فيينا: مصطفي عبدالله اختلفت ردود الأفعال في دولة النمسا ما بين التهنئة التي قدمتها الخارجية النمساوية الي الشعب المصري او القلق والخوف. وعكست تلك الردود تطلعات النمسا نحو انتخابات ديمقراطية حقيقية خالية من العنف وتتمتع بالمصداقية والنزاهة. واللافت هنا في كل التعليقات التي صدرت حول الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية هو التأكيد الرسمي من قبل الخارجية النمساوية علي الإقبال الشعبي الكبير من الناخبين للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة والاشادة بعملية التنظيم التي تمت بسلاسة دون ان يشوبها بلطجة أو ما يعكر الجو التنظيمي للأنتخابات. واذا استعرضنا ردود الأفعال الرسمية الصادرة من الخارجية النمساوية أو متابعات الصحافة النمساوية للعملية الانتخابية في مصر سنجد أن كلا منهما قد رحبتا بالمرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية المصرية والتي اتسمت بالإقبال الشديد من قبل الناخبين الذين يقدر عددهم بنحو خمسين مليون شخص نزلوا من أجل إرساء بناء المؤسسات الشرعية واستكمال البناء الديمقراطي. وكان من أهم ما شددت عليه الخارجية النمساوية هو عودة ثقة المواطنين في شفافية ونزاهة العملية الانتخابية وضرورة الايمان بان الانتخابات الحرة والنزيهة هي افضل وسيلة للانتقال الديمقراطي بنجاح وان الوقت قد حان لنقل السلطة للمدنيين. أما الصحف النمساوية فقد أشادت بالمشاركة الكبيرة من قبل الشعب المصري حيث أشارت صحيفة كرونا واسعة الانتشار في النمسا في تقرير لها عن الانتخابات البرلمانية المصرية عن وجود طوابير غفيرة توضح وعي الشعب المصري بالمشاركة في اختيار من سيمثلهم في أول برلمان بعد النظام السابق. أما صحيفة كورير ذائعة الصيت فقد ابرزت مشاركة جميع الفئات والأعمار السنية في الإدلاء بأصواتهم ومساعدة الجيش المصري لكبار السن والمرضي في التسهيل عليهم للإدلاء بأصواتهم. وتذكر صحيفة فيينا تسايتونج بأن هذه هي المرة الأولي التي يصطف فيها المصريون لاختيار ممثليهم بحرية وديمقراطية. أما صحيفة دير ستاندرد وهي من كبري الصحف النمساوية العريقة فقد عنونت اصدارها بأن ذلك اليوم هو عيد لكل المصريين جميعا والذين وقفوا في طوابير طويلة وربما انتظر احدهم لساعات حتي يتمكن من الادلا ء بصوته ولا يشعر اي نوع من الضيق لطول الوقوف فهو يشارك في عرس الديمقراطية لأول مرة في تاريخ مصر علي مدار الستين عاما الماضية ولا فرق بين مثقف او أمي فالكل وقف ينتظر دوره ليعبر عن رأيه الذي طالما حلم به من زمن بعيد.