أن نسمع أو نقرأ كلمة تعطي كل ذي حق حقه هي شجاعة نفتقدها هذه الأيام خوفا من إرهاب صحف وفضائيات لحساب مجموعات أو أشخاص يعشقون الشهرة تحت الأضواء وإن كانت بالباطل او لتصفية حسابات أو ركوب موجة الثورة, ولذلك كانت مفاجأة أن نقرأ شهادة جريئة من رجل أعمال منتم للأخوان المسلمين كان مسجونا في عهد الرئيس السابق مبارك وأن نسمع ونشاهد كلمة حق من رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين المشهود له بالنزاهة والسمعة الطيبة والقدوة الحسنة. الأول هو حسن مالك أحد كبار رجال الأعمال المنتمين إلي جماعة الإخوان المسلمين الذي أكد في مقابلة لرويترز أن السياسات الاقتصادية التي كانت متبعة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك كانت تسير في الطريق الصحيح لكن شابها تفشي الفساد والمحسوبية. مالك الذي سجن عام2006 وأفرج عنه بعد أسابيع من الإطاحة بمبارك وبرغم ذلك فإنه قال إنه يساند القرارات التي اتخذها رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة في عهد مبارك والذي كان يعمل علي تحرير القطاعات الصناعية واجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وقال أيضا: ان رشيد عرف جيدا كيف يجتذب الاستثمارات الأجنبية وكانت قراراته صائبة في هذا الصدد. أما كلمة الحق التي سمعناها وشاهدناها من المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين في حوار تليفزيوني الأسبوع الماضي ولم يخش لومة لائم عندما أعرب عن تعاطفه مع وزير الصناعة الأسبق( المحكوم عليه بالسجن المشدد15 عاما). واكد أنه أخلص وزير في النظام السابق, حيث كان يلمس هذا بنفسه خلال جولاته معه في الخارج لتنشيط الصادرات وجذب الاستثمارات, كما قال أن الوزير المغربي ولد وفي فمه ملعقة ذهب, وأن ثروته لم تتضاعف بعد دخوله الوزارة, مشيرا إلي أن كرسي الوزير في مصر ممتع جدا, قد نختلف أو نتفق مع رؤية وتقييم شهادة الرجلين ولكن يبقي أن الذين يسمعون لغيرهم قليلون جدا وأن المتحدثين كثيرون جدا, وينكرون علي غيرهم أن يعرض رأيه ويستوفيه وهذا بالضبط هو ما يصدق عليه حوار الطرشان وضاعت بيننا ثقافة المشاركة والاعتراف بالآخر والغالبية لاتفرق بين الرأي والسباب, وهي كلها موبقات لا يمكن أن تحقق استقرارا وامانا وتقدما لمصر. [email protected]