"إوعى تبيع صوتك لمجرد إنك حتقبضلك شوية جنيهات أو حتاخدلك شنطة تموين هدية في مقابل صوتك.. إعرف تماما إن اللي حيديلك ثمن صوتك.. بيدور على مصلحته هو مش مصلحتك إنت"... في الحقيقة ده مش كلامي أنا ده كلام أحد حملات إذاعتنا المصرية في توعية المواطن المصري بكيفية الإدلاء بصوته في الإنتخابات. سمعت هذا الكلام الجميل عندما كنت أقود سيارتي للجرنال، وبما أن مشواري للجرنال طويل، فلقد إعتدت دائما أن أستمع إلى قناتي الإذاعية المصرية المفضلة "راديو مصر".. ووالله وأنا أحلف هنا من شدة إعجابي وتأثري عندما سمعت هذه الحملة التوعوية والتي أطربت أذني وأثلجت صدري وهدأت من حيرتي.. فهذا الكلام أن نسمعه من إذاعة مصرية، فقد تفوقت على ذاتها.. وأعطاني الإعلام نظرة أمل في المستقبل، وهو ما ينبغي أن تكون عليه صورة الإعلام لخدمة القارئ والمواطن البسيط. فهذا هو دورنا في المجتمع لخدمة قضاياه ولخدمة المواطن البسيط محدود التعليم.. فمن حقه علينا أن يفهم ويعرف كيف يختار كناخب من هو الأصلح لخدمة قضاياه وقضايا المجتمع.. فالمسألة هي أنه إذا كانت هذه الإنتخابات هي الأولى بالنسبة لنا والتي تدور في إطار مناخ يتمتع بالديمقراطية، فإذن لابد أن ننسى كل الأشكال السابقة والصور الفاسدة التي كانت تتم في الانتخابات وهي أن يتم شراء أصوات الناس وبالأخص "الغلابة" فكريا.. ممن يسهل شراء أصواتهم بحفنة جنيهات أو شنطة مواد غذائية أو أو أو... إلخ كما نعرف كلنا من هذه الصور السلبية والأخطاء التي كانت ترتكب في العهد البائد.. كلها سلبيات نأمل أن نتخطاها ونتجاوزها إن شاء الله إن أردنا الإصلاح والتغيير لأنفسنا ويقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".. صدق الله العظيم. إذن فالإصلاح يبدأ بأيدينا والتغيير يبدأ بأنفسنا، فإذا فكرنا كلنا في صالح مجتمعنا وإذا فكر كل فرد فينا أن صوته هو من أجل إصلاح ومصلحة المجتمع بأسره، سنكون نجحنا فقط في الوصول إلى بنية قوية وأساس متين نبني عليه مصر جديدة خالية من الفساد والفاسدين والمفسدين.. لذلك علينا أن نعلم تماما أن صوتنا أغلى من أن يشترى، فهو لصالح بناء بلدنا العظيمة ولنكون حقا فخورين بأنفسنا. "إعرف تماما إن اللي حيديلك ثمن صوتك.. بيدور على مصلحته هو مش مصلحتك إنت"!!! كلام لا أظن أنه من السهل نسيانه.. بل سيظل يتردد على الأسماع ليتوغل في عقلنا علشان اللي مسمعش يسمع واللي مفهمش يفهم.. مرة أخرى تحية إعزاز وتقدير لجهود الإذاعة المصرية التي بدأت رحلة التغيير بجد وبإعلام واعي حريص على المواطن. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن