كان يصفف شعري ثم سكت والتفت فجأة موجها كلامه الي متسائلا:ماذا لو كنا مثل سوريا؟ قلت:يعني ايه؟ فقال:يعني لو أن الجيش لم ينضم الي ثورة يناير.. وقبل أن أجيبه قال مقسما: والله لدفعت عمري ثمنا للحرية والكرامة مهما كان فأنا لست اقل من شهداء يناير الذين ضحوا بارواحهم من أجلي ومن أجلك, ثم أكد: علي الاقل الواحد يموت بشرف؟!.. ولم أكن أتوقع أن تكون هذه هي رؤية حلاق بسيط لا يتعدي عمره27 عاما لنفسه ولبلاده وبهذا العمق رغم تعليمه المتوسط وضيق الحال والاحباط خاصة بعد ضياع عشرة أشهر من عمر الثورة بلا جديد... رسالة واضحة لا تحتمل اللبس أرسلها هذا الشاب للجميع وهي أن الشعب المصري خاصة شبابه تغير ولم يكن هو ذاك الشعب الذي تخيل نظام مبارك أنه استعبده واستدجنه.. وانه لم يعد ممكنا العودة الي ما قبل شهر يناير2011 أبدا؟ والسؤال لماذا تحول المجتمع المصري بعد ما يقرب من عام من الثورة الي هذا الاحتقان بين المسئولين عن الادارة السياسية للبلاد والشعب؟ الاجابة هي الخيارات الخاطئة لكل الاطراف حتي تفرق المجتمع المتماسك الذي ظهر أثناء الثورة الي شيع وقبائل.. قبيلة للعسكر, وأخري للقضاة, وثالثة للمحامين ورابعة للسلفيين او الليبراليين ومن قبلها الشرطة, والعمال وحتي الفلول!!.. وهو ما يدعو للتساؤل من الذي أشار علي القضاة إضافة مواد ليس لها علاقة بقانون استقلال القضاء إلا مفهوم القبيلة الذي يوهم صاحبه أنه دولة داخل الدولة وبنفس المنطق ايضا من الذي اشار علي المجلس العسكري إضافة مواد خاصة بالجيش وحرية الاعلام في وثيقة المبادئ الدستورية مما تسبب فيما نحن فيه الآن؟!. .. أسئلة مشروعة تحتاج الي صدق في الاجابة ووطنية وأمانة واتقاء لله الذي نصر الثورة أولا وسينصرها أخيرا.. أما الخطأ الاكبر فكان في السيناريو الذي سار عليه القائمون علي الحكم منذ الثورة ودفعوا ثمنه غاليا خصما من رصيدهم لدي الشعب الذي ينتظر تحقيق كل مطالبه بعيدا عن التخبط والخداع والقبلية. [email protected]