أين الرئيس مرسي ورئيس مجلس الوزراء قنديل ووزراء حكومته ؟ أين حزب الحرية والعدالة وحزب النور وكل الأحزاب ؟ أين جبهة الإنقاذ وجماعة الإخوان وكل مصري علي أرض مصر مما يجري ويحدث فوق أرض بورسعيد ؟ عاصرت المدينة في ظلام أيام الغزو الإنجليزي لها ردا علي تأميم جمال عبد الناصر قناة السويس عام1956 وذهبت أغطي أحداثها لمجلة آخر ساعة, وأمضيت عشرة أيام ضيفا علي الراحل الزميل العزيز مصطفي شردي ولم يكن ابنه محمد أطال الله عمره قد ولد بعد. عشت مقاومة المدينة لمدرعات ودبابات الإنجليز واختطاف جنودهم وصبرهم علي الحصار الذي فرض عليهم لمنع وصول الطعام إليهم وتجويعهم حتي انتصروا علي الغزاة. أيام صعبة يذكرها الآباء والأجداد ولكن ماتعيشه بورسعيد اليوم أخطر من أيام المحتل الإنجليزي فلأول مرة يبدو أن الحكم في خصام مع أهالي مدينة كاملة وتركهم يعانون ويقاسون ويصبح أهم نشاط للأهالي كما قال أحدهم أن يخرجوا كل يوم ليشيعوا المزيد من ضحاياهم وشبابهم إلي قبورهم! الخطأ حدث منذ أكثر من سنة والقضاء قال وسيعلن كلمته يوم السبت, وأمر طبيعي عندما يحال21 متهما من شباب المدينة إلي المفتي أن تصاب كل المدينة بالحزن الذي يصل إلي درجة اللطم وخبط الرؤوس في الحيطان, وكان الواجب التعامل إنسانيا مع ردود الفعل البشرية.. ولكن الدولة تجاهلت المشاعر والقلوب وفرضت الطوارئ متصورة أن العنف سيطفئ النيران, فكان تساقط المزيد من الضحايا مما كشف عجز الحكم عن إدارة الأزمة وأظنه لم يستطع حتي اليوم إدارة أزمة واحدة! يتصور الرئيس مرسي أنه يمكن أن يعزل بورسعيد عن مصر وأن يعاقبها لأنها لم تنتخبه وهو الذي وعد أن يكون رئيسا لكل المصريين, فكانت النتيجة أن قاموا في بورسعيد بتوكيل الجيش بإدارة البلاد.. الحاكم لا يستطيع أن يعزل شعبا أو جزءا منه, ولكن الشعب هو الذي يستطيع أن يعزل الحاكم. مشكلة الجماعة أنهم بعد80 سنة في الدعوة وتربية العلاقات مع المواطنين لم يقدموا دليلا علي معرفتهم فن الحكم.. بورسعيد نموذج حي لذلك وإذا لم يستعيدوا بورسعيد سيخسروا كل مصر! http://[email protected]