يتوجه إلي القاهرة اليوم المبعوث الشخصي للرئيس الجزائري والأمين العام لجبهة التحرير عبدالعزيز بلخادم، حيث يحمل رسالة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليفة للرئيس حسني مبارك، كما يترأس بلخادم وفد بلاده في اجتماعات الدورة الرابعة للمنتدي الأفريقي الصيني. علي الرغم من طبيعة مهمة بلخادم السياسية إلا أن أجواء مباراة مصر والجزائر تفرض نفسها، حيث سيعمل المسئول الجزائري خلال اتصالاته بالمسئولين المصريين علي تأمين رحلات أكثر من 3 آلاف جزائري يتطلعون لمتابعة المباراة التي تقام السبت القادم، والتأكيد علي حصولهم علي بطاقات المباراة وغير ذلك من الإجراءات.. وأكد بلخادم أن مضمون رسالته لمبارك ان المباراة تصب في خانة وجوب العمل المشترك وضرورة التعاون بفعالية خلال الأيام المقبلة حتي لا تعطي مصر والجزائر أي فرصة لمن يريد الاساءة إلي العلاقات المصرية الجزائرية أو النيل منها بسبب مباراة لكرة القدم بين البلدين وهذا سيكون محور تعاوننا حتي لا يتمكن أمثال هؤلاء من تحقيق هدفهم أو الاقتراب من ثوابت العلاقات الثنائية باعتبار أن العلاقة بين مصر والجزائر هي أعمق من أن تتأثر بمقابلة لكرة القدم. وأشار وزير الدولة الجزائري والأمين العام لحزب جبهة التحرير الحاكم أنه من الطبيعي أن يناصر المصريون فريقهم لكرة القدم ونفس الشيء للجماهير الجزائرية أن تناصر فريقهم في تلك المباراة المرتقبة، وأملنا أن ينتهي هذا اللقاء والكل محبة بين جماهير البلدين وأن يكون عرساً لأن الذي سيفوز هو بلا شك ممثل للعرب وهذه رسالتنا لمواطني البلدين. وقال بلخادم إن لمصر أيادي بيضاء كثيرة علي الثورة الجزائرية، حيث وجدنا السند والدعم واستمرار التأييد والمساندة وتولي الملف الجزائري دوماً في المحافل الدولية. وأضاف وزير الدولة الجزائري أن بلاده لا يمكن أن تنسي بكل التقدير الجهد الذي قامت به مصر في توفير فرص المساندة وتقديم المساعدات والخبرات في مجال التعليم لأبناء الجزائر، مجتمعين بعد الاستقلال مباشرة وحتي وقت قريب، وكذلك الدور القومي لمصر في الحفاظ علي الهوية العربية للجزائر التي حاول الاستعمار الفرنسي محوها والنيل منها. واعتبر أنه لولا هذه الجهود المصرية ودور المعلمين المصريين والتمسك باللغة العربية والقرآن الكريم لما استطاع الجانب الجزائري التمسك بهويته.وطالب بلخادم الجميع في البلدين سرعة الامتناع عن سكب الزيت علي النار واشعال التوترات التي تسببها مباراة لكرة القدم لا مجال لها الآن ولا نقبل بها علي الاطلاق وذلك في الوقت الذي تحتاج فيه مصر والجزائر وكل دولة عربية إلي تشجيع وتعزيز التعاون والانسجام العربي وكذلك استمرار التآزر، مشيراً إلي أن مصر هي المرجع العربي الأكبر وكذلك الأزهر هو المرجعية الأولي والكبري للعرب والمسلمين. واعتبر عبدالعزيز بلخادم أن عملية الشحن الحالية التي تسبق المقابلة المرتقبة لكرة القدم بين فريقي البلدين تأتي في ظروف مثيرة، ولذا فإننا نسعي في البلدين حالياً لوأد ومنع تصرفات بعض المتعصبين والمهووسين للاقتراب أو النيل من المرتكزات الأصيلة لعلاقات مصر والجزائر التي تحكمها ثوابت راسخة ومتجددة بحكم التاريخ المشترك والمصير الواحد لشعبي البلدين وأمتنا العربية. وكشف بلخادم أن الاتصالات بين الجانبين المصري والجزائري مستمرة بشكل مكثف حالياً بين مسئولي البلدين لتوفير جميع الأجواء الصحية والظروف الملائمة لإجراء مباراة كرة القدم في جو طبيعي وبعيداً عن التشنجات والسجالات الإعلامية حيث يقدم الجانب المصري حالياً كل الدعم والتسهيلات سواء فيما يتعلق بتحركات جماهير المشجعين الجزائريين خلف فريقهم في القاهرة من حيث توفير تأشيرات التنقل والحضور والاقامة في مصر لمتابعة مقابلة كرة القدم تلك.وطالب بلخادم الجانبين المصري والجزائري بضرورة الاسراع بحصر أي تصرفات تنجم "لا قدر الله" عن بعض المهووسين لكرة القدم أثناء أو بعد تلك المقابلة الكروية وحصارها في زاوية ضيقة حتي لا يؤثر سلوك أو تصرفات هؤلاء علي أبنائنا في البلدين.واعتبر أن العلاقات المصرية الجزائرية في مجملها أعمق وأكبر من لقاء كروي مدته 90 دقيقة ولابد أن يتحري هؤلاء المتعصبون من افساد أو الاقتراب من العلاقات التاريخية للبلدين.