ست سنية سايبة المية ترخ.. ترخ من الحنفية علي ماتجيب كسرونة فاضية من النملية.. كلمات راقصة مصحوبة بكرتون لطيف كتبها مؤلف اعلانات موهوب بجريدة الأهرام في فترة الستينيات لترشيد استهلاك المياه. ولم تكن مصرانذاك تواجه اي مشكلة في الموارد المائية وكانت علاقتها بافريقيا في قمة توافقها, وتمر السنون وتتعاقب الحكومات وست سنية مازالت كما هي تمارس نفس السلوك القديم فلم يعد احد يهتم بتوعيتها بترشيدها لعمل اي شيء اللهم إلا حملة ختان الإناث, ولما طفت فجأة علي السطح مشكلة الخلاف علي مصادر الماء مع افريقيا علت الأصوات تحذر من ندرة المياه وجفاف النيل وما يترتب عليه من كوارث تهدد بانهيار المستقبل الاقتصادي للوطن, وازداد الأهتمام بعد ثورة يناير بهذه المشكلة التي خلفها النظام السابق.. فما هو دور المرأة المصرية في ترشيد استهلاك أسرتها للمياه باعتبارها ربة البيت والأم المسئولة عن تنشئة اطفالها وتشكيل سلوكهم.. ؟ الدكتورة منارعبد الرحمن خضرالأستاذ المساعد بإدارة موارد الأسرة بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان تجيب عن هذا التساؤل وتطالب بضرورة توعية الأبناء بأهمية الاقتصاد في استخدام المياه منذ الصغر, فالتعليم في الصغركالنقش علي الحجر, كما تؤكد تحقيق ذلك بتضافر جهود جميع المسئولين عن تنشئة وتعليم الطفل, ففضلا عن توجيهات الأم وإلحاحها المستمرعلي الطفل بعدم هدره الماء لابد ان يعطي لهذا الموضوع الأولوية عند وضع خطة للمناهج التعليمية, وضرورة البدء في ترسيخ هذه السلوكيات لدي طفل الروضة بتدريبه عمليا علي عدم إهدار الماء واستخدام وسائل الإيضاح المناسبة لسنه كالصور واللوحات و سرد القصص والحواديت التي تشيد بتوفير الماء, وبتقدم الطفل في المراحل المختلفة للتعليم يتم تكثيف دراسة اهمية الماء ومخاطر إهداره وترشيد استهلاكه من خلال منهج مدروس لتنشئة جيل واع يدرك معني المسئولية ويشارك في الحفاظ علي موارد وطنه.. و تؤكد الدكتورة منار اهمية وسائل الإعلام ودورها في التأثير علي طبقات المجتمع و نشر الوعي بأهمية تعديل سلوكياته من خلال برامج التليفزيون وحملات التوعية التي تنظمها الدولة علي غرار حملات تنظيم الأسرة مثلا, او من خلال الدراما, فالمسلسلات التليفزيونية لها مفعول السحر في بث الوعي وتشكيل ثقافة جمهور المشاهدين.. اما بالنسبة لترشيد استهلاك المياه في المنزل فهو مسئولية كل من يقيمون فيه وذلك بتقليل هدرالماء المستخدم للنظافة الشخصية, فيراعي عدم ترك الماء يتدفق اثناء غسل الأسنان او الحلاقة وغلق صنبور الماء لحين الانتهاء مما يفعل, كما يجب مراقبة كفاءة عمل المحابس وصنابير المياه للتأكد من عدم تسريبها للماء, كذلك يفضل ان يستغرق الاستحمام مدة قصيرة باستخدام الدش وليس بملء حوض البانيو لاستهلاك القليل من الماء, اما بالنسبة لغسل الأواني بالمطبخ فيمكن دعكها كلها مرة واحدة بالصابون وغسلها سريعا تحت الماء ويراعي عند استخدام الأجهزة الكهربائية كغسالة الأطباق او الملابس ملأها بحمل كامل قبل تشغيلها لتوفير الماء والصابون والكهرباء.. هذا ما يجب عمله لترشيد استهلاك الماء في المنازل فماذا عن اولئك الذين يستخدمون خرطوم المياه لغسل سياراتهم بدلا من استخدام دلو به كمية قليلة من الماء يفي بنفس الغرض, والذين يستخدمون الماء العذب لرش الشوارع امام المتاجر أو لري الحدائق بغمرها بالماء.. هل هناك أمل في تغيير سلوكياتهم..؟