في شارع الحياة أمشي بمفردي، أبحث في وجوه الناس الشقيانة عن أي خبر جديد يوحي لي بفكرة تعمل خبطة ممكن تطلعني لفوق، وأبقي مشهور والمعجبون يشاورون علي ويقولون: الصحفي اللامع أهو.. والبنات تجري ورايا وتقول لي: ممكن أتصور معاك. وأنا طبعاً هوافق بس مش بسرعة، آه.. ما أنا لازم أبقي صحفي تقيل. وعلشان أوصل لذلك، كانت أول خطوة هي البحث عن جرنال مشهور ألمع فيه، ولحد ما رحت ليه قعدت أتنطط من جريدة للتانية، لغاية ما ابتسم لي حظي وقدرت أحصل علي واسطة كبيرة تدخلني «جرنال مشهور».. وآخر حاجة اتقالت لي فيه هي كلمة من رئيس التحقيقات الأستاذ حميدة فبركة لما صوت في وداني بمنتهي الطيبة والوداعة: مش عاوز أشوف خلقتك هنا إلا ومعاك سبق، وانفراد.. ياكده يا هخليك تنفرد في الشارع. هكذا وبدأت رحلتي في البحث عن انفراد. وبما إن أول حاجة تعلمتها هي أن الصحفي الناجح هو اللي يرمي ودانه مع جيرانه، فسألت أمي عن أي شيء لفت نظرها أثناء حكاويها مع جاراتها.. وبالفعل وجدت ضالتي واحدة صاحبة ماما حكت لها عن مشعوذ كان عليه إقبال، لكن فجأة بعدت الناس عنه لأنه قليل الأدب، وبيتحرش بالزبائن السيدات لكن ما فيش حد قادر يكشفه. وبمجرد أن سمعت هذه القضية جريت بسرعة متنكراً في زي شيخ عربي، وأول ما وصلت قطعت تذكرة وقعدت جنب واحدة أعوذ بالله شبه الدرفيل لكن ما باليد حيلة.. أستحمل رخامتها يمكن أطلع منها بكلمة مفيدة، ودار بيننا الحوار كالتالي: أنا: مساء الخير. هي: أهلا. أنا: يارب يجعل في إيده الشفاء. هي: هو مين. أنا: الشيخ ده. هي: يارب. أنا: بس أنا سمعت إنه يعني مش ولابد.. إنتي مش خايفة علي نفسك. هي: من إيه؟ أنا: أصلي سمعت إنه بيتحرش بالستات. هي: وسمعت منين. أنا: أصل الكلام في سرك صحفي وجاي أكشفه. هي: يالهوووووي.. أقفل الباب ياواد يا جرجيرة، ده صحفي وجاي يودينا في داهية. أنا: إيه ده.. في إيه. هي: في إيه؟. أنا مراته. وطبعاً مش عاوز أحكي لكم علي الباقي.. ماحصلش علي الانفراد إلا عظم جسمي اللي انفرد عظمة عظمة، لكن برضه لن أيأس وسأبحث عن انفراد. وبعد أن التأم عظمي.. فكرت في سبق جديد. آه.. بما إننا داخلين علي عيد اللحمة، يبقي أهم حاجة هتشغل الناس هي اللحمة وسعرها اللي بقي أغلي من الذهب. وهنا فكرت أن أذهب إلي سوق الجزارين متخفياً حتي أعرف ثمن اللحمة الحقيقي وأكشف الجزارين واستغلالهم. وبالفعل رحت واتصاحبت علي صبي أحد الجزارين ورشيته ب20جنيه، وأقنعته إني عاوز أشتري لحمة لكن محتاج أطمن الأول علي نوعيتها وجودتها، وطلبت منه يدخلني الثلاجة علشان أكشف عليها بنفسي. طلبت منه شاي.. ولسه بطلع القلم بتاعي عشان أسجل اللي شوفته.. مالقيتش القلم.. فين راح القلم.. مش لاقيه. أخ.. تلاقي أخويا العبقري اتزنق في واحد، فأخذه من بنطلوني. ما هو دايماً بيعمل فيا كده، يااااه صحيح، ده المنحوس منحوس ولو جابوا له فانوس. المهم قعدت أدور علي قلم في المحل، ولقيته علي مكتب أخذته أكتب بيه وأرجعه، وياريتني ما عملت كده. الجزار الكبير صاحب المحل جه وبيدور علي القلم، وبعد أن اكتشف غيابه راح يدور عليه، ولمحني وأنا باكتب، فافتكرني مفتش تموين وعينكم ما تشوف إلا النور.. الدنيا كلها بقت لون اللحمة.. لكن برضه سأستمر في رحلة البحث عن انفراد.