كلمة من ثلاثة حروف, ولكن لا يعرف قيمة هذه الحروف إلا من فقدها فلو قدر ووزنت تلك الحروف الثلاثة بميزان الذهب لايمكن تثمينها وربما رجحت كفة أغلي الحروف وأثمنها مثقال الأرض وماعليها, ولكن لا يعرف قيمتها ولو قدر لإنسان أن يعيش علي وجه البسيطة أناس ولو ليوم واحد بعد رحيل أمه سوف يشعر بالفقدان والفراق المر فهي الغاليه والحبيبة, وهي المرادف الاحتواء بكاملها لأنها ليست ككل النساء قيمة ومعني ورمز, وتبقي صورة الأم بداخل كل منا مثل الروح التي تنبض بالحب والتفاني والاحتواء بكل معانية, فعندما نسمع كلمة' ماما أمه ياماتي' حسب ما غنت الراحلة العظيمة سعاد حسني, فإن ذلك يكفي ويفيض لاستعادة أحلي الذكريات التي تحس معها بدفء خاص. وعلي الفور تنطق دون أن تدري مرددا' يااااة مافيش أحن منها, ياما تعبت وشقت عشان تربينا وتعلمنا, ياما سهرت الليل عشان تريحنا وتبسطنا, ياااه علي حضن الأم التي توزاي الدنيا' فبدعواتها نظل أقوياء, وبصبرها وحنانها الذي يكفي ويفيض وقت الشدة وقسوة الأيام نصبح كيانا آداميا يمشي علي الأرض, ومن كرمها واحسانها نتخذ القدوة والمثل. ورغم كل المعاني العظيمة التي يتذكرها كل إنسان عن أمه التي حمتله تسع وأرضعته حولين كاملين فإن الشاشات الفضائية التي في الفضاء لم تعط الأم أية مساحة زمنية علي الشاشة, لدرجة أننا لم نعد نتذكر سوي برنامج واحد فقط هو الذي اقترب من عالمها الرحب وسعي إلي اسعادها وهو برنامج' الست دي أمي' الذي تفرد بتلك الخصوصية من الوفاء بجدارة الكاتب الكبير والإعلامي يوسف معاطي, والذي قدمه قبل نحو15 عاما, وكان واحدا من أروع وانجح البرامج التي لامست مشاعرنا حين جعل من عنوان البرنامج نشيدا روحيا وحالة إنسانية ما أحوجنا إليها في أوقات الشدة والفرح, فمن خلاله استطاع أن يعيدنا لكل ما هو صادق وعفوي في حياة الأمة المصرية والعربية. وتمثلت براعه المبدع يوسف معاطي في أنه استطاع أن يجعل مشاهد النماذج التي عرضت في تلك الحلقات كأنما يشاهدها بشكل شخصي, ومعها نتذكرحكايات ومواقف وصعاب ودموع وابتسامات نحن الآن أحوج ما نكون إليها وسط الظروف الصعبة والأيام القاسية, نحن الآن في أمس الحاجة لتلك النوعية من هذه البرامج الإنسانية التي بها ومعها يمكن نعيد البسمة لأمهات كافحن وحققن أنفسهن وانتصرن علي الحياة بقوة دون انكسار لنعطي الأمل لأمهات الشهداء والثكلي من النساء اللاتي فقدن أبناءهن في معارك الشرف واسترداد الكرامة حتي يبقي الأمل معلقا في رقابهن في عودة البسمة لأمهات كثيرات هن في حاجة إلي نوع من الوفاء والتقدير الذي يعوضن حسرة القلوب علي من فقدوا من الشباب والفتيات الذين ذهبوا وقودا للحرية واسترداد الكرامة في مصر الجديدة.