ما أحوجنا في هذه الفترة من تاريخ مصر لأغان وطنية صادقة تعبر بحساسية عن ثورة25 يناير وما نتطلع اليه من آمال وطموحات لبناء مصر الجديدة, ولان الأغنية الوطنية تؤرخ للأحداث المهمة في حياتنا وتعتبر شاهدة علي التاريخ, كانت مبادرة اسامة هيكل وزير الإعلام بتكوين لجنة لإعادة أمجاد الأغينة الوطنية مرة أخري, فكيف نعيد أمجاد هذه الأغنية؟ يقول الإعلامي الكبير وجدي الحكيم صاحب التاريخ الطويل في الإنتاج الغنائي منذ منتصف الخمسينيات: لابد من حشد كل الطاقات للتعبير العصري والآني عن أحداث ما بعد ثورة25 يناير تأريخا لها حتي تنضم هذه الأغنيات الي سجل الأغنيات التي تؤرخ لأهم الأحداث في تاريخ مصر المعاصر, وفي هذه الأحداث لابد من فتح إستديوهات الإذاعة لتسجيل أغاني ثورة25 يناير, لأن الفنانين دائما ما يتدفقون للمشاركة في مثل هذه المناسبات, وأؤكد أن مشروع الغناء الوطني هو بداية لعودة الأغنية الراقية الي الإعلام المصري مرة أخري. أما الشاعر مصطفي الضمراني فيقول: أنا الشاعر الوحيد الذي عاصر حرب أكتوبر في اللجنة التي شكلها وزير الإعلام, وشاهدت كيف كان كبار الشعراء والملحنين يتسابقون لتسجيل أحاسيسهم بالأشعار من أغان دون مقابل, وكنت واحدا منهم عندما انطلقت أغنية ماتقولش أيه إدتنا مصر لعليا مع لحظات العبور الأولي, والمطلوب الآن أن يشعر المؤلفون والملحنون والمطربون بنفس مشاعر الجيل القديم الذي سجل أعظم الأغنيات الوطنية دون مقابل, ولابد من عودة ليالي أضواء المدينة وليالي التليفزيون, وإذا كان اتحاد الإذاعة والتليفزيون يمر بظروف مادية صعبة فلابد أن يقف صناع الأغنية بجانب بلدهم التي أعطتهم كل شيء. ويقول الموسيقار محمد سلطان: شاركت وبليغ حمدي والموجي وكمال الطويل في تقديم أغان خالدة مازالت تعيش حتي الآن منها: يا حبيبتي يامصر, وبحبك يابلادي, وغيرها. وكنا نقدمها بلا مقابل. وإذا كنا نريد أغاني وطنية تعيش في الوجدان فلابد من اللجوء لأصحاب الخبرة والتجارب الذين أثبتوا مع الوقت أن أعمالهم مازالت خالدة, ويمكن للعناصر الجديدة أن تكون بجانبهم حتي تستفيد من خبراتهم, وأحيي وزير الإعلام علي مبادرته, وعلي الفنانين أن يقفوا بجوار بلدهم وقت الأزمات, فالفن ليس تجارة. الشاعر الغنائي صلاح فايز يطالب بتكاتف جميع الجهود الفنية وأصحاب الخبرات العريضة, ولابد من استقطاب الشعراء والملحنين والأصوات المتميزة من الأجيال المختلفة الذين لا يعنيهم في المقام الأول سوي خدمة الوطن قبل الدولار واليورو, مع رعاية الدولة, وأحيي وزير الإعلام لإدراكه لأهيمة عودة النغمة الصحيحة للأغنية المصرية في المرحلة الراهنة تمشيا مع المد الثوري الذي تعيشه مصر حاليا.