في حياة كل فنان, خاصة إذا كان نحاتا أشياء خاصة ومواقفا صعبة حتي تصل به إلي حد المأساة, وحد الملهاة علي السواء. ناجي الفنان الذي عرف برسوم الكاريكاتير اليومية في صحيفة الأهرام.. هو واحد من النحاتين الكبار, وكثيرون لا يعرفون ذلك. هو يتذكر المواقف الصعبة التي واجهته كنحات يمسك الشاكوش ويضرب به علي الحجر.. وبعد أن يتحول الحجر إلي شكل.. إنسان.. حيوان.. فكرة, علاقته بالحجر مثل علاقة الإنسان بما حوله.. أدواته.. وأفكاره هي كيف يمسك الصلصال ويلعب به ويكوره ثم يحوله إلي وجه إنسان.. أو ميدالية.. عشق النحت طول عمره وطور أفكاره في كلية الفنون الجميلة, قسم النحت, وكان الأول علي أقرانه. يقول إن أصعب موقف له كنحات.. أنه كان هناك معرض عن الربيع يقوم به خريجو كلية الفنون, وكان وقتها رئيس الاتحاد هو الفنان عزالدين حمودة, وكنت واحدا من الأربعة الذي اختارهم.. وكان الدكتور المثقف المعروف ثروت عكاشة, وزير الثقافة في ذلك الوقت, هو الذي يفتتح المعرض, وقد قدمت في هذا المعرض أربعة أعمال, وعندما نظر إلي هذه الأعمال سأل: من الذي قام بهذا العمل فأشار له الدكتور حمودة إلي.. وتعجب الدكتور عكاشة وعلم أنني رسام كاريكاتير, فإذا به يقول: دعك من عمل الكاريكاتير وعليك التفرغ للنحت, فهو مستقبلك. ثم رشحني في الحال للتفرغ وسافرت للنحت في بعثة إلي أسوان.. لكن الحظ شاء أن أعود للكاريكاتير وذلك للحاجة المادية السريعة يتأمل ناجي نفسه ويقول: كان هذا عام1960, الذي تغير فيها بصري. هذه مرة.. مرة أخري كنت أقوم بعمل تمثال بورتريه للفنان الشهير جورج البهجوري, وهو أيضا نحات.. وعندما كنت أنفذ هذا البورتريه علي الحجر.. وجدت قطعة بارزة بالتمثال, وتحايلت علي الحجر بجهد ضاق لكي أعالج هذا العيب الذي جاء في منطقة الشفاة.. وعملت التمثال وهو الآن من مقتنيات متحف الفن الحديث في القاهرة. ناجي يتذكر حياته مع الحجر ويقول: كنت أقوم بعمل تمثال لعامل بناء.. وفي أثناء تنزيل الجبس الخاص بهذا التمثال وكان مكونا من أربعة أجزاء.. المفاجأة كانت تحطيم الجزء الرابع حينما كنت أقوم برفعه.. فقمت علي الفور بعمل خلطة للجزء الناقص ووفقني الله وانتهيت من عمل التمثال. وفي الأهرام, في أثناء عملي, أتذكر أنني عملت عددا من التماثيل, ل لطفي الخولي وحسني جندي, وابراهيم نافع عملت له بورتريه معتمدا علي ذاكرتي البصرية لوجه إبراهيم نافع, وكنت أقوم بعمله عن حب, وتم عمله وتنفيذه وكان موضوع سروره وانبساطه, وهو موجود في متحف الأهرام في المبني الحديث. ناجي النحات يتحدث ويقول: مازلت أعشق النحت, وقد قمت بعمل جدارية لمبني جريدة روزاليوسف في شارع قصر العيني.. ولي في الأهرام علي مساحة مترايين وعشرة سنتيمترات في ارتفاع متر وخمسة سنتيمترات.. هذا العمل تم انجازه عام.2002