في منتدي إعلامي ضم أكثر من100 من قيادات الإعلام الإقتصادي في20 دولة, أكد بودوان برو الرئيس التنفيذي لمجموعة بي إن بي باري با الفرنسية أن البنوك الفرنسية الكبري قادرة علي التعامل مع أزمة الديون السيادية والتي بدأت في الظهور بمنطقة اليورو خاصة بالنسبة لليونان, إذا إتفق قادة دول أوربا علي تفعيل خطة الإنقاذ التي تمت الموافقة عليها في يوليو الماضي وتتضمن إنشاء صندوق قيمته450 مليار يورو لمعالجة الديون السيادية في اليونان ومنطقة اليورو. وفي الوقت نفسه أعلن بودوان في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقد الخميس الماضي بمقر البنك بباريس أن المجموعة ليست لديها خطط لتخفيض حصة استثماراتها في الديون السيادية الإيطالية التي بحوزتها والتي تبلغ8.02 مليار يورو, حيث أن أوضاع الميزانية الإيطالية جيدة, ومن غير المتصور إفلاس إيطاليا. ونفي بودوان بشدة ما تردد من أخبار تخص بيع حصة مساهمة في رأسمال المجموعة لقطر, مؤكدا أن مجموعة البنك التي تعد واحدة من أكبر البنوك الفرنسية والأوربية لديها القاعدة الرأسمالية الكافية والسيولة اللازمة وأن المجموعة ليست في حاجة لمساهمين جدد, كما أكد أن جولة كبار المديرين التنفيذيين في قطر وأبو ظبي كانت في إطار عروض الإستثمار العالمية المعتادة للبحث عن عملاء ومستثمرين جدد, موضحا أن البنك لديه وسائل تمويل ذاتية وأنه يقوم بتدعيم السيولة من خلال الأنشطة المصرفية الطبيعية والمعتادة. ووصف المخاوف من منطقة اليورو بالمبالغات وقال أن حل المشكلة في يد قادة حكومات المنطقة, كما طالب قادة منطقة اليورو بسرعة تفعيل خطط الإنقاذ حتي لا تسوء الأمور. وفيما أقرت قيادات المجموعة المشاركة في المؤتمر الصحفي نيتها لتدوير أصول استثمارية قيمتها70 مليار يورو رفضوا الإفصاح عن نوعية هذه الأصول, مؤكدين أن هذا الإجراء تصحيحي ويتم بالوسائل والأساليب المصرفية المعتادة لتدوير الإستثمارات وتوليد أرباح رأسمالية إضافية. وأوضح بودوان أن مجموعة البنك لا ترتبط بأزمة الديون الأوروبية إرتباطا مباشرا حيث تستثمر نحو4 مليارت يورو فقط في السندات اليونانية, وبالرغم من انها حققت بالفعل خسارة قدرها500 مليون يورو في السندات التي حل أجل استحقاقها فهناك سندات أخري بقيمة3.5 مليار يورو تستحق عام2015, ومن ثم فإن هذه الخسارة تمثل نسبة صغيره جدا بالنسبة للمجموعة التي حققت7.5 مليار يورو أرباحا صافية في الستة شهور الأولي من عام.2011 وفي رده علي سؤال للأهرام خلال المنتدي الإعلامي السنوي حول خطط المجموعة لزيادة نشاط بنك بي إن بي باري با/ مصر ورأيه في أداء السوق المصرية بعد الثورة, وتأثير ثورات الربيع العربي علي خطط المجموعة في منطقة الشرق الأوسط أوضح جان لوران بونافيه عضو مجلس إدارة المجموعة أن أداء البنك في مصر جيد للغاية إلا أن المجموعة رأت في الوقت الراهن إرجاء خطط النمو الذاتي التي كان مقررا البدء بها لزيادة عدد الفروع, حيث تم تجميد هذا البرنامج لحين تحسن الأوضاع في السوق المصرية ومعاودة النشاط. وأشار إلي أن فترة غلق البنوك بعد الثورة إضافة إلي المشاكل المتعلقة بالأمن ونقل الأمول أثر علي نشاط البنوك في السوق, وأوضح أن الأمور أخذة في التحسن وأن قرار المجموعة الإنتظار والترقب والإستمرار في النشاط المعتاد حتي عودة الإستقرار. وأشار إلي أن هذه السياسة ستنسحب علي منطقة الشرق الأوسط حيث يشهد عدد من بلدان المنطقة ثورات وقلاقل سياسية تحجب الرؤية السليمة عن فرص النمو والإستثمار. وحول سؤال عن التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وتوجهات البنك للتوسع في المنتجات الإسلامية بالمنطقة قال جورج شوردون دي كورس المدير التنفيذي للعمليات بالمجموعة أن المجموعة نشطة في هذه النوعية من التمويل ولكن ليس بالقدر المطلوب مؤكدا أن التقدم في هذا المجال ليس سهلا, وأن للمجموعة بنك في ماليزيا يعمل بالكامل في مجال التمويل الإسلامي. وأشار إلي نية المجموعة للتوسع وبحث سبل النمو في المنتجات الإسلامية لتلبية إحتياجات العملاء الراغبين في هذه النوعية من التمويل. من ناحية أخري استعرض أنطوان سير مدير قطاع الإتصالات والجودة بالمجموعة الصورة الذهنية حول العلامة التجارية مشيرا إلي أن مجموعة بي إن بي باري با جاء تقييمها في المرتبة الثانية في أوربا من حيث جودة العلامة التجارية. وبالرغم من الظروف الصعبة وحالة التوتر التي تمر بها منطقة اليورو والتي أثرت علي قيمة أسهم أهم ثلاثة بنوك فرنسية وأدت إلي تراجعها ومن بينها بنك بي إن بي باري با, إلا أن نتائج الأعمال كما وصفها بودوان الرئيس التنفيذي للمجموعة جيدة للغاية حيث بلغ إجمالي إيرادات قطاع التجزئة المصرفية بالبنك23.6 مليار يورو تمثل53.8% من إجمالي الدخل, وحقق قطاع التمويل والإستثمار للشركات دخلا يصل إلي12 مليار يورو بنسبة27.3% من صافي الدخل, في حين بلغ دخل قطاع حلول الإستثمار6.2 مليار يورو بنسبة4.1%, وحققت باقي القطاعات دخلا للمجموعة يصل إلي2.1 مليار يورو بنسبة4.8% وذلك في الستة شهور الأولي من العام الجاري. وحرص مديرو الإدارة العليا المشاركون بالمؤتمر الصحفي علي الإشارة إلي إستقرار تقييم المجموعة من قبل مؤسسة موديز التي أبقت علي تصنيف البنك عند إيه إيه. وتأتي مجموعة البنك في المرتبة السادسة من حيث القوة علي مستوي العالم طبقا لتقييم ستناندرد أند بورز, وأكبر بنك أوربي للشركات والمؤسسات المالية, ويبلغ إجمالي الميزانية1.9 ترليون يورو.