تحية إجلال وإكبار نقدمها إلي جيشنا الباسل الذي يضم جميع طوائف الشعب, وهو الآن وفي هذا الوقت بالذات, أمل المصريين جميعا في العيش في سلام وأمن وأمان في ظل توافق مجتمعي رغم الخلافات التي تظهر علي السطح بين القوي والاحزاب المختلفة فهو الدرع والسيف الذي يحافظ علي حدودنا واستقلالنا ويساعد مؤسسة الشرطة في تأمين الجبهة الداخلية وهنا نتذكر أن لهذا الجيش تاريخا مشرفا منذ تكوينه في عهد محمد علي باشا الذي تولي حكم مصر منذ عام1805 ويمكن أن نسرد علي سبيل المثال لا الحصر بعض الاعمال البطولية لرجاله الشجعان. { حروب الحجاز في الجزيرة العربية(1811 1818) حيث حارب الوهابيين بعد استيلائهم علي الحجاز فكافأه السلطان العثماني بتولي محمد علي مشيخة الحرم المكي وابنه إبراهيم واليا علي جدة واتسع نفوذ مصر في الحجاز ونجد وعسير وجزء من اليمن والخليج العربي. { التوسع في السودان(1820 1822): حيث كان السودان نقطة انطلاق للتعرف علي منابع النيل واكمل ابنه اسماعيل هذا التوسع في الجنوب الشرقي علي ساحل البحر الاحمر حيث ضم فاشورة ومصوع وسواكن وبحر الغزال حتي وصل باب المندب. { حرب اليونان(1821 1828): استعان السلطان العثماني بمحمد علي للقضاء علي ثورة اليونانيين المطالبة بالاستقلال ونجح الجيش المصري في مهمته, فضم محمد علي جزيرة كريت إلي مصر وكان ابنه ابراهيم هو قائد الحملة التي تتكون من17000 ألف جندي مصري علي ظهر99 سفينة حربية, وكان نزول الجيش المصري علي أرض المورة فاتحة عهد جديد ولكن دول أوروبا تدخلت لمساعدة ثوار اليونان ودارت معركة( نوارين)1827 وتم القضاء علي الجزء الاكبر في الاسطول العثماني المصري. { التوسع في الشام والاناضول(1831): حيث كان هدف محمد علي من ضم سوريا هو أن تكتمل وحدة الارض العربية وحققت القوات المصرية انتصارات متتالية فاستولت علي عكا ودمشق وحمص وعبرت حدود سوريا ودخلت الأناضول وتمركزت في( أدنه) ثم واصلت الزحف حتي دقت أبواب القسطنطينية, وهنا تدخلت الدول الاوروبية, وعقدت اتفاقية( كوتاهية)1833 التي حققت خضوع الشام لمحمد علي( وهنا يقول الباحث سمير بباوي أستاذ التاريخ الحديث في قنوات التليفزيون التعليمية في أواخر القرن الماضي إن محمد علي قد حقق حلمه في تكوين الامبراطورية المصرية كما انتصر الجيش المصري في حرب الشام الثانية1839 في موقعة( نزيت) وهنا قام قائد الجيش التركي بتسليم الاسطول العثماني إلي القائد المصري اعجابا بشجاعة جنوده المصريين وبذلك زادت قوة محمد علي برا وبحرا. بالاضافة إلي قيام20 ألف جندي مصري لمساعدة السلطان ضد روسيا( في حرب القرم)1853, كما اشترك الجيش المصري في حملة إلي المكسيك1862 لمساعدة امبراطور فرنسا نابليون الثالث( زوج الامبراطورة اوجيني) في عهد سعيد باشا ثم شارك الجيش المصري في ثورة عرابي1881 ومقاومة الانجليز1882 ثم حرب فلسطين1948 ثم ثورته ضد الحكم الملكي1952 كما شارك في حرب اليمن1963 وحرب الاستنزاف ثم ختاما في حرب1973 الحرب التي أعادت للشعب المصري والامة العربية العزة والكرامة وأصبحت هذه الحرب تدرس في المعاهد العسكرية في دول العالم لما تضمنته من خطط وأساليب قتالية حديثة. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء. د. رفعت يونان - عضو الجمعية التاريخية واتحاد المؤرخين العرب