سادت حالة من الارتباك ملاعب كرة القدم رغم حالة الجمود التي تشهدها مسابقة الدوري الممتاز وإيقاف المسابقة بسبب خوض المنتخب الوطني الأوليمبي تصفيات إفريقيا المؤهلة إلي أوليمبياد لندن2012 وسبب تلك الحالة الأحداث الجارية في ميدان التحرير والتظاهرات التي انتشرت في كل ربوع مصر مما أجبر كل فريق علي تغير سياسة إعداده الحالية قبل أستئناف المسابقة في منتصف ديسمبر المقبل بمباريات الجولة الثامنة. وبطبيعة الحال ألقت تلك الظروف التي تمر بها البلاد بظلالها علي فرق الدوري واضطرت بعضها إلي إلغاء تدريباتها أو تغير مواعيدها مثل الأهلي الذي قرر إلغاء المران المسائي والأكتفاء بالصباحي, كما أضطر البعض الأخر إلي الاعتذار عن مبارياته الودية الخارجية مثل طلائع الجيش الذي ألغي رحلته إلي الإسكندرية للقاء سموحة وفريق آخر وقرر اللعب في القاهرة حفاظا علي سلامة لاعبيه وخوفا من الغياب الأمني. الدوري أصبح مهددا مرة أخري بالتجميد ولكن تلك المرة ليس لوجود منتخب وطني يلعب في مهمة رسمية أو مشاركة الفرق المصرية في البطولات القارية ولكن بسبب الاضطرابات التي يعيشها الشارع المصري وليعاد السيناريو الذي عاشته الجماهير المصرية عقب ثورة25 يناير, وبرغم أن استمرار مسابقة الدوري ولعب سبعة أسابيع كان له مردوده الإيجابي علي المسابقة وخروج العديد من الظواهر الفنية الجيدة إلا أن هذه المميزات التي اكتسبها الدوري قد تكون مهددة بالفناء في حال التأجيل الاضطراري بعد انتهاء فترة الايقاف الاختياري بسبب المنتخب الأوليمبي, وقد تكون من تلك الظواهر الجيدة ظهور فريق تليفونات بني سويف بمستوي جيد ووجوده في وسط جدول الترتيب برصيد9 نقاط برغم أنه فريق حديث العهد بالممتاز, كما ارتفعت نسب التهديف في المسابقة وصلت إلي144 هدفا وتصدر حسني عبد ربه قائمة الهدافين برصيد7 أهدف وأوسو كونان6 أهدف وعماد متعب وبوبا منسواه ولكليهما5 أهدف وعبد الله سيسيه4 أهدف, وهذه الحالة الفنية التي في تصاعد يصب في النهاية لمصلحة المنتخب الوطني ويفرز عناصر أخري جديدة لا سيما أن المنتخب يمر حاليا بمرحلة إحلال وأبدال. البعض رفض فكرة إيقاف الدوري شكلا ومضمونا ومنهم الخبير الكروي طه إسماعيل الذي قال: هناك العديد من الدول التي مرت بظروف أصعب من الأوضاع في مصر ولم تتوقف المسابقة فالدوري الكروي هو متنفس للشعب المصري وسط تلك الحالة من الأرتباك التي يعيشها الشارع المصري, والجميع في ميدان التحرير لديه مطالب ونعلم أن هناك مشكلات لكن تلك المشكلات لن تحل إلا مع اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وهو ما أعلن عنه المجلس الأعلي للقوات المسلحة وبتوقيتات زمنية وهو أهم المطالب للثوار, والأحري الآن أن نعطي الفرصة لإقامة الانتخابات حتي تعود عجلة العمل للدولة في كل قطاعاتها. وبرغم أن تأجيل الدوري أمر قد يكون وارد, إلا أن هذا الأمر سوف يجرنا للخلف كثيرا, ومن السهل أن تجتاز الفرق مشاكلها الخاصة بالتدريب أو الإعداد وكل ناد لديه من الإمكانات ما تجعله قادر علي استضافة لاعبيه في معسكر داخلي بالنادي والتدريب في أي وقت خوفا من التنقل ليلا للغياب الأمني, فالبدائل موجودة والمباريات الودية قد تكون سهلة بين الأندية المتجاورة, والأهم هو استمرار الفرق في التدريبات وعودة الحياة للدوري مهما كانت الظروف. أما المحلل الكروي والنجم الكروي السابق علي أبوجريشة, فأكد بدوره وجود مخاوف عدة من الأوضاع الحالية والتي لو أستمرت لبضعة أيام أخري قد يكون هناك صعوبة في أستئناف الدوري والنشاط سيتوقف وما يصاحبه من خسائر في كل القطاعات, ولكن حالة عدم الأستقرار أجبرت الفرق علي ألغاء مبارياتها الودية ولهم العذر في ذلك, ورغم أن الظروف صعبة لكن عودة الأمن والأستقرار إلي الشارع المصري أهم من التفكير في أستئناف الدوري من عدمه, خاصة وأن الفرق ستكون في حالة ارتباك بسبب عدم وضوح الرؤية بالنسبة لاستئناف المسابقة, ولابد من الاعتراف بأن ما يمر به الشارع المصري سيضر كافة المصالح بما فيها الكرة المصرية المقبلة علي مرحلة مهمة من التصفيات الإفريقية وكأس العالم.2014 واشتكي فاروق جعفر المدير الفني لفريق طلائع الجيش ضبابية الموقف الذي يعيشه كل فرق الدوري وحالة الاضرابات التي ضربت كل محافظات مصر خاصة أن هذه الظروف أجبرت فريقه علي الغاء معسكره في الأسكندريه الذي كان سيتخلله مباراتان وديتان مع سموحة والأوليمبي وغيرها من المباريات التي أضطرت أغلب الفرق إلي الغائها بسبب الغياب الأمني والمظاهرات واضطر الجميع إلي تغير برامجه قبل استئناف الدوري الذي أصبح الجميع متخوف من عدم أستئنافه في موعده.