سيدي حلال المشاكل.. ترددت كثيرا في الكتابة إليك, فأنا أم لست ككل السيدات, أنا الشقيقة الكبري في أسرة كبيرة, نعيش في بيت واحد علي مساحة شاسعه, متعدد الغرف, نشأنا معا متحابين, نتعاون في السراء والضراء, لافرق بيننا إلا في عناصر الجمال والنعم التي وهبها الله تعالي لكل واحدة من شقيقاتي الأخريات. أما أنا فقد حظيت بالنعم الكثيرة, فكل من يرونني يجدني جميلة جدا, متألقة, جذابة, أصغر من سني بكثير, الكل مفتنون بي, يروني كلما تقدم بي العمر أزداد شبابا, فضلا عن جمال بيتي الذي يجري من تحته نهر النيل النجاشي. معذرة سيدي لم أقل لك حتي الآن ما هي المشكلة.. أردت فقط أن ابدأ بهذه المقدمة حتي تتعرف علي شخصيتي وأين أعيش. سيدي لن أطيل عليك في سرد مالا يفيد.. مشكلتي تكمن في أبنائي عشقي الأول والأخير. لقد قرر أبنائي منذ نحو عامين هدم البيت وإعادة بنائه من جديد علي اساس جديد, لكنهم اختلفوا علي وضع القواعد, جلسوا للنقاش أملا في الاتفاق, لم يصلوا إلي شئ. تصور يا سيدي أن أولادي الطيبين تقاتلوا, رفعوا السلاح في وجوه بعضهم البعض وسقط منهم قتلي ومصابون, ومازال قلبي ينزف دما عليهم, أشعر أنني ذ ذ تلو الآخر, تتنازعهم الخلافات والاختلافات, أصرخ بأعلي صوتي عليهم بأن يفيقوا ليعودوا إلي رشدهم, اشعر أنني في كابوس عميق يضغط علي صدري, صوتي بح من البكاء وهم لايسمعون, كل فريق منهم متمسك بشروطه, لا يريدون التنازل أو التراجع, اصبحت أعيش في دائرة مغلقة من العذاب, قلبي ينفطر عليهم وأنا أراهم علي هذا الحال. سيدي وجه لهم كلمة لعلهم يفيقون من أجل أمهم في عيدها, قل للأبناء الكبار منهم أنتم أصحاب العقول الراجحة كونوا قدوة لأبنائكم وأحفادكم ولا تختلفوا, فالحوار أقصر الطرق لحل المشاكل العصية. قل لهم أن أمكم مصر وهذا اسمي- تدعو لكم بدوام الحب بينكم إلي الأبد.