أعلنت مصادر دبلوماسية يمنية أن مبعوث الأممالمتحدة إلي اليمن السفير جمال بن عمر يجري لقاءات مكثفة مع أطراف سياسية وحزبية في اليمن في محاولة وصفت بالفرصة الأخيرة لإحلال السلام، قد يعقبها إنفجار الوضع عسكريا بعد تعثر جهود التسوية عدة مرات. وأوضحت المصادر أن بن عمر- الذي كان يفترض أن يغادر صنعاء أمس السبت إلي نيويورك منهيا خامس جولة له من المفاوضات مع الأطراف اليمنية دون التوصل إلي حل- مدد زيارته إلي صنعاء بطلب من نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإجراء مزيد من المشاورات مع قيادات اللقاء المشترك المعارض حول ملامح إتفاق نهائي علي آلية نقل السلطة وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي. وكان بن عمر قد أعلن مساء أمس الأول في مؤتمر صحفي عن وصول الأزمة في اليمن إلي طريق مسدود وأعلن أنه سيقدم إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول تطورات الوضع في اليمن.وأكد بن عمر أن الوضع في اليمن لا يحتمل أي تأخير إضافي في التوصل إلي إتفاق سياسي يوقف نزيف الدماء ومعاناة الناس والدمار والتشريد. وقال إن الجميع متفقون علي بعض العناصر الأساسية ومنها ضرورة التوصل إلي حل سلمي عاجل والتغيير عبر عملية إنتقالية منظمة تقود إلي إصلاحات سياسية وإجتماعية وإقتصادية. وكشف بن عمر عن إتفاق جري منذ شهرين من حيث المبدأ علي الدخول في مرحلة إنتقالية تتكون من مرحلتين الأولي تتضمن إصدار الرئيس صالح مرسوما رئاسيا يدعو إلي إنتخابات رئاسية مبكرة بنهاية عام2011 وينقل صلاحياته إلي نائبه, مشددا علي أن هذه العملية لارجعة فيها, فضلا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية إنتقالية وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وإعداد وإجراء الإنتخابات الرئاسية. وذكر المبعوث الدولي أن المرحلة الثانية تتضمن تعديل الدستور اليمني ومعالجة وضع الدولة والنظام السياسي بما في ذلك معالجة الوضع في الجنوب وطرح الدستور المعدل للإستفتاء وإصلاح النظام الإنتخابي وإجراء إنتخابات مجلس النواب وفقا للدستور المعدل. مشددا علي أن الوقت قد حان لأن يتوصل القادة اليمنيون لإتفاق نهائي وسريع أو أن يتحملوا عواقب عدم الإتفاق. وتأتي هذه التطورات وسط إستعدادات كبيرة تجريها القوات الموالية للرئيس اليمني والمناهضة له في صنعاء لمواجهات عسكرية محتملة في حال فشل المفاوضات السياسية. وأوضحت مصادر عسكرية أن معسكر الفرقة الأولي المدرع بقيادة اللواء المنشق علي محسن الأحمر رفع درجة استنفاره إلي مستوي مرتفع جدا, حيث نشرت قيادة المعسكر المتربع علي هضبة كبيرة شمال غرب العاصمة صنعاء آلاف الجنود حول محيطها والأحياء السكنية المجاورة لها. كما استقدمت عشرات المسلحين القبليين, الذين تمركزوا بجانب سورها الشرقي.