عندما تكتب اسم زاهى حواس على موقع جوجل أشهر محرك بحث على الانترنت سوف يكشف لك عن وجود 175 ألف صفحة باللغة العربية و260 ألف صفحة باللغة الإنجليزية عن أشهر شخصية مصرية على مستوى العالم إذا ما عرفنا أن نجما بحجم وتاريخ الفنان عمر الشريف يحتل مرتبة تالية على زاهى حواس ب 154 ألف صفحة باللغة الإنجليزية وتبدو نجومية وشهرة زاهى حواس خارج مصر أكثر بريقا ولمعانا عنها داخل مصر حيث تتفق كل وسائل الإعلام العالمية على أنه أشهر علماء الآثار فى العالم وهو يفهم مفاتيح العقلية الغربية مما يجعله قادرا على التعامل معها بصورة تدعو للدهشة بمفردات وأفكار صادمة وجريئة باختصار زاهى حواس حكاية فرعونية جميلة. وعندما اختارته مجلة التايم ضمن أهم 100 شخصية على مستوى العالم قالت فى مبررات اختياره إنه صاحب دور كبير فى حماية الآثار والمعالم المصرية القديمة وأنه لا يخشى من إثارة الجدل ولا يخاف من غضب الدول الكبرى عندما يطالب باستعادة مصر للآثار الفرعونية التى سرقتها هذه الدول فى القرون الماضية وهو رجل مخلص ويتمتع بحضور وجاذبية تفوق نجوم السينما والمسرح والرياضة العالميين. ومناسبة الكلام عن زاهى حواس الذى يعتقد أن اسمه الحقيقى هو زاهى " حوراس" أو " حورس " الإله الفرعون ابن أوزوريس والتى تحولت فى النطق مع الوقت إلى حواس هى معرض الفرعون المصرى توت عنخ آمون الذى يطوف الولاياتالأمريكية وخلال حفل الافتتاح الرسمى للمعرض فى نيويورك فى ختام جولة استمرت 18 شهرا وفى مؤتمر صحفى عالمى وقف زاهى حواس يؤكد أن مصر لن تتوقف عن المطالبة باسترداد القطع الأثرية التى سرقتها منها بعض الدول وأن أمام هذه الدول مهلة زمنية قدرها شهر واحد لإعادة هذه الآثار المسروقة التى لا تقدر بثمن ولن يتم عرضها مجانا كما حدث قبل ثلاثين عاما عندما عرضت بعض قطع مقبرة توت عنخ آمون فى متحف المتروبوليتان بنيويورك مجانا ورغم أنها حققت للمتحف الأمريكى دخلا يقدر بملايين الدولارات إلا أن مصر لم تستفد منها بدولار واحد.. أما اليوم - والكلام للدكتور زاهى حواس عبر كل وسائل الإعلام الأمريكية - فإن مرحلة مشاهدة آثار مصر "ببلاش" قد انتهت وها هو معرض توت عنخ آمون بالولاياتالمتحدةالأمريكية يقدم لمصر مائة مليون جنيه سوف تخصص لبناء المتحف المصرى الكبير.. وعندما حاول مراسل إحدى وكالات الأنباء الأمريكية إحراج زاهى حواس بسؤال حول إهمال مصر للآثار اليهودية وسبب عدم إنشاء متحف للآثار اليهودية أسوة بمتحف الآثار الإسلامية ومتحف الآثار القبطية؟ رد الدكتور زاهى حواس موضحا جهود مصر فى ترميم المعابد اليهودية وأخرها معبد موسى بن ميمون ثم أضاف بكلمات حادة وحاسمه بأن مصر ترمم كل آثارها الفرعونية والقبطية واليهودية والإسلامية باعتبارها آثارا مصرية وأنه على استعداد لإنشاء متحف للآثار اليهودية بشرط واحد هو أن تتخلى إسرائيل عن سياستها التوسعية وأن تسعى بصدق نحو تحقيق السلام فى الشرق الأوسط.. وساعتها فقط وليس قبل ذلك سوف ننشئ متحفا للآثار اليهودية. الحقيقة أن زاهى حواس يقدم للعالم شخصية مصرية تستحق الإعجاب بتواضعه وبساطته فرغم شهرته العالمية التى جعلت القبعة التى يرتديها خلال عمله داخل الآثار تباع ب 40 دولارا للواحدة فى كل متاحف العالم ويخصص العائد منها لإنشاء متحف سوزان مبارك للطفل فإنه حريص إلى درجة تدعو للدهشة على أن يتواصل مع كل الناس وخاصة الأطفال الذين أسس لهم ناديا على موقعه الالكترونى ويتلقى على هذا الموقع نحو ثلاثة آلاف رسالة الكترونية من أطفال من مختلف دول العالم يسألونه عن الآثار ويطلبون صورته بتوقيعه أو بعض الكتب من مؤلفاته.. وهذه الرسائل هى الوحيدة التى يحرص زاهى حواس على أن يرد عليها بنفسه.. وقبل الافتتاح الرسمى لمعرض توت عنخ آمون بنيويورك بثلاثة أيام وقف زاهى حواس فى السابعة صباحا أمام باب المعرض ينتظر طفلة أمريكية ومعها زميلاتها فى المدرسة لزيارة المعرض فى زيارة خاصة قبل افتتاحه الرسمى تنفيذا لوعد قدمه لها زاهى حواس قبل ثلاث سنوات حين فوجئ خلال محاضرة له بطفلة تصعد إلى المنصة التى يقف عليها وتطلب منه أن يحتضنها ووسط تصفيق الجمهور احتضن زاهى الطفلة التى همست فى أذنه بأنها تتمنى مشاهدة توت عنخ آمون ووعدها زاهى حواس بأن تكون أول من تشاهد الفرعون الذهبى عند زيارته لنيويورك.. ورغم مرور ثلاث سنوات لم ينس زاهى حواس وعده للطفلة الأمريكية واحتفظ بعنوانها وأرسل يطلبها للحضور ومن تحب لزيارة خاصة للمعرض قبل افتتاحه وبالفعل استقبلها وزميلاتها وقام بمرافقتهن فى جولة خاصة فى المعرض. وفى معظم زياراته للدول الغربية سواء فى أوروبا أو أمريكا يحرص المنظمون للزيارة على تنظيم محاضرة لزاهى حواس التى تجد إقبالا كبيرا حتى وصل سعر تذكرة حضور آخر محاضرة له فى لندن إلى عشرين جنيها استرلينيا فى قاعة امتلأت عن أخرها بنحو 1700 شخص وهو رقم كبير لو عرفنا أن محاضرة الرئيس الأمريكى السابق بيل كيلنتون فى نفس القاعة لم يحضرها سوى 500 شخص رغم أن سعر التذكرة لم يتجاوز 15 جنيها استرلينيا.. وإلى جانب ذلك يحرص المنظمون فى كل زيارة لزاهى حواس على عقد لقاء مفتوح له مع الأطفال والشباب يتحدث معهم فيه عن موضوع واحد وهو: " كيف تكون ناجحا فى حياتك " باعتباره قدوة ورمزا عالميا للنجاح..