا وجود له عند العرب!, وكأنه نسي إن الربيع فصل من الفصول الأربعة الذي تغني به الشاعر البحتري قائلا: أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتي كاد أن يتكلما. الثورات يفجرها ويصنعها الشجعان ويقطف ثمارها الإنتهازيون حكمة صحيحة أكدتها ثورة 25 يناير السلمية, فقد فجرها الشباب الثائرون وقدموا الشهداء والمصابين ودماءهم الزكية, فما ان نجحوا في اسقاط رأس النظام الفاسد والتف حولهم الشعب وحمتهم القوات المسلحة حتي سارع الإنتهازيون والمتسلقون والأحزاب الورقية والمشتاقون للحكم وكلمنجية القنوات الفضائية إلي ركوب موجة الثورة ومحاولة اختطافها وسرقة انجازاتها, في الوقت الذي اختفي فيه بعض مفجري الثورة الحقيقيين ولم نعد نراهم. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين