في لقائه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو اكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصرية مدي الاهمية التي تعيرها مصر لتطوير ودعم العلاقات المصرية الروسية, ولا سيما فيما يتعلق بقضايا التعاون التجاري الاقتصادي والسياحة الروسية في الظروف الحالية التي تمر بها مصر. وقال الوزير في حديثه إلي الاهرام في موسكو ان لقاءه مع لافروف الذي عقده بعد انتهاء اعمال الدورة الاولي للمنتدي العربي الروسي تناول بالدرجة الاولي القضايا الثنائية, وفي مقدمتها الاحتفال بالذكري السبعين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. واشار الي ان الجانبين توقفا بالكثير من التفاصيل عند اهمية استعادة روسيا لموقعها في صدارة قائمة الشركاء السياحيين بما يمكن معه الوصول الي رفع عدد السائحين الروس لمصر في هذا العام حتي ثلاثة ملايين سائح.وقال ايضا ان الجانب الروسي ابدي اهتماما بمعرفة ما يجري علي الصعيد الداخلي في مصر من منظور ضرورة تأمين الاستقرار اللازم لتحقيق التنمية, ولما له من اهمية وتأثير علي آفاق الاستثمارات وتدفق السياحة الروسية. واضاف ان الجانب المصري لم يثر موضوع القروض الروسية او يطرح طلبا معينا مكتفيا بالاشارة الي استعداد مصر لقبول الاستثمارات الروسية. وتعليقا علي الجدل حول موعد الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها الرئيس المصري لموسكو تلبية لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين, قال الوزير عمرو بهذا الصدد انه بحث هذه المسألة مع نظيره الروسي وان الجانبين لم يصلا بعد الي اتفاق حول موعد محدد نظرا لضرورة ان يكون ذلك مناسبا مع مواعيد ارتباطات كل من الطرفين. وفي معرض هذا اللقاء لم يغفل الجانبان ايضا وبطبيعة الحال قضية الشرق الاوسط, وضرورة استئناف المباحثات وتنشيط دور الرباعية الدولية وهو ما قال الجانب الروسي انه سوف يناقشه مع الوزير الامريكي جون كيري الذي كان تحادثا تليفونيا مع سيرجي لافروف مرتين واتفقا علي اللقاء المباشر في أقرب وقت ممكن.واستطرد الوزير عمرو ليقول ان الازمة السورية لم تغب ايضا عن اللقاء الثنائي شأنما تصدرت اعمال المنتدي العربي الروسي, مؤكدا اهتمام الجانب المصري بضرورة بذل المزيد من الجهود لاقناع الاطراف المعنية بالحوار لإنقاذ سوريا من الدمار الذي تواجهه مع كل يوم جديد. وفي هذا السياق اشاد الوزير الروسي بالمبادرة المصرية حول تشكيل لجنة رباعية تضم كلا من مصر والسعودية وايران وتركيا لبحث جوانب الموقف والعمل من اجل سرعة ايجاد الحلول اللازمة لوقف العنف وسرعة بدء الحوار بين جانبي الازمة. وكشف الوزير عمرو عن استعداد مصر لادخال بعض التعديلات علي المبادرة المصرية علي ضوء ما ظهر من متغيرات وتصريحات ومنها مبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري حول استعداده للحوار فضلا عن التحرك مع انضمام آخرين الي هذه المجموعة, وفي مقدمتهم الامين العام للجامعة العربية والمبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي وامين عام منظمة المؤتمر الاسلامي واطراف اخري من الجانبين.وقال: نحن الان في مرحلة بلورة هذا الطرح ومهتمون باستطلاع الاراء بما يكون قريبا من اتفاقات جنيف التي توصلت اليها مجموعة العمل الدولية حول سوريا في يونيو الماضي. اما عن دور ايران في هذه الازمة قال الوزير عمرو ان الجانب الروسي لم يتطرق اليه وإن اشرنا الي ضرورة أن تكون ايران جزءا من الحل بدلا من ان تكون جزءا من المشكلة. وحول الانتقادات الروسية غير الرسمية والاحتجاجات المكتومة علي تصريحات الرئيس مرسي التي تضمنت احتجاجا علي تدخل القوات الفرنسية في مالي وما فهم منها حول تأييد المجموعات الإسلامية المتطرفة في شمال مالي قال ان لقاءه مع لافروف لم يتناول هذه المسألة التي عادت مصر وتناولتها في مؤتمر قمة بلدان منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة, وهو ما تضمنه البيان الصادر عن هذه القمة تأييدا لحكومة مالي ووحدة اراضيها وادانة المجموعات الإرهابية هناك ونبذ العنف تأكيدا لضرورة التنمية علي اعتبار ان الفقر من اهم اسباب انتشار التطرف. اما عن دور إيران والموقف من مسالة امن الخليج قال ان الجانبين لم يتطرقا الي ذلك في معرض اللقاء الثنائي, وإن كانت هذه المسألة نوقشت خلال اعمال المنتدي العربي الروسي, واشار الي ان مصر طالما اكدت اكثر من مرة ان امن مصر من امن الخليج وان موقفها بالغ الوضوح تجاه هذه القضية. وفيما يتعلق بما اقترحته موسكو حول عقد مؤتمر موسكو للشرق الاوسط قال ان مصر سبق واعلنت تأييدها للمبادرة التي طرحها الرئيس بوتين حول هذه القضية. اما عن الجهات التي كانت وراء ارجاء قرار عقد مؤتمر دولي لاعلان منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل, قال الوزير ان مصر فوجئت بقرار تأجيل انعقاده بسبب عراقيل طرحتها دولة غير عضو في معاهدة عدم الانتشار وهي اسرائيل, وإن لم يشر اليها صراحة. وقال بضرورة اتخاذ موقف واضح ومسئول من جانب الاممالمتحدة والدول المعنية تجاه ضرورة عقد المؤتمر. وكان الوزير محمد كامل عمرو شارك في اعمال المنتدي العربي الروسي التي تركزت حول مناقشة سبل الخروج من الازمة السورية. وبهذا الصدد قال لافروف ان الجانبين الروسي والعربي خلصا الي الاتفاق حول ضرورة تسوية كل النزاعات علي اساس اعلاء القانون والشرعية الدولية ومبادئ ميثاق الاممالمتحدة.واذ اشار الي ان الرهان علي تسوية النزاع السوري باستخدام القوة يؤدي الي تدمير البلاد قال الوزير الروسي: سوف نستخدم كافة امكانيات الجامعة العربية وروسيا من اجل حصول اتصالات مباشرة بين الحكومة والمعارضة في سوريا, مشيرا الي ظهور بوادر ايجابية بين الحكومة والمعارضة, وإن كشف عن ان الطرفين يضعان شروطا مسبقة لهذا الحوار. استطرد لافروف ليقول: ان الاعراب عن الاستعداد للحوار يفتح الباب امام بذل الجهود من أجل تذليل العقبات, وهو ما يمكن ان نحيله الي الفن الدبلوماسي. واعرب عن استعداد بلاده لتوفير الاجواء الملائمة للحوار بين المعارضة والحكومة السورية. وقال ان الجانبين مدعوان الي التوصل الي اتفاق حول تشكيل وفديهما واختيار المكان المناسب لاجراء الحوار والبدء في تنفيذ اتفاق جنيف وتشكيل الحكومة المؤقتة المدعوة الي ادارة المرحلة الانتقالية. وكان الدكتور نبيل العربي دعا في كلمته الجانب الروسي الي التحرك من اجل تأمين دعم مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري والعمل من اجل بدء الحوار مع الحكومة السورية واقناع الولاياتالمتحدة بالمزيد من النشاط والتحرك من خلال مجلس الامن. واذ اعرب العربي عن أسفه لتوقف الاتصالات مع الحكومة السورية قال إن الجامعة العربية سبق واشارت في نوفمبر2011 الي ضرورة ان يفوض الرئيس الاسد نائبه فاروق الشرع من اجل ادارة الحوار مع المعارضة. مؤكدا ان كل القرارات الصادرة عن الجامعة العربية تدفع في هذا الاتجاه. واعلن الجانبان الروسي والعربي عن تصميمهما علي مواجهة الارهاب والحيلولة دون انتشار تهريب الاسلحة والتطرف والعمل من أجل التوصل الي تسوية سياسية لأزمة الشرق الاوسط علي اساس مبادئ مدريد ومقررات الأممالمتحدة والمبادرة العربية والعمل من أجل وقف الاجراءات احادية الجانب, وفي مقدمتها النشاط الاستيطاني الاسرائيلي وعقد مؤتمر موسكو للشرق الاوسط واخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل, وقال لافروف بضرورة العمل من اجل توحيد جهود الرباعية الدولية وجامعة الدول العربية, وقال: نقترح دائما الجمع بين عمل الرباعية الدولية وجامعة الدول العربية.