هل تتذكرون إعلان التوعية الشهير الذي كان يعرضه التليفزيون منذ سنوات وكانت كلماته تقول "ست سنية سايبة الميه ترخ ترخ من الحنفية .. حرام ياست سنية". وكان هذا الاعلان في إطار حملة لتوعية المواطنين بترشيد استهلاك مياه الشرب والمحافظة عليها وعدم إهدارها؟ ما أحوجنا هذه الأيام لتكرار مثل هذه الحملات وتطويرها وتنويعها خاصة بعد الصراع الرهيب الذي بدأ يطفو علي سطح الأحداث علي مصادر المياه في مختلف مناطق العالم ومحاولة عدد من دول منابع النيل إعادة توزيع حصص مياه النهر مما سينعكس أثره بالتالي علينا.. وأيضا في ظل اسراف المواطنين في استهلاك مياه الشرب واستعمالها للأسف في غير الأغراض المخصصة لها مثل رش الشوارع والحدائق ومحطات غسيل السيارات. ومن الخطوات المهمة التي تم اتخاذها مؤخرا للحد من هذه الظاهرة السيئة موافقة رئيس الوزراء علي إحالة مشروع قانون تنظيم مياه الشرب والصرف الصحي الي اللجنة التشريعية بمجلس الوزراء تمهيدا لإقراره ثم تحويله للبرلمان. وكما صرح المهندس أحمد المغربي وزير الاسكان والمرافق والتنمية العمرانية بأن القانون يتضمن تجريم وسرقات المياه. واستخدام مياه الشرب في غير الأغراض المخصصة لها والتي أشرت اليها. إن كل قطرة مياه يتم اهدارها بلا فائدة تضر ببلدنا وتعوق مسيرة تقدمنا وتقلل من فرص تحقيقنا للاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية وتجعلنا دائما نعتمد علي غيرنا في توفير احتياجاتنا وهو ما لا يجب أن نقبله ابدا.