في خضم الجهود الأمريكية والغربية المكثفة للحشد ضد البرنامج النووي الإيراني, أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن العالم توحد الآن في رفضه للبرنامج النووي الإيراني, مشددا علي أن واشنطن ستعمل علي استكشاف كافة الخيارات المتاحة للتعامل مع هذه الأزمة, وخاصة الدبلوماسي منها, ولكن دون أن يتطرق إلي إمكانية توجيه ضربة عسكرية لطهران. وحذر أوباما- علي هامش اجتماعات منتدي دول آسيا والمحيط الهادئ آبيك- من أنه في حالة تطوير إيران لأسلحة نووية فإن هذا سيشكل تهديدا ليس لدول الشرق الأوسط فحسب وإنما للولايات المتحدة أيضا. وأشار إلي أنه سيجري المزيد من المباحثات مع موسكو وبكين حول سبل تكثيف الضغوط علي طهران, مؤكدا أن عقوبات الأممالمتحدة صارت أقوي من أي وقت مضي بعد أن نالت تأييد روسيا والصين, مؤكدا أنها تضعف علي ما يبدو بنية الاقتصاد الإيراني, كما أكد أن موسكو وبكين تتبنيان نفس الأهداف والغايات, معربا عن اعتقاده بأنهم سيتعاونون بشكل وثيق بشأن تلك القضية. كما حاول أوباما خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماعات أبيك الدفاع عن سياساته الخارجية, مؤكدا أن نجاحه في بناء علاقات قوية مع الصين ساعد في تكوين جبهة عالمية ضد إيران, مشيرا إلي نجاحه خلال الفترة الماضية في عزل النظام الإيراني تماما. يأتي ذلك في الوقت الذي استبعدت فيه ألمانيا تماما العمل العسكري ضد طهران, بينما هدد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بتشديد العقوبات علي إيران, ولكنهم انقسموا بشأن التلويح باستخدام القوة ضد طهران, علي عكس وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج الذي قال إن لندن لا تستبعد احتمال اللجوء للقوة العسكرية في المستقبل. وفي الوقت ذاته, أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إسرائيل تسعي سرا لحشد التأييد العالمي لفرض المزيد من العقوبات علي طهران, معولة علي أن تقرير الاممالمتحدة الأخير, الذي يشرح تفاصيل الأنشطة المشتبه فيها في البرنامج النووي الايراني, سيدفع الدول الكبري في نهاية الأمر لفرض عقوبات مؤلمة عليها لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم, حيث قامت سرا بتعبئة دبلوماسيين في العواصم الأجنبية للضغط من أجل عقوبات أشد, وتم تعزيز مساعيهم بوابل من التقارير الإخبارية التكهنية والتسريبات بشأن خطط محتملة لهجوم اسرائيلي علي المنشآت النووية الايرانية جنبا الي جنب مع اختبار اسرائيل لصاروخ باليستي الشهر الحالي. وعلي الجانب المقابل, أكد الرئيس السابق محمد خاتمي أن المعارضة الإيرانية ستتحد مع الحكومة في مواجهة أي هجوم إسرائيلي علي المنشآت النووية الإيرانية. وحذر خاتمي مما وصفه بفكرة شريرة وراء مزاعم امتلاك طهران لقنبلة نووية, ومن سيناريو زيادة الضغط علي إيران. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن طلاب الجامعات في إيران يعتزمون تشكيل سلسلة بشرية حول محطة تخصيب اليورانيوم في أصفهان بوسط إيران اليوم- الثلاثاء- في بادرة رمزية من جانب المنظمات الطلابية للتأكيد أن الإيرانيين علي استعداد للتضحية بحياتهم إذا تعرضت المواقع النووية لهجوم من جانب إسرائيل. وفي فيينا, أكد علي أصغر سلطانية مندوب إيران الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا في مؤتمر صحفي أن بلاده ستكشف قريبا عما سماه ب ويكيليكس إيران, وهي وثائق وتسجيلات سرية دامغة تفضح الممارسات الامريكية الإرهابية في العالم العربي والاسلامي- بحسب تعبيره- وتثبت تورط أجهزة مخابراتها في العديد من الاغتيالات في المنطقة, وقال إن إيران تتجه لمقاضاة الولاياتالمتحدة دوليا. وأوضح سلطانية أن إحدي هذه الوثائق التي ستكشف إيران عنها لاحقا تتحدث عن محاولة لاغتيال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. في الوقت نفسه, أكدت مصادر إيرانية مسئولة نبأ مقتل خبير صواريخ بين ال17 جنديا الذين لقوا حتفهم جراء الانفجار الذي شهدته قاعدة لقوات الحرس الثوري الإيراني قرب طهران قبل أيام, حيث أكد بيان للحرس الثوري أن الجنرال حسان مقدم رئيس وحدة الأبحاث اللوجيستية كان بين القتلي. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد أشاد أمس الأول بالانفجار الذي وقع في المستودع الإيراني, مشيرا إلي أنه لا يعرف أبعاد الانفجار لكنه يتمني لو تكرر كثيرا, بينما ذهبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية لأبعد من ذلك لتنقل عن مصادر غربية اتهامها لإسرائيل بأنها وراء هذه التفجيرات.