أتوبيس سيئ السمعة.. هي أول جملة يمكن أن تسمعها إذا طلبت الرأي في أتوبيسات الوجه القبلي, علي الرغم من أنه يملك مقومات أن يصبح وسيلة النقل الأولي في الوجه القبلي متخطيا الميكروباص والقطار والسيارات الأخري. حيث تمتلك الشركة ألفا من الأتوبيسات التي تعمل علي تغطية جنوب مصر من الجيزة إلي أسوان, إلا أن سوء الإدارة يتسبب في تدهور حال الشركة, وتراجع أدائها وسوء خدمتها, وتراجع المواطنين عن التعامل. تعتبر شركة الوجه القبلي واحدة من أقدم الشركات التي كانت تحقق مكاسب كبيرة تصل إلي حوالي نصف مليار جنيه سنويا, كما يقول أحد أعضاء مجلس إدارة شركة أتوبيس الوجه القبلي السابقين والذي رفض ذكر اسمه, مؤكدا أنه بسبب سوء الإدارة تحولت فروع الشركة الأربعة عشر من المكسب إلي الخسارة, بداية من فرع سوهاج إلي أسيوط ونجع حمادي والفيوم والمنيا أصحاب أعلي الايرادات إلي الأفرع الصغيرة التي يهددها الاغلاق والسبب واضح وبسيط هو أن إدارة الشركة تحولت إلي منحة ومكافأة نهاية خدمة لكل من قدم خدمات للنظام السابق, فلا تري مهندسا واحدا تولي إدارة الشركة بل كلهم قيادات أمنية مما تسبب في التراجع الحاد للشركة. ويضيف أن هناك سببا آخر أدي إلي سوء الحالة بأتوبيسات الوجه القبلي وانصراف الركاب عنها وهو كثرة الحوادث علي الطرق السريعة, وهذا يرجع لسببين أولهما أن السائقين لا يأخذون حقهم من الراحة وأن الشركة تجبر معظمهم علي المداومة في العمل بين القاهرةوأسوان أو سوهاج لمدة تزيد علي24 ساعة, مما يعرض السائق إلي النوم في أثناء العمل وبالتالي حدوث الحوادث التي نسمع عنها والتي تنتهي بوفاة السائق و10 أو15 من الركاب وباقي الأتوبيس يدخل المستشفي وهذا يكشف سر الحوادث المتكررة لأتوبيسات الوجه القبلي, خاصة في طريق الصعيد, وفي البحر الأحمر والذي تبلغ ذروتها في أيام العيد والمناسبات والتي يقوم السائقون فيها ب التطبيق أكثر من يومين متتاليين لتحصيل أكبر قدر من الركاب للشركة وتكون العيدية حوادث بها عشرات القتلي, وأكبر دليل علي كلامي هو الرجوع إلي أرشيف الصحف في أيام الأعياد وانظر إلي صفحة الحوادث ستجدها كلها من أتوبيس الوجه القبلي والسبب مجهول. اما السبب الثاني للخسائر التي تتعرض لها شركة أتوبيس الوجه القبلي فهو الأعطال المتكررة للأتوبيسات والتي يكمن سببها في أن الأتوبيسات أصبحت متهالكة, وأن من يقوم بالاصلاح لهذه الأوتوبيسات ليسوا مهندسين وإنما مجرد فنيين بعدما أجبرت الشركة كبار الفنيين وأصحاب الخبرة علي ترك الشركة, مما أفرغ الشركة من الكفاءات التي تقوم بعمليات الصيانة وتركوا الصيانة لهواة أو مبتدئين لا يجيدون عمليات الصيانة مما أدي إلي حدوث أعطال متكررة في أتوبيسات الوجه القبلي عرضت حياة المواطنين للخطر حسب التقارير الهندسية التي ترد للشركة بعد كل حادث. النداء الأخير الذي وجهه المسئول الذي رفض ذكر اسمه إلي المسئولين أن يتقوا الله في شركة أتوبيس الوجه القبلي, وأن التطوير ليس فقط بشراء أتوبيسات جديدة وإنما بتطوير الإدارة والخدمة ورفع كفاءة العاملين ورفع رواتبهم الضئيلة. ذهبت إلي المنيب حيث أحد جراجات شركة أتوبيس الوجه القبلي ومكتب الحجز الذي يتجمع عليه المسافرون, انتظرت من الساعة الثانية وحتي الساعة العاشرة مساء, الأعداد بسيطة جدا الراغبة في السفر عن طريق أتوبيس الوجه القبلي لدرجة أن ثلاثة أتوبيسات تخرج غير مكتملة اقتربت من بعض المغامرين أقصد المسافرين لأعرف ما الذي دفعهم للسفر علي أتوبيس الوجه القبلي:يقول محمد رضا موظف من سوهاج : كنت من محبي السفر عن طريق شركة الوجه القبلي علي الرغم من سوء الخدمة فيها وعلي الطريق, فإنني قررت عدم الركوب فيها مرة أخري بعدما تعرضت لحادث منذ4 أعوام, وكانت النتيجة أنني خرجت بعاهة في يدي ووجهي ومات السائق وأصيب20 من الركاب إلا أني اليوم مضطر لذلك.ويؤكد أحمد محمد فلاح من نجع حمادي أن الشركة أسعارها تفوق أسعار القطار فالتذكرة إلي سوهاج من القاهرة50 جنيها في الأتوبيس الفاخر و40 في المميز وهما أغلي من تذاكر القطار ومن الميكروباص, علاوة علي أن الخدمة علي الطريق سيئة للغاية, فالسائقون يقفون في الكافيتريات السيئة التي أسعارها مرتفعة جدا, ولا توجد بها دورات مياه ولا أي خدمات, أما منيرة أبو النور مدرسة بأسيوط فتقول إنها اضطرت إلي ركوب الأتوبيس هذه الأيام نتيجة الضغط علي القطارات وعدم وجود أماكن, فالأتوبيس سيئ للغاية كما أن المسافات بين الكراسي ضيقة جدا والسائق يسير بتهور خاصة ليلا مع عدم وجود رقابة من الشركة عليه, وأنها هي المرة الثانية في حياتها التي تخوض هذه المغامرة.