كتبت : فاطمة الدسوقي سيدي القاضي سوف أسرد أمامكم أوراقي المعذبة وصدمتي وفجيعتي في تلك المرأة التي كانت ذات يوما مزروعة في ثوبي ونابتة في قلبي كنت القلب الذي احتواها25 عاما. كنت لها أول تجربة للرجولة والفرح..25 عاما نسيت أن أدونها في عمري فرحلت فاشلة مازال صوتي يرتعد في انبهار النطق باسمها كنت اسمع صوتها في أحلامي فأفيق من نومي فقد أردتها ذات يوما بكل عمري واليوم دهست هي بقدميها كل عمري وعدت لها دمعة مسفوحة في نهر الطريق استباحتها كل أحذية المارة وأضحيت لها قصة فاشلة مدقوقة في حواف عمري وعمرها. ياسيدي تلك التي احببتها قالت لي أن ثماري لم تعد مشتهاة ولابد أن أصعد كل الدرج حتي أصل الي ملكوتها.. دنيتها متمنيا ان تكون لي ولن تكون لان انبهارها بي تساقط في خطوات منتظمة ومبتعدة فقد كنت لها ذات يوما الملاذ في رائحتي ولون عيني, أجل سيدي كنت لها الانتماء.. لكن ما جدوي العيش مع انسان أعمي لن يري أنوثتها ويسرد القصائد في جمالها وشبابها. تلك المرأة تعرفت عليها منذ29 عاما علي أعتاب الجامعة بهرتني بجمالها ارتجفت لها أوصالي خبأت صورتها في أدغال عيني اندست جذور حبها في قلبي ورويتها بغيث دمي وجمعتها حروفا وكلاما في بدايات روحي وأصبحت أنشودة تراثية اتغني بها في يقظتي وأحلامي ونشأت بيننا قصة حب ظللها العشق ومرت سنوات دراستنا واتفقنا وتعاهدنا أن الموت الذي سيفرق بيننا ولن نبتعد عن بعض أبد الدهر وانها ستكون في محرابي عابدة وتحت أقدامي ساجدة وتزوجتها سيدي وكنا في الثالثة والعشرين من العمر وبأموال والدي أسس لنا شقة فاخرة في منطقة مدينة نصر ومعها وبمساعدتها استكملت دراستي وحصلت علي درجة الماجستير ثم الدكتوراه وتنقلت في العمل بين الجامعات أجمع من هنا المال ومن هناك الخبرة ثم سافرت الي احدي البلاد العربية ومكثت هناك عشر سنوات استاذا في جامعة البلد العربي وبصحبتي زوجتي وابنائي الثلاثة وكانت السعادة تطل علينا من كل جانب ولم يعكر صفو حياتنا سوي الحنين الي الأهل والاصدقاء وعندما كادت الغربة تفتك بنا قررنا العودة لمصر وبواسطة اموالي التي جمعتها في الغربة اشتريت لأسرتي الصغيرة فيلا وسيارة لي وزوجتي والتحق ابنائي بالجامعة وسارت حياتنا في هدوء كنت دائما مجنون بعشق شريكة العمر وكأني جمعتها من قلب الابجدية حرفا حرفا حتي صارت أجمل كلمة في حياتي فتلك التي انتظرتها بكل ما وعت به ذاكرتي وكل ما احتشد به عمري من صنوف العشق والغرام. وكبر الابناء سيدي وتخرجوا في الجامعة وكلما اشتد عودهم التهبت مشاعري وزوجتي وعاد الزمن بنا الي الوراء وكأن الزمن قد غفل عنا عينيه ومرق أمامنا ولم يرانا وتزوج ابني الاكبر ثم شقيقته بينما فضل الثالث ان يكون مثل ابيه ويستكمل دراسته أولا ثم يفكر في شريكة العمر وبعدها رن صوت الأحفاد في الفيلا الهادئة وكانوا مثل عصافير تغرد فتسكن الفرحة في قلوب اهل المكان, ورغم اننا أصحينا جدين الا ان قلبينا كانا كقلبي عاشقين في عمر المراهقة فقد كان حبها يسري في دمي حتي فاض غيثها في ودياني المجدبة ومرت السنون حتي جاء يوم عيد زواجنا وقررنا ان نحتفل به بمفردنا في المكان الذي قضينا فيه شهر العسل واخذتنا الأمنية واختطفتها من بين أبنائها وأحفادها وسافرنا الي مدينة شرم الشيخ وقضينا خمسة أيام كانت الثانية الواحدة فيها تساوي عمرا كاملا عند العاشقين حتي تلقينا مكالمة هاتفية من ابنتي ان الام الوضع انتابتها وقررنا العودة لنكون بجوارها وطلبت مني رفيقة العمر ان أسير بأقصي سرعة لان قلبها ينفطر علي ابنتها وتخشي ان تلد وهي بعيدة عنها وكانت كلماتها أوامر وأسرعت بسيارتي كالمجنون حتي اختلت عجلة القيادة في يدي واعتلت سيارتي الجزيرة الوسطي واصطدمت بعمود انارة وكان ذلك العمود اخر ما وقعت عليه عيني وبعدها فقدت بريق عيني, وكتب علي القدر ان أعيش أعمي وأنا في الخمسين من العمر وبعد عامين من العجز تبدل حال زوجتي فلم يكن وجهي كما جئتها لم يكن عمري كما جئتها لم تكن مشاعري كما جئتها وراحت تبتعد عني وتنهرني إذا زادت طلباتي فهي لا تزال عاشقة للحياة ومازال قلبها في ريعان شبابه. وحدثت الطامة الكبري سيدي القاضي فذات يوم بعد ان تناولنا طعام الافطار خرجت زوجتي كعادتها وفوجئت بمن يطرق باب فيلتنا واذا بالخادمة تسلمني خطابا وتطلب مني التوقيع علي ورقة بالاستلام وناديت علي ابنتي ان تقرأ لي ما يعرض علي فإذا هو اعلان من المحكمة يفيد قيام شريكة العمر برفع دعوي طلاق للضرر وطالبت بمليون جنيها نفقة متعة وعشرين الف جنيه نفقة شهرية وقدمت للمحكمة ما يفيد دخلي الشهري وأموالي في البنوك وقتها لم أري سوي نور نارها التي احرقتني وها انا سيدي اقف أمام عدالتكم اذا رأيتم انني أصبحت ضررا لها اعطوها كل ما أملك وأثق في عدالتكم بعد المولي عز وجل ولكن عفوا سيدي لم أعد ارغبها لي زوجة تقاسمني مأكلي ومشربي فقد هجرت مضجعي منذ عامين وسوف أطلق سراحها بإرادتي امامكمم فانتي طالق ايتها الجلادة وارحلي الي حال سبيلك وقضت المحكمة بحرمان الزوجة من نفقة المتعة لان الطلاق تم برضاها وبسبب منها والزمت الزوجة بدفع مبلغ الف جنيه نفقة شهر بدلا صدر الحكم برئاسة المستشار محمود خليل رئيس محكمة استئناف القاهرة للأحوال الشخصية.