العمالة العشوائية اليومية أصبحت تشكل عبئا ثقيلا علي كاهل أسر لا ذنب لها إلا أنها تعيش في مهب الرياح في أسيوط, فلا مكان في أجندات المسئولين مع كثرتهم لهؤلاء العمال منذ عشرات السنين, حيث يعاني عمال المباني وعمال نقل البضائع والشحن ومن يعملون في الحقول والمحال التجارية بالأجرة وغيرهم كثير دون سقف قانوني أو حماية اجتماعية تقيهم تقلبات الزمن هم وأسرهم, بالرغم من علم المسئولين أن أسيوط تتربع علي الفقر بنسبة وصلت إلي69 بالمائة, مما يعني ان اعداد الفقراء في ازدياد ويجب وضع خطط سريعة لتطوير منظومة الحصول علي العمل, يأتي ذلك مع تزايد اعداد الجمعيات الأهلية والمنظمات المحلية والدولية العاملة في أسيوط والتي وصلت إلي1200 جمعية ومنظمة. فعلي سبيل المثال بصفة يومية يشهد ميدان المجذوب بوسط مدينة أسيوط تجمع العمال الذين يحملون معهم أدوات الحفر, أملا منهم أن تتوقف سيارة أمامهم ويخاطبهم من بها طالبا استئجارهم لتأدية عمل ما وبصورة غير آدمية يتهافتون علي المتحدث رغبة في الحصول علي أسبقية لديه في استئجاره دون غيره, في عودة للوراء ورجوع بالزمن العبيد ولكن بصورة جديدة فأجرة العامل لاتزيد عن40 جنيها للقيام بمهمة ما, ونظرا لتهافتهم عليه ويضطر المستأجر لأن يصطحب معه أربعة مثلا من العمال مقابل10 جنيهات لكل منهم. الأهرام انتقل إلي ميدان المجذوب والتقت هؤلاء العمال لترصد واقعا أليما وقصصا انسانية علها تجد آذانا صاغية, ومكانا في مشروعاتهم المستقبلية, يقول اشرف ابراهيم زكريا ليس لدي عمل واعيش مع اسرتي في قرية بني مر التابعة لمركز الفتح واضطررت للبحث عن لقمة العيش لكني لم اجد من يساعدني انا وابنائي ولايوجد امامي عمل الا ان انتظر هنا املا في شغلانة كده ولاكده نطلع منها بقرشين بدل ما نموت من الجوع حسب قوله. وكان يجلس بجواره شخص آخر يدعي فرحات محمود عثمان من ذات القرية وقال انا لدي6 أطفال ولا اجد لهم قوت يومهم ومحدش سائل فينا واحنا علي الله حسب قوله, واوضح انهم لايعلمون الي من يشكون حالتهم بعد الله, حيث قال ملناش تأمين صحي ولامعاشات ومش عارفين نعمل ايه؟. ويقول حسن محمد حسن المقيم بقرية شطب التابعة لمركز اسيوط انني لم اجد عملا في قريتي او في أي مكان فجئت الي هنا للبحث عن طريقة اخري للحصول علي المال من طريق آخر, ولكن يبدو ان الظروف لن تساعدني حيث ربما يمر اسبوع كامل دون ان اؤدي اي اعمال لاحد مقابل مبلغ مالي مما يشعرني بالالم والضيق, وبالرغم من ذلك لم نجد اي شخص حاول السؤال عن حالنا من اي جهة وكأننا مواطنون في دولة اخري. ومن جانبه اوضح عاطف يوسف امين عام الغرفة التجارية باسيوط ان العمالة العشوائية او غير المؤمن عليها اليومية ينتشرون بكثرة في شوارع اسيوط وميادينها وفي المحال التجارية وتمثل نسبة60 بالمائة من العمالة المصنفة كبطالة بأسيوط. وحول العمالة غير المؤمن عليها في المصانع والمحال التجارية قال إن ذلك يعود لعزوف اصحابها عن التأمين عليهم, حيث يصل القسط التأميني للعامل وصاحب العمل40% من الأجر بحد أدني70 جنيها للعامل وصاحب العمل, حيث يقوم صاحب العمل بتحملها بالكامل نيابة عن العامل, وهناك تعقيدات من جانب التأمينات الاجتماعية علي خروج ودخول العمالة ورفض التأمين علي العمالة الموسمية, حيث انهم يعتبرونها عمالة غير دائمة ولايجوز التأمين عليها, علما بأن هيئة التأمينات الاجتماعية تقوم بتحصيل مبالغ علي هذه العمالة العشوائية مثل التي تتقاضاها علي رخص المباني والابنية المخالفة حسب قيمة الأعمال, ولاتقوم بتعويض العمالة عن هذه المبالغ علما بان هذه المبالغ تخص عمال اليومية وهي حصة صاحب العمل في التأمينات. وقال ان الحل في ذلك انه يجب النظر في اعادة منظومة التأمين الاجتماعي علي العمل وتعديل قانون التأمينات الاجتماعية بتخصيص النسب التأمينية حيث يتم وضع جميع العمالة تحت مظلة التأمين الاجتماعي, وتسهيل الإجراءات داخل مكاتب التأمينات في خروج او دخول العمال المؤمن عليهم, وتغليظ العقوبة علي صاحب العمل في حالة التهرب من التأمين حيث ينص القانون الحالي علي ان الغرامة علي ذلك واحد جنيه فقط وهو غير رادع ولايشجع اصحاب الاعمال علي حماية من يعملون لديهم.