هل يُعقل أن يُعرض خاتم ذهبي فرعوني، صُنع قبل أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، في مزاد علني بلندن بسعر يبدأ من 800 جنيه إسترليني فقط؟. قطعة مذهلة من تاريخ مصر تُعامل كما لو كانت مجرد قطعة زينة بلا هوية، تُباع في مزاد "أبوللو" بتاريخ 3 أغسطس، في استخفاف مستمر بقيمة تراثنا وهويتنا الوطنية. هذه ليست مجرد صفقة تجارية، بل جريمة حضارية مكتملة الأركان... فهل من يوقف هذا النزيف؟ بيع خاتم ذهبي أثري مصري في مزاد بلندن بسعر زهيد يثير الغضب قطعة تاريخية في مهب المزاد خاتم ذهبي بديع، يزن 8.43 جرام، منقوش بدقة تعكس براعة المصريين القدماء، يعود إلى ما قبل أكثر من 35 قرنًا، أي إلى عصر الدولة الحديثة في الحضارة المصرية القديمة. تُظهر الصور المتداولة للخاتم جمال التصميم وأناقة التنفيذ، بما لا يدع مجالًا للشك في قيمته التاريخية والفنية الفائقة. ومع ذلك، فالمفاجأة أن دار "أبوللو للمزادات" في لندن عرضت الخاتم للبيع بسعر ابتدائي لا يتعدى 800 جنيه إسترليني، مع توقعات أن يُباع في مدى يتراوح بين 1200 و2000 جنيه فقط! مبلغ أقل مما يُدفع اليوم في خاتم ذهبي حديث في السوق المصرية. تراثنا يُباع بثمن بخس الواقعة أثارت حالة من الغضب والاستياء في الأوساط الثقافية والإعلامية المصرية، وبين كل محب لهذا الوطن وتاريخه، حيث يرى الكثيرون أن تراث مصر ليس للبيع، ولا يجب أن يُعامل كسلعة في مزادات عالمية، خصوصًا وسط تساؤلات مشروعة عن كيفية خروج مثل هذه القطع من البلاد. قضية مستمرة.. مزادات بيع الآثار المنهوبة تُعد هذه الحادثة حلقة جديدة في مسلسل طويل من المزادات التي تُعرض فيها قطع أثرية مصرية في عواصم الغرب، من دون أوراق ملكية واضحة، ولا إشراف دولي حقيقي. وتأتي وسط مطالبات متكررة من الحكومة المصرية بوقف هذه الممارسات واستعادة آثارها المنهوبة، والتي تم تهريبها بطرق غير شرعية خلال فترات ضعف الرقابة أو الاحتلال الأجنبي. نداء لكل مصري ومصرية ما يثير الحزن أكثر أن سعر القطعة المعروضة – رغم قيمتها الأثرية التي لا تُقدر بثمن – يوازي ثمن خاتم ذهبي حديث، ما يعني أن أي مواطن مصري يستطيع نظريًا الدخول إلى المزاد وشرائه. لكن القضية ليست في "من يشتري"، بل في "لماذا تُباع من الأصل؟!" فالتراث لا يُشترى ولا يُباع... بل يُصان ويُعاد إلى موطنه. أين الضمير الإنساني؟ بيع آثار الشعوب لا يجب أن يكون تجارة مشروعة، مهما تم تغليفها بالقوانين الدولية أو تبريرات الملكية الخاصة. فكل قطعة تُباع هي جرح جديد في جسد الهوية، وطمس جديد لفصول من التاريخ الذي يُفترض أن يكون مشتركًا للإنسانية، لا مملوكًا لتاجر أو جامع مقتنيات. أوقفوا بيع آثارنا صوت الحق لا يجب أن يصمت أمام حفنة من الجنيهات الإسترلينية، وتاريخ عمره آلاف السنين لا يجب أن يُختزل في رقم داخل مزاد. اقرأ أيضًا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/2608364/1/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF--%D8%B2%D8%A7%D9%87%D9%8A-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B3-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%AE%D8%A7%D8%AA%D9%85-%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%85" title="شاهد | زاهي حواس يكشف حقيقة خاتم فرعوني مكتوب عليه اسم "السيسي" "شاهد | زاهي حواس يكشف حقيقة خاتم فرعوني مكتوب عليه اسم "السيسي"