قبل عامين, أقيمت أول دورات مهرجان الدوحة بقطر, والذي أقام شراكة أو تعاونا مع مهرجان ترابيكا الأمريكي الذي يرأسه النجم العالمي روبرت دي نيرو وكان مهرجانا بلا مسابقة, وفي العام الماضي نظم أول مسابقاته والتي ربح فيها الفيلم المصري حاوي جائزة أفضل فيلم.. وكانت بداية فكرة اقامة المهرجان هي جزء من تصور أو رؤية لاقامة حالة أو حركة أو حياة ثقافية تدعم كل الفنون في قطر, وبدأ الإعداد لاقامة حي ثقافي كامل علي مساحة كبيرة, واطلق عليه اسم كتارا وهو الاسم القديم لدولة قطر. هذا العام وفي الفترة من25 إلي29 أكتوبر, كانت الدورة الثالثة للمهرجان والتي قفزت قفزة هائلة للإمام حيث شهد المهرجان عشرات الأفلام واتسعت دائرة العرض لتشمل اكثر من12 صالة تقدم عروضها في نفس الوقت ونظمت ثلاث مسابقات للافلام العربية تمنح6 جوائز تبلغ قيمتها مليونين من الجنيهات بل وشاركت مؤسسة الدوحة للأفلام في إنتاج عدد كبير من الأفلام العربية واخيرا كان فيلم الافتتاح الذهب الأسود بطولة انطونيو بانديراس وإخراج جان جاك أنو من إنتاج قطر مع فرنسا وإيطاليا, هذا بالاضافة للندوات وورش العمل التي ساهمت في إنتاج48 فيلما مدة كل فيلم دقيقة تحت عنوان واحد هو حرر.. حرر وذلك رصدا لحركة الثورات العربية. وهكذا دخل مهرجان الدوحة ترابيكا في دورته الثالثة في منافسة وتسابق حقيقي مع المهرجانين الخليجيين الآخرين: دبي وأبو ظبي.. وعلي أي الاحوال نجحت المهرجانات الثلاثة رغم مابينها من فروق في ان تضع اللبنة الأولي لصناعة السينما في الخليج. حرصت الدوحة ترابيكا علي مسابقاتها الثلاث للافلام العربية, بل دعمت انتاجيا معظم هذه الأفلام, وشملت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة7 أفلام, وعددا مماثلا لمسابقة الأفلام الوثائقية, بينما وصل عدد الأفلام القصيرة إلي10 أفلام, وقد شاركت مصر في المسابقات الثلاث ولم تربح أي جائزة. حصل علي أفضل فيلم روائي طويل الجزائري الفرنسي نورمال أي طبيعي للمخرج الكبير مرزاق علواش, والفيلم يرصد حالة الشباب الجزائري اليوم ويبدأ مع حركة المظاهرات الضخمة التي شاهدتها الجزائر قبل ان تبدأ ثورتا تونس ومصر ولكنها لم تكتمل أو تستمر من خلال فريق عمل لفيلم روائي يجد مخرجه ان موضوعه لم يعد مناسبا بعد ثورتي تونس ومصر, ثورة الشباب وافكارهم وتمردهم يقدمها مرزاق علواش بشكل طبيعي وعفوي تماما حيث حرفيته وخبرته الطويلة مكنته من ذلك, ليقدم في النهاية حالة سينمائية شديدة الرقي والعزوبة. بينما فاز بجائزة أحسن اخراج لرشدي زيم, الفيلم المغربي الفرنسي عمر قتلني,وحصل نفس الفيلم علي جائزة التمثيل لسامي بواجلا, والفيلم عن قضية قتل حقيقة اتهم فيها بستاني مغربي مهاجر إلي فرنسا, وقبل إعلان الجوائز وتسرب النتيجة حاول المخرج المصري خالد الحجر الانسحاب بفيلم الشوق بعد أن خرج خالي الوفاض.. ولكن سرعان ماتراجع. وعلي العكس جائزة جوائز الأفلام الوثائقية مخيبة للتوقعات, فقد فاز الفيلم الفرنسي العذراء..الأقباط وأنا لمخرج من أصل مصري ولكنه ولد وعاش في فرنسا اسمه نمير عبد المسيح, والفيلم عبارة عن رحلة هذا المخرج إلي الصعيد(أسيوط) للتعرف علي أسرته, والتحقق من أن ظهور السيدة العذراء في مصر حقيقي أما الفيلم الفائز بجائزة الإخراج فهو اللبناني اختفاءات سعاد حسني الثلاثة للمخرجة رانية اسطفان, والفيلم مدته70 دقيقة,وعبارة عن لقطات من معظم أفلام سعاد حسني تم تجمعها وعرضها عن طريق المونتاج بشكل يمكن ان يستمتع به عشاق سعاد حسني ولكن ليس هناك اخراج أو رؤية عن هذه الاختفاءات لذلك يبدو منحه جائزة الإخراج للفيلم أمرا سخيفا وغير مبرر. أما جائزة أحسن فيلم قصير, فذهبت للفيلم السعودي وينك اخراج عبد العزيز النجيم,وهو عمل روائي كوميدي يستحق التشجيع بالفعل. الدوحة نادر عدلي