رغم إدراك ويقين القيادة العسكرية المصرية, بأن عملية اختراق طائرتي الاستطلاع الأمريكيتين للمجال الجوي المصري ظهر يوم السبت13 أكتوبر كان هدفها الأساسي تصوير مواقع الانتشار العسكري شرق وغرب القناة. ومحاولة التعرف علي نوايا الهجوم المصري المحتمل, فإن القرار في غرفة العمليات كان حاسما في عدم التأثر بما جري, والمضي قدما في خطة تطوير الهجوم اعتبارا من صباح الأحد14 أكتوبر, لتخفيف الضغط الإسرائيلي علي الجبهة السورية. وبعد12 ساعة فقط من بداية تطوير الهجوم الشامل يوم14 أكتوبر كانت القوات المصرية قد تمكنت من تحرير مساحات جديدة من الأرض علي جميع خطوط المواجهة بعد أن دمرت للقوات الإسرائيلية ما يربو علي مائتي دبابة ومثلها من العربات المدرعة في قتال مرير ضد قوات مدرعة ضخمة حشدتها إسرائيل بكثافة! وظهر بوضوح في مسرح العمليات مدي التعاون الوثيق بين الأسلحة المصرية المشتركة في الهجوم, فقد تدخلت قوات الدفاع الجوي المصري أكثر من مرة ضد الطائرات الإسرائيلية التي حاولت ضرب المدرعات المصرية المهاجمة بطول الجبهة واستطاع الدفاع الجوي المصري إخلاء سماء المعركة من الطيران الإسرائيلي بعد أن أسقط له29 طائرة منها طائرتان من طراز هليكوبتر..كما شارك الطيران المصري في الهجوم الشامل بقصف مركز علي مواقع الصواريخ المضادة للدبابات التي كانت تعوق تقدم المدرعات المصرية المهاجمة. وبعيدا عن مسرح عمليات سيناء الذي كان يشهد في ذلك اليوم أضخم هجوم مصري بالمدرعات والمشاة الميكانيكية جرت في الساعة الرابعة بعد الظهر معركة جوية كبيرة في منطقة شمال الدلتا بين الطائرات المصرية والإسرائيلية خسرت إسرائيل خلالها15 طائرة وأصيب من السلاح الجوي المصري ثلاث طائرات فقط.. وأصبح يوم14 أكتوبر عيدا للقوات الجوية المصرية بفضل معركة شمال الدلتا التي حطمت أسطورة التفوق الجوي لإسرائيل! وفي الساعة السابعة من مساء اليوم نفسه أعلن راديو إسرائيل أن الجنرال إبراهام مندلر القائد العام للقوات المدرعة الإسرائيلية في سيناء قد لقي مصرعه في القتال ثم أعقبت إعلان هذا النبأ موسيقي جنائزية. وقبل أن ينتصف ليل ذلك اليوم الطويل ظهر موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي علي شاشة التليفزيون حيث ألقي بيانا قال فيه: إن إسرائيل تخوض الآن حربا لم تحارب مثلها من قبل سواء في عام1956 أو معارك..1967 إن هذه حرب صعبة.. معارك المدرعات قاسية ومعارك الجو فيها مريرة..إنها حرب ثقيلة بأيامها وثقيلة بدمائها. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: المروءات التي عاشت بنا.. لم تزل تجري سعيرا في دمانا! [email protected]