والله العظيم مصر دولة محظوظة حباها الله بما هو أعظم من كل ثروات الدنيا الطبيعية.. شعب عبقري عظيم يفهم جيدا كل ما يدور حوله دون أن يعطي أي إيحاءات بأنه يفهم ويعرف ويدرك وفي اللحظة الحاسمة ودون أي مقدمات تجده حاضرا واعيا متدخلا منقذا... الشعب العبقري العظيم خيب آمال وظنون وتوقعات أغلب وسائل الإعلام الرافضة لإقامة الانتخابات والمبشرة من أنها ستكون دامية والمطالبة بضرورة تأجيلها استجابة لضغوط قوي سياسية تري حتمية احترام الشارع الغاضب الذي يري مطالبه أهم من الانتخابات... الإعلام قال هذا والنخبة أيدت ذلك, نيابة عن الشعب وباسم الشعب بعد أن باتوا علي ثقة من أن صمت أغلبية هذا الشعب أكبر دليل علي أنه خارج الصورة ومستحيل أن تعود للوعي أو أن يعود الوعي إليها إلا أن... شعب مصر العبقري العظيم أثبت أنه ثابت علي عهده مع الوطن وإن توالت أجياله.. وأنه يملك بوصلة فطرية توجهه إلي مناطق الخطر ووقت الخروج لدرء هذا الخطر... هذا ما فعله شعب مصر العظيم وقت عدوان1956 علي مصر وما قام به الشعب العظيم عقب هزيمة1967 وانتفاضة الشعب لرفض الاستسلام والسقوط أمام الهزيمة ورفض مطلب الرئيس عبدالناصر بالتنحية وإعطائه أكبر شرعية شعبية للاستمرار والصمود وإعادة بناء القوات المسلحة.. انتفاضة شعب مصر يوم9 يونيو1967 منعت انهيار دولة ونفس الموقف العظيم للشعب العظيم الذي حرم نفسه من كل شيء لأجل الإعداد والاستعداد لحرب أكتوبر1973 وأعظم انتصارات الأمة والشعب أعظم ما فيها... وفي الأمس القريب عندما فجر شباب مصر ثورة25 يناير نهض الشعب المصري العظيم واحتضن ثوار الشعب إلي أن سقط النظام وراحت دولة الفرد وعاد الحكم للشعب... ويوم الاثنين الماضي أول أيام أهم انتخابات في تاريخ مصر استشعر الشعب العظيم خطر الفتنة التي طلت علينا برأسها من قبل أن ينتهي شهر فبراير الماضي وقبل أن يمر شهر علي نجاح الثورة وسقوط النظام.. ظهرت الفتنة عندما دخلت السياسة الميدان!. السياسة دخلت والنقاء الثوري خرج!. السياسة بدأت لأجل صراع الفوضي وخلفها مباشرة البلطجة واتسعت رقعة الانقسام إلي أن أصبح الموقف ينذر والعياذ بالله بحرب أهلية... عندما وصله الأمر بالوطن إلي حافة الخطر استشعر الشعب المصري العبقري الخطر وخرج عن بكرة أبيه وهذا الخروج غير المسبوق رسالة من الشعب تقول إنه لا فرد مهما علا شأنه أو أفراد أيا كان عددهم بإمكانه أو بإمكانهم أن يتحدثوا نيابة عن الشعب أو باسم الشعب وأن صمت أغلبية الشعب لم يكن رضاء عن الفتنة التي ضربتنا واستسلاما للبلطجة والفوضي أو غيبوبة عن الوعي العام والدليل خروج الملايين للانتخابات ليقولوا أنا الشعب لا أعرف المستحيل... تحية إجلال واحترام لأهالينا في المحافظات التسع التي ضمت17 مليون ناخب وناخبة هم مرحلة الانتخابات الأولي ويقيني أن نسبة من أدلوا بأصواتهم تزيد علي النصف بكثير وأظن هذه النسبة سوف ترتفع في المرحلتين الثانية والثالثة... تحية تقدير للملايين من أهالينا في المحافظات التسع علي الإحساس الهائل بالمسئولية.. مسئولية إنجاح أول انتخابات بعد الثورة ومسئولية دحر كل الاتهامات التي تم لصقها بالثورة ومسئولية تحجيم وتقزيم حجم الفوضي والبلطجة التي شاعت وانتشرت لأجل كراهية الناس للثورة... كل هذه المسئوليات وغيرها كثير فرضها ملايين الشعب بسلوكهم الراقي ووعيهم العالي واحترامهم البالغ والتزامهم الشديد في أن يكون يوم أول انتخابات حرة بلا قيود وبلا تزوير وبلا قهر.. يكون يوما فاصلا يؤرخ به بين ما قبل وما بعد... هذا النظام الرائع والتسامح البالغ رغم الإقبال الهائل والوقوف لساعات في طوابير طويلة.. هذا السلوك المنضبط له الفضل الأول في حماية هذه الانتخابات من البلطجة ومن العنف ومن الكوارث التي اعتدنا حدوثها في كل انتخابات... سلوك الشعب الحضاري سهل المهمة علي قضاة مصر وعلي الشرطة وعلي القوات المسلحة.. سهلت مهمة وخطة القوات المسلحة لتأمين انتخابات لابد أن تنجح وسلامة وأمن17 مليون ناخبة وناخب في المرحلة الأولي... خطة التأمين المحكمة وجدت تخطيطا شعبيا غير متفق عليه فاق كل تصور في السلوك الحضاري والالتزام... إحساس الشعب بالخطر دفعه لأكبر مشاركة في انتخابات بتاريخ مصر وفرض عليه مسئولية الحفاظ علي النظام والالتزام والإحساس الفطري الهائل بالمسئولية وسلوك ملايين الشعب المثالي جعل فكرة التخريب والإفساد وإشاعة الفوضي مستحيلة لوقفة الشعب وتوحده علي هدف من جهة.. ولوجود خطة تأمين عسكرية محكمة لحماية الانتخابات... تبقي ملاحظة ودعاء... الملاحظة هي أن هذا اليوم التاريخي للشعب المصري هو أول نتاج حقيقي لثورة25 يناير... أما الدعاء فهو للمولي عز وجل لأجل أن يهدينا لأنفسنا ويحمينا من شر نفوسنا ويثبت أقدامنا ونحن نخطو أولي خطواتنا علي طريق الديمقراطية والحرية... ................................................... يقينا أن مصر لم تشهد في تاريخها مثل هذه الأيام الصعبة المحزنة المؤسفة التي مرت علينا من بعد سقوط النظام في فبراير الماضي وحتي انتفاضة الشعب للانتخابات التي جاءت من أيام... الذي عاشته مصر في هذه الشهور.. أيام صعبة جدا شهدت تحولا حادا مفاجئا مخيفا في كل جوانب الموقف... التلاحم الهائل بين قوي الشعب من أواخر يناير وحتي منتصف فبراير تحول فجأة وبدون مقدمات إلي تفكك سريع غريب بين من انصهرت عقولهم وتلاحمت أرواحهم لأجل إسقاط النظام!. الظاهر أمامنا.. تناقض رهيب وعداء شديد ومن أروع حالات الحب والتسامح إلي أبشع مواقف الكراهية والعداء... والغائب عنا.. أن من فجروا الثورة وأسقطوا النظام ابتعدوا وعادوا إلي حياتهم وأعمالهم بعد أن أدوا مهمتهم التي قاموا بها لوجه الله ووطن وليس انتظارا أو سعيا إلي نفوذ وجاه.. والغائب أيضا عنا.. أن الثوار الذين خرجوا وابتعدوا حل مكانهم' ثوار' آخرون جاءوا يبحثون لهم عن مصلحة وهؤلاء أعطوا لأنفسهم مصطلحات وشكلوا لأنفسهم تنظيمات وأصبحوا هم المتحدثين مع غيرهم باسم الثورة وهذا كله كان كفيلا لتغييب الحب والتسامح وأي مكان لهما في سياق المكاسب الفردية والمصالح الشخصية وهذا ما قلب الأمر رأسا علي عقب.. هذا التحول الرهيب حدث فجأة مثلما سقط النظام بسرعة.. وأظن أن الخلاف والتمزق والعداء ثم الفوضي والبلطجة.. أظن أن الإعلام لعب دورا رئيسيا في ذلك وأظن أن الأيدي الداخلية الخفية كان لها دور.. وأظن أن أجهزة المخابرات الأجنبية وعملاءها وفلوسها لها هي الأخري دور... دور الإعلام هو الأخطر لأنه جنح إلي التهييج وإلي قلب الأمور وإغفال الحقيقة وإلقاء التهم جزافا.. وكلما انطفأت نار فتنة في مكان أشعلها نيرانا في أماكن أخري.. وكان طبيعيا أن تطل علينا خلال هذه الفترة الزمنية كل أنواع الفتن بين المصريين.. فتن بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين والمسلمين وفتن عرقية من أقصي الجنوب وفتن قبلية في الجنوب وفتن المهنة الواحدة مثلما حدث في القضاء وبين جناحي العدالة القضاء والمحامين.. أما الفتن المهنية فحدث ولا حرج ويوميا عشرات المصانع معطلة بالإضرابات وعشرات الشركات متوقفة للمظاهرات.. ومئات الحوادث اليومية بداية من السرقات ومرورا بالاغتصاب ونهاية بالقتل وقطع الطرق... كل هذه الأمور السلبية تلاحقت وتوالت بسرعة رهيبة ولم يكتب لها التوقف لحظة لأن القوي السياسية والنخبة مشغولون في صراع السلطة... كل هذه الكوارث المتلاحقة جعلت مصر كلها بكل شعبها لا تعرف ماذا سيحدث لها بعد لحظة واحدة وهذا شعور مخيف لأنه حمل معه كل الخوف لكل واحد منا.. وما أصعب أن تشعر بالخوف وأنت في وطنك بل وأنت في داخل بيتك... وصلتني رسالة من أستاذ جامعي في كلية طب قصر العيني وأظنها جامعة شاملة لكل ما حدث لنا ومعبرة عما دار ويدور في نفوس الأغلبية من شعبنا. اقرأوا معي الرسالة: الكاتب الكبير/ إبراهيم حجازي أكتب إليك بعد أن ضاقت بنا السبل ونحن نشاهد ما يحدث من فوضي عارمة في الشارع وعلي الفضائيات, حيث اختلط الحابل بالنابل, وتعددت الرؤي والأفكار واقتحمت ميادين الرأي فئات هي أبعد ما تكون عن مصلحة البلاد والعباد. سيدي, أقف مشدوها وأنا أطالع الموقف الحاضر في مصر الآن وأتساءل أليس في هذه البلاد رجل رشيد؟, وأقسم لك أنني أصل في بعض الأحيان أياما إلي ما يشبه الذهول بل الجنون مما أراه وأسمعه, ومرارا حاولت أن أتصل بمقدم أو مقدمة برنامج من برامج( المكلمات) سواء قبل الأحداث الأخيرة أو خلالها لكي أصرخ وأنبه إلي الكثير من الكذب والافتراء والسطحية والغرور والتعالي الذي يفاجئنا بها مقدمو البرامج وضيوفهم ولكن دون جدوي. فهذا طبيب بقصر العيني أزعم أنه لم يدخل المستشفي منذ بعيد ويستحل راتبه الشهري بدون خجل, ثم يتحدث إلينا كأنه رسول العناية الإلهية جاء ليعلمنا معني الثورة ويهدد ويتوعد كل من يعارض التحرير المقدس والتحرير منه براء. وذلك مذيع نزلت عليه فجأة علامة العبقرية وهو من كان منذ قريب يستضيف توافه المجتمع المصري وآفاته ليتحدث إليهم عن أخبار الزواج والطلاق والمكياج والموضة مقابل عدة ملايين في الشهر سيكون بهم في نار جهنم قريبا. الكاتب الكبير.. لا أريد أن أطيل عليك فلدي الكثير والكثير من الآهات والآلام وعلامات الاستفهام ولكن دعني أضع عدة نقاط أساسية أتمني أن يدركها جموع هذا الشعب العظيم وأنا واثق أن الكثيرين من قرائك, وهم بالملايين سوف يتفهمون ويتجاوبون مع هذه الأفكار. 1 الإعلام فشل للمرة الثانية أمام جماهير شعبنا بل وأمام العالم كله باستثناء قلة محدودة, في أن يتعامل مع الأحداث بالمنطق والعقل, وركب نجوم الإعلام( بكل أطيافه) موجة الانحياز إلي الإثارة واللامنطق, وانقلب معظمهم مائة وثمانين درجة حتي دفعوا عن أنفسهم تهمة الوقوف ضد الثوار التي اتهموا بها في أحداث يناير, فظهرت أفكارهم وأحاديثهم خالية من المنطق والعقل, وصوروا دعاة الفوضي والإرهاب في شارع محمد محمود علي أنهم أبطال وشهداء رغم الوقائع والصور والأفلام قاطعة الدلالة التي تبين أن من قام بهذه الأعمال هم مجموعة من السفهاء والخارجين عن القانون وإلا بماذا تسمي من يعتدي بالحجارة وكرات النار والخرطوش علي رجال الأمن ومقرات الأمن التي هي أمن الشعب المصري ورمز كرامته. 2 النقطة الثانية خاصة بمن يسمون أنفسهم ولا أدري لماذا بالثوار كنتم ثوارا ضد نظام البطش البائد الذي أذاق المصريين دهرا من الهوان والذل والفقر وانعدام الحرية والكرامة وكان الشعب المصري كله معكم ويبارككم ويؤيدكم ويحتضنكم, أما الآن فأنتم تفقدون هذا التعاطف تدريجيا لأنكم فقدتم البوصلة واندفعتهم في طريق الفوضي, وقلبتم الموازين فصار من يخالفكم الرأي عميلا ومن يقارعكم الحجة جاهلا ومصابا بالزهايمر, ونسيتم أن هناك ملايين المصريين الشرفاء ومنهم الشرطة يعملون ليلا ونهارا في صمت وبلا جعجعة فارغة لا ينظرون إلا إلي المستقبل الزاهر لهذا الوطن. بل اسمحوا لي أن أقول إن كثيرا منكم ممن يظهرون علي شاشات التلفاز يتسمون بالتعالي والغرور والمقاطعة وانعدام آداب الحديث واحترام الكبير بل والاستخفاف بعقلية المشاهدين ومنهم أساتذتكم وأولياء أموركم حتي إننا ندعو الله أن تغلقوا أفواهكم وتتوقفوا عن دروس الوطنية الزائفة والتنقل من استوديو إلي آخر وكأنكم رسل الرحمة والإنسانية وكفاكم ما أثرتم من بلبلة وشقاق وما حطمتم من قيم ومبادئ وما أحدثتموه من تشويه للثورة وهي منكم براء. 3 ثالثا, وهذه أهم نقطة, أوجه كلماتي هذه إلي رجال الشرطة الشرفاء وقياداتهم الحكيمة ولا أستثني منهم أحدا إن المخلصين من أبناء هذا الوطن برغم الأخطاء التي حدثت والتي لابد أن تقع من أي مسئول يواجه الكارثة الأمنية الحالية... أقول لكم إننا نحن جموع المصريين المخلصين للوطن نقدر لكم كل تضحياتكم من أجل مصر, بل ونعتز بكل فرد منكم آلي علي نفسه أن يسهر وعينه يقظة في حراسة وطننا ومنشآته وأفراده رغم السهام والطعان التي تنهال عليه من كل حدب وصوب, غير آبه لضيوف التوك شو ومستضيفهم.. إنني أقول لكم مرحي ومرحي بما تفعلونه لوجه الله لحماية الوطن والمواطن في ظل هذه الظروف القاسية التي لا يلتفت فيها أحد من المنافقين إلي شهدائكم في كل مكان الذين يبذلون أرواحهم لكي ينام هؤلاء.. سامحهم.. الله آمنين مطمئنين, علي أنكم... يجب أن تطهروا أنفسكم ممن تربوا علي الإساءة لأفراد هذا الشعب العظيم وإلا سوف تتحملون نقم الناس وغضب الله عليكم. أيها الشرفاء من رجال الشرطة العظام, لقد دافعتم ببسالة عن هيبة الوطن والمواطن وبأقل الخسائر, ما كان أسهل أن تنسحبوا من مديريات الأمن وتتركوها للمخربين والغوغاء, ولكنكم حافظتم علي شرفكم وعلي شرف الشعب من سهام الغدر والحماقة, فشكرا لكم وألف شكر. 4 أما رجال القوات المسلحة وقياداتها يا من تعلمون معني الشرف والكرامة فلقد أثرتم فينا كل معاني الإعجاب بصبركم وحكمتكم, ولغة الحوار الراقية التي استخدمتموها مع من اتهموكم زورا وبهتانا بالديكتاتورية والجهل وسوء الإدارة, هؤلاء الذين لا يعلمون ما يعانيه جسد مصر من الجراح, بل ويضغطون علي هذه الجراح بكل قسوة وجهل, سيروا علي بركة الله يا حماة مصر, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. والله الموفق. أستاذ إبراهيم حجازي... أرجو من سيادتكم أن تنشروا هذا المقال في الأهرام وبأقصي سرعة ولك مني كل الشكر والإجلال ولا أنسي بكل فخر أن أشكرك علي أسلوبك الرصين في الأهرام, وإخلاصك وعقلانيتك في برنامجك التليفزيوني الناجح. د.ضياء سرحان الأستاذ بطب قصر العيني انتهت الرسالة وأنا أتفق مع صاحبها في مجملها وإن كانت هناك نقطتان في حاجة إلي توضيح لاستجلاء حقيقتهما... الأولي: هناك فرق بين شباب الثورة الحقيقيين الذين فجروا ثورة25 يناير في وقت لم يكن يخطر فيه علي ذهن مصري واحد إمكانية خروج المصريين في ثورة... هناك فرق هائل بين ثوار الشعب هؤلاء وبين من امتطوا صهوة هذه الثورة.. من شباب آخر ومن قوي سياسية ومن نخب مجتمعية... هذا الفارق الشاسع الفاصل بين شباب الثورة الحقيقي وبين من حشروا أنفسهم في الثورة وبين من ركبوا موجة الثورة وبين من ادعوا قيامهم بالثورة.. هذا الفاصل اختفي بقدرة قادر أو بفعل فاعل لم يعد موجودا وهذا ما سمح بكل تلك الفوضي أن تظهر وتكبر وتخرج عن السيطرة إلي أن أصبحت أكبر خطر علي الثورة وشبابها بريء منها... النقطة الثانية: أن الشرطة واحدة من هيئات المجتمع وأنها الذراع الطولي لأي نظام حكم فرد في مصر أو في أي بلد يحكمه فرد وأن الشرطة لم تكن وحدها المسخرة في خدمة الحاكم الفرد إنما كل الهيئات والإعلام أولها... طبيعي ومنطقي أن تقع أخطاء وخطايا من أفراد في الشرطة بحكم تخصصها الأمني في أيام حكم الفرد.. لكن غير العادل أن نأخذ الشرطة كلها بذنب أخطاء أفراد منها وهذا ما حدث وتم اغتيال الشرطة بأكملها من خلال حملة هائلة لتكريس الكراهية للشرطة كلها وليس لمن أخطأوا من رجالها.. والنتيجة الطبيعية خروج منظومة الأمن من الخدمة نتيجة نجاح حملة كراهية الشعب للشرطة.. وهذا هو الوضع الحالي الذي تعاني منه الشرطة ويعاني منه الشعب... لا أحد فوق القانون ومن يخطئ من الشرطة يعاقب لكن مستحيل معاقبة جهاز بأكمله نتيجة خطأ فرد أو أفراد... وللحديث بقية مادام في العمر بقية المزيد من مقالات ابراهيم حجازى