"شم النسيم" فى عيون المبدعين والشعراء

موسم للحب.. وشباب الزمان

يأتى عيد الربيع من كل عام، ليخرج المصريون، كما اعتادوا، للحدائق لتناول الأسماك المملحة والبيض المسلوق، والبصل الأخضر، وهى العادات التى بدأها قدماء المصريين، وتناوله المبدعون والشعراء، فى كتاباتهم، وإبداعاتهم، وأشعارهم، وعبروا عنه بمعانى الحب والتفاؤل والسعادة، منبهين إلى ما هو أهم من تناول الأطعمة المختلفة والخروج للحدائق، واعتبره بعضهم موسما للحب، فيما وصفه البعض الآخر بشباب الزمان، ودعوا فيه لغذاء الروح وترك الاهتمام بغذاء الجسد.
الأديب الكبير الراحل عباس محمود العقاد كان قد وصفه بقوله: "الربيع موسم الحب.. وحين يقترب تسرى الحركة فى عالم الأحياء، كأنهم يتأهبون لعرس أو يتجملون ليوم مهرجان".
أما الكاتب والمؤرخ أحمد أمين، فقد وصف الربيع بشباب الزمان، وقال عنه: "ما قيمة الحياة إذا اقتصرت على الماديات، وحصرت نفسها فى الخبز والملح ومضاعفاتهما، ولم تعبأ بجمال زهرة ولا تألق نجم، ولم ينبض قلبها بحب للجمال فى جميع أشكاله".
أما البحترى، أحد أشهر الشعراء فى العصر العباسى، فقد اشتهر بديباجته الشعرية، التى انعكس فيها جمال الطبيعة ورقة نسيمها وتنوع ألوانها وزهورها حين قال:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه (النيروز) فى غسق الدجى أوائل ورد كن بالأمس نوّما
أما الشاعر العراقى صفى الدين الحلى، المولود فى الحلة، بين الكوفة وبغداد، سنة 1276 والمتوفى سنة 1349 فقال يصف الربيع:
خلع الربيع على غصون البان حللاً فواضلها على الكثبان
ونمت فروع الدوح حتى صافح كفل الكئيب ذوائب الأغصان
وتتوجت بسط الرياض، فزهرها خد الرياض شقائق النعمان
بينما قال أمير الشعراء أحمد شوقى فيه:
مرحباً بالربيع فى ريعانه وبأنواره وطيب زمانه
رقّت الأرض فى مواكب آذار وشب الزمان فى مهرجانه
أما الشاعر الفقيه والطبيب المتصوف الزاهد أبو جعفر أحمد بن على بن خاتمة الأنصارى الأندلسى فقال:
أهلاً بأيام الربيع وطيبها أنس الخليع ونزهته المتبتل
والشاعر اللبنانى أمين نخلة، الذى اشتهر بحبه للجمال والطبيعة وتغنى بها فى كل مكان فقال:
جاء الربيع وحرك الغصنا أين الربيع وأين ما كنا
عودى فقد عاد الربيع وقد عاد الحمام وقد تعاتبنا
وقال الشاعر السورى وصفى القرنفلى، أحد رواد القصيدة العمودية فى سوريا عن الربيع:
زاف الربيع فترة وتثاءبت فى مقلتيه نظرة خضراء
وازين الوادى وأومأت الربى والتف فى هدب الضحى إغراء
أما عيد الربيع فمر على صلاح جاهين بحزن مرة وبفرح مرة أخرى، حيث قال فى إحدى رباعياته عندما كان مكتئبا:
دخل الربيع يضحك لقانى حزين
نده الربيع على اسمى.. لم قلت مين
حط الربيع أزهاره جنبى وراح
وايش تعمل الأزهار للميتين
عجبى
بينما جاءت كلماته معبرة عن الفرح فى الأغنية، التى كتبها وتغنت بها سندريلا الشاشة العربية، سعاد حسنى فى فيلمها الشهير "أميرة حبى أنا":
الدنيا ربيع، الجو بديع
قفلى على كل المواضيع